بيزاج في لقاء مع رئاسة جامعة ابن زهر حول ملف مصير مئات من أشجار الأركان بالقطعة الأرضية المخصصة لبناء جامعة آيت ملول

 

وذلك لتدارس مصير المئات من شجر الأركان الذي ستقام عليه الجامعة الجديدة بايت ملول قبالة من معهد الحسن الثاني للزراعة والبيطرة.

وقد قدم رئيس الجامعة نبذة وتوضيحات حول هذا القطب الجامعي الجديد الذي يعزز المكانة الكبيرة التي تتمتع بها جامعة ابن زهر والتي تغطي جل تراب جنوب المملكة، كما قدم تفاصيل دقيقة حول هذا الصرح الجامعي الجديد من الناحية البيئية والتكوينية والاجتماعية والعلمية، لتخفيف الضغط الذي تعرفه الكليات باكادير، وفيما يخص البعد البيئي وشجر الأركان والذي يشكل محور الزيارة فقد خلصت الجمعية الى التقرير التالي:

الجامعة أجرت دراسة للتأثير البيئي لشجر الأركان من لدن مؤسسة متخصصة ومستقلة وتتعهد بالمحافظة عليه وإعادة تشجير ما سيتم اقتلاعه.

أوضح الرئيس أن الجامعة عهدت إلى مكتب دراسات متخصص ومستقل محايد لإجراء دراسة ثاتير  موضوعية على البيئة، قبل بدئ مشروع بناء الجامعة الجديدة لمعرفة حجم وعدد أشجار الأركان التي سيتم اقتلاعها خصوصا الموجودة في حيز البنايات، بينما تسعى الجامعة جاهدة إلى الاحتفاظ بجميع الأشجار الأخرى  الموجودة خارج البنايات كفضاء اخضر للجامعة لما تحتله هذه الشجرة من مكانة تاريخية وثقافية  وايكولوجية بالمنطقة، وتبعا لنفس الدراسة فان الرئاسة تحرص أكثر من ذلك على ان تكون تلك الأشجار محور تصور عام ومستدام لتهيئ المساحات الخضراء بما يخدم البعد البيئي بشكل عام، وفيما يخص الأشجار التي توجد داخل حيز البنايات فسوف تدخل في إطار المسطرة الجاري بها العمل من اجل إعادة غرسها تبعا محاضر إحصاء قبلية وبعدية لهذه العملية التي تعكف على تتبعها إدارة المياه والغابات باكادير.

كما لم يفوت السيد رئيس الجامعة الفرصة لإعادة التأكيد على اتخاذ الجامعة لكافة الإجراءات الاحترازية من اجل إنجاح المشروع باعتماد دراسة جدوى على المستوى البيئي والاجتماعي والحركية والولوج السلس للطلبة المعاقين،  وكذا دراسة الحركية العمرانية وعلاقتها بالسلامة الصحية  والأمنية  للطلبة لتصحيح عيوب ما تعيشه الكليات الحالية  لظهور أنماط تجارية لا تتناسب  وقيمة الجامعة، التي حرصت على أن يأخذ التصميم بعين الاعتبار مراعاة أشجار الأركان بجانب جدران المدرجات والأقسام والقاعات ولو على بعد سنتمترات وكذلك  احترام الأحزمة الخضراء بالممرات الفراغات  بشكل اكبر.

بالنسبة للمستفيدين من استغلال شجر الأركان وذوي الحقوق هناك مسطرة التعويض.

أكد الرئاسة أن الأمور تأخذ مجراها الطبيعي والقانوني بالنسبة للمستفيدين وستتم وقف المساطر المعمول بها، وقد تم التأكيد على اتخاذ تدابير وإجراءات لتعويض المستفيدين من استغلال الأراضي المعنية بالمشروع تباعا، والذين يقدر عددهم ب 22 من ذوي الحقوق الذين كانوا يستغلون شجر الأركان في استخراج زيت الأركان، وبما ان الجامعة هي مؤسسة عمومية  وتدخل في نطاق المصلحة العامة، فالمصلحة العامة حسب القانون تبطل المصلحة الخاصة للإفراد، وخصوصا أنها ستفتح متنفسا لطالبات وطلبة ساكنة المناطق والمدن المجاورة لولوج الجامعة  الجديدة باعتماد سياسة اللامركزية واللاتمركز التي تنهجها جامعة ابن زهر منذ سنوات ببناء كليات وجامعات بكل من ورزازات وتارودانت وكلميم.

خلاصة التقرير:

إن جمعية بييزاج للبيئة حرصا منها على تدارس الملفات البيئية الآنية بواقعية وحياد مع مختلف المؤسسات العمومية والخاصة، تؤكد أن إحداث جامعة جديدة بايت ملول يعد طفرة نوعية على مستوى اكادير الكبير، وأن المصلحة العامة تقتضي التضحية أحيانا  بعناصر بيئية  كالأشجار، لكن  مقابل إعادة غرسها وتوطينها بشكل كبير بمناطق فارغة أخرى، وتأهيل وتقوية الفضاءات الخضراء لتكون الجامعة في مستوى المباني الخضراء ومستوى تطلعات السياسة البيئية الرشيدة التي يحرص عليها ويرعاها صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، كما أن نهج رئاسة جامعة ابن زهر اعتماد دراسة جدوى  حول التأثير البيئي للمشروع من لدن مكتب دراسات مستقل ينم على مستوى بيئي عال يتناسب  والدور الرائد لهذه المؤسسة  الأكاديمية على مستوى الجهة في البحث العلمي والتكوين الأكاديمي، وهو تقبلته جمعية بييزاج بارتياح كبير، لان الجمعية تعتبر الجامعة قاطرة الوعي البيئي بالمنطقة من خلال الكوادر الأكاديمية المتنوعة التي تزخر بها والتي أنجبتها الجامعة بكليتها المتعددة، وان طلب لقاء  من طرف مكتب جمعية بييزاج مع رئاسة الجامعة تمليه ضرورة التواصل حول القضايا البيئية الراهنة محليا وجهويا بين المؤسسات والمجتمع المدني، كما تلقت الجمعية بارتياح كبير سياسة الاحتفاظ بباقي أشجار الأركان وإعادة غرس أخرى جديدة بفضاء الجامعة ومحيطها، بعد تجارب علمية ناذرة وناجحة قام بها كوادر وطلبة الجامعة في إطار البحث العلمي لتخليف شجر الأركان، وهو عكس ما قامت مؤسسات عمومية أخرى فيما مضى حيث أجهزت بشكل  كلي على جميع هذه الثروة  في محيط بناياتها وساحاتها. وأعربت جمعية بييزاج عن ارتياحها كذلك لما أكدته رئاسة الجامعة من التزام أخلاقي وعلمي وقانوني في المجال البيئي، على أمل أن تتم عملية انجاز المشروع وفق التصورات الأولية التي أبانت فيها رئاسة الجامعة  عن وعي بيئي واجتماعي وتربوي من هذه المعلمة الأكاديمية الجديدة التي ستعزز المشهد التكويني والتي ستشكل نموذجا يحتدى به وطنيا وجهوي
ا، كما تطالب الجمعية  من إدارة المياه والغابات تفويت قطعة أرضية  للجامعة لإقامة فضاء اخضر  للطلبة بمعايير خضراء ووفق منظور جمالي وهندسي يليق بالفضاءات الجامعية كما هو معمول بها في اعرق الجامعات الدولية، تتوفر فيه فرص اخذ قسط من الراحة و تناول وجبات وأكلات بمعايير تضمن السلامة الصحية للطلبة القادمين من مناطق بعيدة، كما تطالب الجمعية والجماعة الحضرية لايت ملول بمنع تراخيص  البناء بجوار الجامعة، وباحدات تصميم مديري بتعاون مع وزارة التجهيز والنقل يسهل الحركية والولوج من والى الجامعة عبر اعتماد محاور تخفف الضغط وتقلل من ظاهرة الاكتضاض على بعض المحاور الطرقية  في أوقات الذروة وخصوصا الطرق الوطنية باتجاه تارودانت، والجمعية تؤكد أنها لن تتذخر أي جهد في التعاون والحوار وتبادل الخبرات والتشاور حول القضايا البيئية والثقافية مع المؤسسات الوطنية عموما ومع جامعة ابن زهر بشكل خاص، بما يخدم التكوين والتربية والتأطير في المجال البيئي  ولما فيه المصلحة العامة للوطن.

بيزاج في  لقاء مع رئاسة جامعة ابن زهر حول ملف مصير مئات من أشجار الأركان بالقطعة الأرضية المخصصة لبناء جامعة آيت ملول

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

إغلاق