بلاغ من منظمة تاماينوت إلى الرأي العام بشأن الإقصاء من البرنامج الوطني للتخييم "العطلة للجميع"

تمينوت

انزعج المكتب الفيدرالي لمنظمة تاماينوت بعد أن تلقى خبر إقصاء منظمتنا من البرنامج الوطني للتخييم “العطلة للجميع” صيف 2013 من طرف ممثل وزارة الشباب والرياضة السيد المندوب الإقليمي للوزارة بمدينة سيدي إفني، ويأتي هذا الخبر خلال اللحظات الأخيرة وفي الوقت الذي كنا فيه بصدد وضع اللمسات التقنية الأخيرة لاستقبال ما يناهز 500 مستفيدة ومستفيد ، تتراوح أعمارهم ما بين 08 و 14 سنة بالثانوية التأهيلية “يوسف بن تاشفين” بميرلفت؛

يتجسد إقصاء منظمة تاماينوت من برنامج التخييم لصيف 2013 في إدراج منحة 100 مستفيد فقط لفائدة المنظمة بدل منحة 500 طفل تمكنا من الحصول عليها هذه السنة بإرسال الوثائق والملفات المطلوبة، وأدرجت ضمن الميزانية العامة للوزارة الوصية المخصصة للبرنامج، بل وبالرغم من انتزاعنا للترخيص مبدئيا لاستغلال فضاءات ثانوية “يوسف بن تاشفين” للتخييم خلال الفترة الممتدة مابين 18 غشت إلى غاية 30 منه من طرف السيد وزير التربية الوطنية ونهائيا من طرف السيد النائب الإقليمي لنفس الوزارة بسيدي إفني خصوصا وأننا نعلم العراقيل التي نصبتها وزارة التربية الوطنية في المادة 8 من مقرر السيد وزير نفس الوزارة رقم 207 × 13 بتاريخ 22 أبريل 2013 بشأن تحديد شروط وكيفيات استفادة الجمعيات من فضاءات مؤسسات التعليم أو التكوين بغرض التخييم؛

تمكن مناضلو ومناضلات منظمة تاماينوت من رفع تحدي تنظيم المخيمات الأمازيغية والتفكير في تكوين قطب أمازيغي للتخييم نظرا لأهمية الموضوع والضرورة الملحة لمثل هذا المشروع، خصوصا وأن مجال المخيمات الأمازيغية يعاني نقصا حادا وتهديدا حقيقيا من طرف لوبيات تسيطر بشكل مطلق على القطاع، تكرس لأفكار مشرقية مستوردة لا تمت للواقع الأمازيغي للمغرب بأية صلة وتنفي أي علاقة للمغرب بالتعدد والإختلاف وكأننا نتواجد بمقاطعة ملحقة للمشرق العربي ! أمام هذا الواقع وبإرادة حقيقية وعزيمة قوية استطاعت منظمة تاماينوت أن تتجاوز مرحلة التأسيس إلى مرحلة التأصيل عبر تنظيمها لأول مخيماتها الأمازيغية بمدينة أكادير صيف 2010 استفاد منه ما يناهز 256 طفلة وطفلا حيث أن عدد الممنوحين لم يتجازو 150 ممنوح ثم المخيم الصيفي الثاني بالقرية السياحية بتاغزوت صيف 2011 قارب حضوره 250 مستفيدة ومستفيدا حيث أن عدد الممنوحين هو 200 لتأتي النسخة الثالثة بمنطقة “الساحل” بتيزنيت خصصت لها 200 مقعدا واستفاد منها ما يقارب 300 طفل وطفلة ثم تنظيم أول مخيم أمازيغي لليافعين ربيع 2013 بمدينة “بومالن دادس” بالجنوب الشرقي استفاد منه 80 يافعا إلى جانب أول تدريب تحضيري، من أجل تكوين مؤطرات ومؤطري المستقبل، تمكن 50 شابة وشابا من اجتيازه.

إن مخيم منظمة تاماينوت هو المخيم الأمازيغي الوحيد الذي لا يزال يقاوم ممارسات بدائية وعنصرية سبق أن عبرت عنها تنظيمات الحركة الأمازيغية، وإلغاء وزارة الشباب والرياضة منحة 400 مستفيد يعتبر تصرفا قبيحا وإهانة للحركة الأمازيغية ووفاء لمنطق التمييز؛

إن الخطوة التي أقدمت عليها وزارة الشباب والرياضة في هذا الشأن تعتبر خرقا للمادة 2 من اتفاقية حقوق الطفل التي صادق المغرب على مقتضياتها والتي تدعو الدول الأطراف إلى احترام الحقوق الموضحة في الاتفاقية وتضمنها لكل طفل يخضع لولايتها دون أي نوع من أنواع التمييز [..]؛

إن الدولة المغربية عبر وزارتها الوصية التي صادرت حق 500 طفل من الاستمتاع بالتخييم ومزاولة مختلف الأنشطة الصيفية ذات الصلة، تكون قد تناقضت مع المادة 31 من اتفاقية الطفل التي تعترف بحق الطفل في الراحة ووقت الفراغ، ومزاولة الألعاب وأنشطة الاستجمام[..]؛

إن الطفولة بالمغرب لم تنس الصفعة التي تلقتها في خدها الأيمن من الدولة المغربية حين العفو عن الإسباني المدعو “دانييل غالفان” الذي اغتصب كرامة المغاربة، وهي الطفولة نفسها التي تتلقى الآن أيضا صفعة أخرى من الجهة نفسها في خدها الأيسر لحرمانها من السفر إلى شواطئ “ميرلفت” التي لطالما انتظرته بفارغ الصبر؛

إن منظمة تاماينوت تعي جيدا أن الموضوع لا يقف عند هذا الحد وأن مؤامرة تحاك خيوطها داخل وزارة الشباب والرياضة لكي تنسف من جديد تجربة المخيمات الأمازيغية، التي تربي على قيم التعدد والإختلاف واحترام الآخر، وتسعى في الوقت ذاته لنهب المال العام عبر الاكتفاء بتوزيع منحة 100 طفل للمنظمة بدل ميزانية 500 مستفيد كما خصصت الوزارة من خلال ترخيصها، ولعل أكبر ما يزكي طرحنا هو غياب منظمة تاماينوت من لائحة الجمعيات المستفيدة من البرنامج الوطني للتخييم للسنوات الماضية علما أننا كنا حاضرين ميدانيا وبقوة؛

إن منظمة تاماينوت تحيي بحرارة الجهود التي بذلها مناضلوها ومناضلاتها، متعاطفوها ومتعاطفاتها لتجاوز كل العراقيل التي تنصب ضد مشروع تحرر الإنسان وخصوصا الطفل الأمازيغي من استلاب ثقافي، فكري، معرفي وتحمل وزارة الشباب والرياضة مسؤولية إقصائها من البرنامج الوطني للتخييم “العطلة للجميع” صيف 2013 وحرمان 500 طفل من التخييم والاستجمام؛

إن منظمة تاماينوت تدعو مناضلاتها ومناضليها، متعاطفاتها ومتعاطفيها إلى التحلي باليقظة حيال هذه السلوكات التمييزية والممارسات المرتبطة بسيادة الفساد، والاستعداد لخوض كل الأشكال الاحتجاجية لانتزاع الحقوق وتطالب وزارة الشباب والرياضة بالتعويض عن المقاعد التي حرمت منها وكل الخسائر المادية والمعنوية التي تكبدتها لما يزيد عن 6 أشهر من التحضير لهذه المحطة؛

إن منظمة تاماينوت تندد بهذه التصرفات اللاأخلاقية و اللامسؤولة وهي عازمة كل العزم على فضح كل الخروقات ذات الصلة بالملف وسيصدر تقرير مفصل حول الموضوع في ما يلي من الأيام.

عن المكتب الفدرالي
ذ.أحمد برشيل

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

إغلاق