أبو القاسم يكتب عن العلامة المرحوم إبراهيم جمالي، ويصفه بالمدرس المرشد الناصح.المربي،النزيه ،الكريم المفضال

تعزية

شيعت مدينة تيزنت بعد عصر يوم :16 شوال1434هـ.ق:24غشت 2013ا جنازة الفقيه العالم المقرئ ،المدرس المرشد الناصح المربي،النزيه ،الكريم المفضال ،السيد إبرهيم جمالي(بذلك عرف)،الذي وافاه أجله المحتوم ،بمنزله ، في مدنة تيزنيت ،صباح هذا اليوم، بعد مرض عضال مزمن ألزومه الفرش مدة طويلة.
وكان الفقيد رحمه الله عالما مربيا متورعا،صد وعا بالحق،ولايخشى في الله لومة لائم،آمرا بالمعروف وناهيا عن المنكر في خطبه المنبرية،في الجمع والأعياد، وفي دروسه الوعظية، وفي مجالسه،وفي كل مناسبة يجتمع فيها الناس.وبذلك عرف في مدينة تيزنيت أزيد من خمسة عقود،قضاها بين سكان المدينة ،مجاهدا ،ومربيا ، ونصوحا،وداعيا إلى الخير،وسباقا إلى المصالح العامة.
ولقد كان هذا الرجل العظيم رحمه الله،وأسكنه فسيح جنانه:

1- من مواليدقرية”بوكرفة” من قبيلة أيت إعزى،إحدى قبائل أيت باعمران المجاهدة، أوائل الثلاثينيات من القرن العشرين، وتلقى إتقان القرآن الكريم على والده ببعض الروايات ،ثم تنقل في المدارس العلمية العتيقة، بسوس،طلبا للعوم الشرعية والأدبية،ومن جملة شيوخه الشاعرالمجاه الكبيرأحمد بن زكراياء الباعمراني،الذي أخذ عنه في مدرسة بوكرفة،ثم التحق بالمعهد الإسلامي بتارودانت، فمراكش، ثم بمدرسة تكوين المعلمين… 2- التحق بالمعهد الإسلامي، بتيزنيت مدرسا فيه منذ أواخرالستينيات من القرن الماضي،ووكان ساعيا بكل ما أتيح له من الإمكانياتـ إلى بناء معهد معهد التعليم ألأصيل ،يناء عصريا تتوفر فيه كل المرافق التربوية الحديثة،فأصبح مديرا له، بعد اكتمال بنائه وتجهيزه،وتم افتتاحه السنة الدراسية1983- 1984 .
3- التحق بالمجلس العلمي المحلي لأقاليم:شتوكة أيت بها،وتيزنيت وطاطا وأكلميم،قبل انشاء مجالس مستقلة لهذه الأقاليم. وكان في المجلس عضوا نشيطا للغاية،علميا وإداريا،ووعظا وإرشادا،وتسييرا،وتنظيما لأمور المجلس كلها،ويضرب به المثل في الجد والعزم،ودقة التنظيم،والحرص على المصلحة العامة.
4- كان رحمه الله عضوا نشيطا في إرشاد الجالية المغربية بالخارج ،في كل رمضان،وفي الوفد المرشد للحجاج في كل سنة،إلى أن عجزعن الأسفار.
4- قد تخرج على يده في المعهد الإسلامي بتيزنيت أجيال، شغلوا،الآن، مناصب علمية وإدارية مرموقة، في التعليم بجميع أسلاكه،وفي القضاء،وغيرهما. وقد حضر في جنازته الكثير منهم
5- كان الفقيد، رحمه الله يحظى بمكانة اجتماعية مرموقة لدى سكان تيزنيت وايت باعمران، ولدى وزارة التربية الوطنية ووزارة الأوقاف ، والهيئات العلمية المختلفة ، لسلوكه القويم ، ولدينه المتين، ولعلمه الوافر،ولشجاعته الأدبية،ولتواضعه الجم،ولكرمه الحاتمي، ولحسن تعامله مع الخاصة والعامة.
6- كان رحمه الله رئيسا لرابطة علماء المغرب ، فرع تيزنيت ، وكان جاهرا بالحق في كل مجلس ،وفي كل مناسبة، على كل منبر،ولا تأخذه في الله لومة لائم، ولا يرضى بالباطل أيدا، مهما كانت الظروف،ولقد عانى الأمَرِّين ، مع بعض من لا يراعون في عباد الله والمصلحة العامة ،إ لا ولا ذمة ، ولا يتقون الله في تجاوز الحدود.
رحم الله فقيد العلم والإسلام الأستاذ سيدي إبراهيم جملي ، وأسكنه فسيح جنانه ، مع النبيئين والصديقين والشهداء والصالحين ،ورزق أهله،وتلاميذه ،وأحبته والمجالس العلمية والرابطة المحمدية للعلماء، وساكنة مدينة تيزنيت ،الصبر والسلوان،وإنا لله وإنا إليه راجعون.

الدكتور أحمد أبو القاسم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

إغلاق