أحمد الطالبي : رجاء إرحموا أستاذنا بوجمعة و كفوا عن نشر الغباء..

بقلم أحمد الطالبي :

كيف السبيل إلى ترافع قوي ..

Rachid Alhiane كيف السبيل إلى ترافع قوي ……..

ما زالت قضية الأستاذ بوجمعة بودحيم تسيل الكثير من المداد ، وتثير الكثير من ردود الأفعال ، خاصة لدى نساء و رجال التربية الذين أنتسب إليهم بكل شرف و فخر و اعتزاز . فليس هناك من مهنة على وجه الأرض تمنحك هذا القد الكبيرمن الرضى عن النفس و سمو الروح في لحظات استشعارك لذة رؤية متعلميك وهم يتنافسون بكل قوة و حماس في بناء الدرس ، أو عندما تواسي طفلا أصابه مكروه ، أو تقضي حاجة أحدهم يطلبها منك بكل براءة .. كما تجعلك أحيانا في موقف القلق و الحزن حينما يستعصي عليك تبليغ محتوى ما أو تحقيق هدف ما لإعتبارات و إكراهات تتجاوز رغبتك و مرتبطة بسياقات خارجية و ظروف لا قدرة لك على تكييفها و تغييرها لتكون في صالح العملية التعلمية .. ومع ذلك فلحطات الإنتشاء تسود أكثر ….

صحيح أن مهنتنا على نبلها و شرفها ، تحدث فيها بعض العوارض و المفاجآت ككل الظواهر الإنسانية المحكومة بالعوامل المركبة و المعقدة المحيطة بها ، و إن كان الأمر كذلك فلا يجب على كل ذي رسالة أن ينساق و راء طوفان ردود الأفعال الإنفعالية و العاطفية التي أحيانا تضر أكثر مما تنفع ..
و لست هنا بصدد تبخيس كل فعل تضامني مع اي كان ، فالتضامن من فضائل الشيم ومن التعبيرات دات العمق الأخلاقي الراقي …

مع ذلك لابد من وقفة تأمل و نظر بعيد، لإعطاء الأشياء ما تستحق من عمق…

و أنا أخط ما أخط، فلا بد من تأكيد حقيقة أولى مفادها أنني لست واعظا و لست صاحب نزعة رسولية استعلائية لألزمكم بما أقول ، و لا لتبخيس قيمة كل ما قيل. لكن لا بد لكل ذي غيرة أن يتكلم ويعبر لعل الصورة تكتمل لدينا جميعا بما فيه خير للمنظومة التربوية و كذلك بما يمكن أن يعزز من فرص براءة أستاذنا المحتملة جدا مادامت القاعدة القانونية تؤكذ على براءة كل مشتبه به إلى أن يتبث العكس ، و لأن احتمالية الخطأ واردة جدا في كل مراحل هذا الملف فما زال لدي أمل في براءة الأستاذ و أتمنى أن تنجلي كل الحقائق ليأخذ كا ذي حق حقه ..

و لأن التضامن كذلك ممارسة إنسانية مقبولة و محمودة ، فلابد لها من ذكاء يؤطرها و يوجهها لتعطي أكلها من قبيل الإحاطة الذكية بالقضية و قراءتها من كل الجوانب . فالملاحظ أن التضامن أخذ وجهة نظرية المؤامرة على المدرسة العمومية و اعتبار ملف الأستاذ بوجمعة خطة محبوكة لإستهداف المدرسة العمومية ككل ، وهذا ما لا يمكن التسليم به البثة إن لم أقل بأنه سيضر قضية الأستاذ من أساسها ، لأن تسييس قضية الأستاذ بهذا الشكل السادج من طرف الكثير من الإطارات فإنما نرغم الدولة على أن تكون طرفا سياسيا في القضية مما سيترتب عن ذلك من خوض الصراع مع جهاز أقوى منا جميعا ، فكأنما نقول لهذا الجهاز – بنا و لا بيك – أنت عدونا و نحن سنكشف مؤامرتك ، و بهذا المنطق ستكون الأشياء ضد الأستاذ و إدانته مجددا في مرحلة الإستئناف – وهذا ما لا أتمناه – لكي لا تشعرنا الدولة بالإنتصار عليها تحت ضغط الشارع و التظاهر، وهذا طبعا على افتراض صحة كون الدولة طرفا في الملف، مع أن ذلك من سابع المستحيلات و لا يقبله إلا غبي أو ساذج …
مع التأكيد على أن الإنتصار في الصراع في هذا الملف و بهذا المنطق مستحيل جدا في منظومة الإستبداد حيث الخصم يملك كل الأدوات، و ليس لنا نحن سوى بعض صيحات هنا و هناك سرعان ما تتلاشى ….

هذا من جهة ، و من جهة أخرى فالدولة ليست بكل هذا الغباء لتستهدف رجل تعليم بسيط لتخرب به منظومة التربية، لسبب بسيط ، كونها تملك كل السلط التشريعية و التنفيذية لتفعل ذلك و هو ما فعلته طبعا مند عقود ، مما يتسوجب نسيان أسطورة أن المخزن و الدولة هما من خطط و دبر المؤامرة ضد أستاذنا …..

من جهة أخرى ، مهما بلغ حجم الدعاية التي تقوم بها المواقع الرخيصة و الصفراء بحثا عن البوز ، فلا يستقيم البثة أن يتأثر وجداننا بذلك و نذرف دموع الأسى لأن موقعا تافها و غير حرفي قال ما قال ..فالتقدير الذاتي لمهنتنا أكبر من أن يزحزحه كل ذي هاتف لا يستطيع حتى تركيب جملة مفيدة في النازلة. و إذا تأثرنا بمثل هكذا فإنما نضع هيبتنا في مهب الريح لأننا نقيس أنفسنا على التافهين وهذا لا يستقيم و لا يعكس قيمتنا كحاملي مشعل النور و العلم و القيم …..

و في المقام الأخير ، لا أبد أن أعبر عن امتعاضي الذي لم أعد أستطيع معه حتى ضبط أعصابي بعد إطلاعي هذا الصباح على تعليق غريب يقول بالحرف :

كان على النقابات أن تلجأ إلى شوف تيفي من أجل الضغط على القضاء ……
و الله ثم و الله و تالله ، عدت مجددا أعض أصابعي ندما على الكثير من الأشياء …….
و سيجافيني النوم لأيام كثيرة ……..

رجاء إرحموا أستاذنا بوجمعة و كفوا عن نشر الغباء فذلك لن ينفعه في شيء …

توصية : و لأن المعركة قانونية بالأساس ، أدعو لجن التضامن إلى الإتصال بمحامين أكفاء لتمحيص الملف بالدقة المطلوبة لعل و عسى أن يعود بوجمعة إلى بيته الصغير و الكبير و إلى أسرة التربية لإستكمال رسالته النبيلة ….و السلام علينا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

إغلاق