برادة: بنكيران «دار ميسا» للأحزاب وشباط خسر المنافسة

image

قال حميد برادة أن العلاقة بين القصر وحزب العدالة والتنمية تبدو طبيعية، وانه ليست هناك مشاكل بينهما، واضاف الكاتب والصحفي المغربي أنه ليس هناك تنافس بين الطرفين، حيث ان عبد الاله بنكيران تصرف في مجموعة من المواقف وفق ما تتيحه له اختصاصاته الدستورية.

هل ترى أن العلاقة بين القصر والعدالة والتنمية وصلت إلى مرحلة التطبيع النهائي؟

ليست عندي معلومات خاصة حول ذلك، لكن قراءتي للأحداث والوقائع والمواقف تجعلني أستنتج أن العلاقات تبدو طبيعية، وليست هناك مشاكل بين الطرفين. مثلا، يبدو أنهما توصلا بشأن مشكل صندوق المقاصة إلى حل متفق عليه. وحين توفي وزير الدولة الراحل، عبد الله بها، تصرّف القصر، كالعادة، باهتمام لافت تجاه الواقعة، حيث بعث بثلاث رسائل: إلى رئيس الحكومة وإلى الأمين العام للحزب وإلى الأسرة، وأرسل الأمير مولاي رشيد لحضور الجنازة.

هناك علاقة طبيعية إذن، ولذلك، يُحاول الأمين العام لحزب الاستقلال، حميد شباط، بأسلوبه الخاص، الذي لا يخلو من اتهامات، إثارة مشاكل ومتاعب لبنكيران، لكن هذا الأخير يتصرف بذكاء سياسي، حيث يتعمّد عدم الرد عليه. لقد حاول شباط أن يقدم نفسه إلى القصر كمنافس لبنكيران، لكن يبدو لي أنه فشل في ذلك.

هل غياب المشاكل بين القصر وحزب بنكيران يعني بالضرورة وجود تناغم وانسجام؟

من خلال الوقائع، لا يبدو أن هناك تنافسا. حين أثيرت قضية وزير الشباب والرياضة السابق، محمد أوزين، تصرف بنكيران في حدود ما يتيحه له اختصاصه الدستوري، ولم يتخذ موقفا مستقلا خاصا به. وظهر هذا الحرص على الانسجام من طرف بنكيران حين حدث الانقلاب العسكري في مصر، إذ لم يعبر عن أي موقف مدافع عن الإخوان المسلمين، ولاحظ الجميع أنه حرص على التقيد بالموقف الذي عبّر عنه القصر. في الحقيقة، ظل بنكيران منذ زمن بعيد يُعبّر عن مواقف مؤيدة للسياسات الملكية، وحين يقول إنه يرفض التنازع أو الصراع مع القصر، فهو يؤكد التبعية له والحرص على الانسجام معه. لقد كان بنكيران، خلال مرحلة سابقة، مقتنعا بمقولة أن حزب العدالة والتنمية يجب أن يصبح حزب القصر.

هل ترى أنه نجح في ذلك؟

هذا مؤكد. لقد نجح بنكيران في بناء علاقة تناغم وانسجام مع الملكية، وليس له موقف مستقل عنها لحد الآن. ولعل الجميع يذكر كلماته الصريحة حين قال: «إذا كان المغاربة يريدون رئيس حكومة ينازع الملك، فليبحثوا لهم عن غيري». وأعتقد أن هذا موقف استراتيجي لدى بنكيران، وليس تكتيكا. لقد كان دائماً يرفع شعار: «الله، الوطن، الملك»، علما أنه يتبنى مواقف حادة تجاه باقي منافسيه في المعارضة. اليوم يبدو لي أن بنكيران نجح في «جمع الأوراق كاملة» (ميسا) من الأحزاب المنافسة له مثل الأصالة والمعاصرة والاستقلال، ومن الاتحاد الاشتراكي أيضاً.

هل تتوقع أن يستمر هذا التحالف إلى ما بعد الانتخابات التشريعية المقبلة؟

التوقع صعب، لكن ليس مستبعدا أن يحدث ذلك، لأسباب، منها أن الآخرين -وأقصد منافسي بنكيران- ليست لديهم سياسة بديلة. أنا الآن في المغرب أكثر من شهرين، أتابع ما يجري عن كثب، لكني لم أعثر للمعارضة ولو على مبادرة واحدة تستحق التوقف عندها. ثمة مشاكل كبيرة مطروحة، منها، على سبيل المثال، الأزمة في العلاقات مع فرنسا، لكن لم نسمع من المعارضة أي شيء، لأنها التزمت الصمت لحد الآن. وفي قضية «كولمان»، حيث وثائق الدولة تنشر بطريقة غير مقبولة بتاتا على وسائل الإعلام، لم تبد المعارضة أي موقف جدي. وهذا يجعلني أستنتج أننا أمام معارضة بدون أفكار، بل تبدو وكأنها غير موجودة. لذلك أتوقع أن يستمر الوضع على ما هو عليه في المستقبل، لأن الانتخابات لا تنشأ من فراغ.

عن اليوم 24

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

إغلاق