بيان ناري من داخل السجن المحلي آيت ملول لبعض معتقلي سيدي إفني

إذا كانت المطرقة تهشم الزجاج، فإنها تصلب الفولاذ، كذلك القمع فهو يكشف عورات أصحاب القناعات الزجاجية، لذا أؤكد عزمي على مواصلة نضالي من داخل زنازن الظلم (الدخول منذ البداية في معركة الأمعاء الخاوية أنا و رفاقي دفاعا عن قناعاتنا و التي هي بالمناسبة قناعات شعب مقهور بأكمله).

يحل الشهر الرابع لاعتقالي أنا و بعض الرفاق الإفناويين و البعمرانيين، هذا الاعتقال الذي أسقط قناع حكومة إسلاميي دستور العبيد بزعامة بن كيران، و فارسه المغوار في وزارة العدل – مصطفى الرميد- هكذا إذا سقطت ورقة الثوث عن عورة عدالة حزب العدالة، أيضا أسقط قناع الديمقراطيين المزيفين من حقوقي الصالونات و المنابر و المقاهي.

هذا الاعتقال جاء في ظل وضع محلي يزداد تأزما، فالسلطات الإقليمية و على رأسها ماماي باهية، الذي يعطي التعليمات لأكبر بزناز في الإقليم من داخل الضابطة القضائية لتلفيق التهم المزورة للمناضلين كغلق الطريق الرابط بين كلميم و إفني، و رشق قوات الأمن بالحجارة و محاولة قتل أحد رجال القوات المساعدة و غيرها من التهم الخطيرة، هذه الأخيرة لا تعرف سوى سياسة الوعود العرقوبية لامتصاص غضب الساكنة و المعطلين بل أكثر من هذا فهي لا تتورع عن سياسة  الهراوة الغليظة، كلما اختل ميزان القوى لصالحها، و هذا ما اتضح جليا إثر استقدامها لجحافل قوات قمع أثناء مظاهرات و إعتصامات المعطلين في السنة الماضية، و التي تم اعتقالنا في خضمها بعد حملة قمعية شهواء شنتها ضد شباب عزل مطلبه الوحيد هو التشغيل و الكرامة، للأسف الشديد التشغيل الحقيقي –الوظيفة العمومية- و المتوفرة جدا بجميع المصالح الداخلية و الخارجية – المندوبيات- ليس من نصيب أبناء المدينة و شبابها العاطل و المعطل الذي ناضلوا من أجله (2005/2008/2012) بل من نصيب عائلات بعض المسؤولين و بعض البركاكة و القائمة طويلة (مهزلة الجماعات المحلية).

هذا ما أدى بالشباب الإفناوي إلى أن يجد نفسه أمام معادلة سوريالية: إما أن يحرك و يمخر عباب الموت من بحر الظلمات في اتجاه إلدورادو laspalmas، أو يجد نفسه رهن الاعتقال في سجون النظام، إن هو حاول أن يناضل من أجل الشغل و هذا ما أدى مؤخرا لفاجعة اهتز لها الرأي العام بأيت بعمران و عاصمتها إفني، و حرك المياه الآمنة للحركة الاحتجاجية، هذه الكارثة التي لم تحرك فيها الدولة المغربية ساكنا، لأننا لسنا بمغاربة و لو بإحضار جثث المفقودين حتى تطمئن عائلاتهم، لذا يجب التفكير في معركة أمام القنصلية الإسبانية، أولا لإيجاد المفقودين ثانيا لمحاكمة الجنات               – إن لله و إن إليه راجعون-

إن الحصاد الرهيب لأرواح و دماء شهداء زوارق الموت لن يتوقف أبدا أبدا إلا إذا تخلت السلطات الإقليمية و المركزية عن معالجتها الأمنية لأزمة البطالة و ذلك باتخاذ سياسة شعبية ديمقراطية و بمحاربة الفساد و الاستبداد و إعطاء الأولوية للمسألة الاجتماعية و هي: التشغيل، الصحة، التعليم، السكن و ضمان مجانيتها.

للإشارة فإن الرفيق و المعتقل السياسي محمد حمودة ابن اللاجئ السياسي أمين حمودة المنفي لأزيد من 22 سنة و الذي قد دخل في إضراب عن الطعام هو و والده إنذارا لمدة 48 ساعة تنديدا باحتجازه كرهينة و من أجل إطلاق سراحه دون قيد أو شرط و السماح لأبيه بالدخول لبلاده و ملاقاة أبنائه.

إنني كمعتقل إذ أحيي جميع المؤازرين و المساندين و أحيي صمود عائلاتنا في معتصمهم البطولي، أعلن للرأي المحلي و الوطني و المحلي ما يلي:

1-      تعازي الحارة لعائلات شهداء زوارق الموت في الكارثة الأخيرة و تحياتي للجالية الإفناوية بجزر الكناري على تضامنهم مع إخوانهم المفقودين.

2-      دعوتي كافة الشرفاء الأحرار إلى مساندة معتصم التحدي لعائلات المعتقلين.

3-      دعوتي جميع الشباب و الفعاليات و الإطارات الكفاحية إلى وحدة الفعل في الميدان للتصدي لآلة القمع التي تعرفها المدينة مؤخرا.

4-      تشبتي بهويتي كمعتقل سياسي و بإطاري حركة ضد البطالة، و دعوتي لإطلاق سراح كافة سجناء الرأي بمختلف سجون النظام.

5-      عاشت تنسيقية إلى الأمام حرة ديمقراطية مستقلة.

يا ظلام الليل خيم      إنا لا نخشى الظلام

ليس بعد السجن إلا    خيط فجر يتسامى

عن المعتقل السياسي بسجن أيت ملول

يوسف الركيني رقم الاعتقال 31768

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

إغلاق