يمضون وقتهم في أشغال الفلاحة المعيشية، إلى حدود صبيحة يوم الأربعاء الماضي، حيث سيتغير مجرى حياة الأسرة بكاملها، وسينقلب وضعها رأسا على عقب. كان الهالك، قيد حياته، طريح الفراش، يعاني صعوبات في الجهاز الهضمي، ويعاتب ابنه البكر كل مرة التقى به لعدم اهتمامه بوضعه الصحي الحرج. في صبيحة يوم الاعتداء، حمل الابن الجاني (52 سنة) فطور الصباح لوالده، إلا أن هذا الأخير رفض تناوله وأصر عليه الابن في ذلك، ليدخلا معا في شنآن، فما كان من الوالد الطاعن في السن إلا أن اتهمه بالعقوق، بعد صب عليه جام غضبه، وفي لحظة رد فعل غاضبة من الابن، تناول هراوة كانت بمسرح الاعتداء، وهوى بها على رأس والده الذي دخل على إثرها في غيبوبة، قبل أن يغادر الجاني البيت في اتجاه مجهول. أصيب الضحية إصابة بليغة، ونقل على وجه الاستعجال إلى مستشفى ابن طفيل بمراكش لتلقي الإسعافات، في الوقت الذي تقدم الشقيق الأصغر للجاني بشكاية مباشرة إلى قائد مركز الدرك بمجاط، يتهم فيها أخاه بالاعتداء على والده، ليتم تجنيد فرقة من عناصرها لإيقاف الجاني قبل مغادرته للدوار. وقد باشرت مصالح الدرك الملكي التحقيقات في الموضوع، قبل أن تضع يدها على الجاني الذي اعترف بكل المنسوب إليه من تهم، ليتم وضعه رهن الحراسة النظرية.
وقد تابعت مصالح الدرك الوضع الصحي للوالد، الذي كان لا يزال على قيد الحياة. لكن وبعد مرور يوم واحد، وردت إخبارية على مصالح الدرك، تفيد بأن الضحية فارق الحياة بإحدى غرف العناية المركزة بمستشفى ابن طفيل، بعد فشل كل التدخلات والجهود الطبية لإنقاذ حياته.

المساء : 17 – 10 – 2012