أمكاسو قيادي العدل والإحسان: مستعدون لتأسيس حزب شريطة الاعتراف بنا كما نحن وليس كما يريد النظام

 

وليس العمل السياسي «الديكوري»، مؤكدا أن «أول من نادى بتأسيس حزب سياسي ذي مرجعية إسلامية هو الأستاذ عبد السلام ياسين رحمه الله في وقت كانت جل أطياف الحركة الإسلامية توثر العمل السري، بل منها ما كان يتبنى العنف كأسلوب للتغيير». كما تحدث أمكاسو، في حواره مع «المساء»، عن تفاصيل انتخاب الأمين العام للجماعة محمد عبادي، وعن علاقة الجماعة بالأحزاب السياسية، وكذا غياب رئيس الحكومة عن جنازة الشيخ ياسين.
– مادلالة تغيير صفة المسؤول الأول في جماعة العدل والإحسان من المرشد العام إلى الأمين العام؟
إن دلالة تغيير الاسم من المرشد العام إلى الأمين العام يأتي انسجاما مع الواقع الذي تعيشه الجماعة بعد وفاة الأستاذ المرشد العام عبد السلام ياسين رحمه الله، الذي يعتبر مؤسس الجماعة ومنظرها الأول، وهو الذي وضع منظومتها الفكرية والتربوية والسياسية، والتي نصطلح عليها داخل الجماعة ب«مدرسة المنهاج النبوي» أو نظرية المنهاج النبوي. هذه الاعتبارات جعلتنا نغير الاسم حتى يحتفظ الأستاذ المرشد بهذا المعنى العام باعتباره منظرا ومؤسسا للجماعة. وهناك اعتبار آخر هو أن الأستاذ المرشد رحمه الله اجتمع فيه ما تفرق في غيره، فهو المنظر والمربي وصاحب نظرية متكاملة في التغيير والسياسي وغيرها من الخصال التي جمعها الله في الفقيد رحمه الله، ويصعب أن نجد شخصا له كل هذه الخصال. وبالتالي إذا احتفظنا باسم المرشد العام للمسؤول الأول في الجماعة فإن ذلك سيكون عاملا مشوشا على من سيخلفه وسيكون أيضا مشوشا على مكانة المرشد المؤسس رحمه الله. كما أن البعض يتساءل عن معنى الأمين العام: هل يعني أن هناك تطبيعا مع المشهد السياسي المغربي أو تغييرا للمنهج عبر تغليب الجانب السياسي على التربوي في منهج الجماعة؟ وهذا غير صحيح بتاتا لأن الأمين العام مصطلح تستعمله تنظيمات سياسية ودعوية، وتستعمله حتى الأمم المتحدة، بمعنى أن الأمر يتعلق بالمسؤول الأول، فضلا عن كونه مصطلحا قرآنيا يحمل معنى الأمانة والاستمرارية، فليست هناك أي رسالة من خلال تغيير هذا الاسم، خاصة أن المرشد الأستاذ عبد السلام ياسين رحمه الله كان في آخر حياته يوصينا بالصحبة في الجماعة. لذلك لم نغير اسم مجلس الإرشاد باسم الأمانة العامة، كما لم نغير شعار الجماعة، الذي هو العدل والإحسان، حتى تبقى الجماعة مركزة على الجانب التربوي باعتبارها تستهدف أساسا تجديد الإيمان في القلوب وفي الأمة من أجل تحقيق الخلاص الفردي بالارتقاء في مدارج القرب من الله تعالى والخلاص الجماعي للأمة بالانعتاق من الظلم والاستبداد.
– أحجم قياديو الجماعة عن ذكر تفاصيل انتخاب الأمين العام، هل كانت هناك أسماء أخرى مرشحة داخل مجلس الارشاد؟ ما هي؟ وكم عدد الأصوات التي حصل عليها محمد عبادي الأمين العام؟
مع تقديري لحرص الأوساط الإعلامية على ذكر هذه التفاصيل، أود التذكير بأمر في غاية الأهمية هو أن البحث عن مثل هذه التفاصيل ينطلق من خلفية القول بوجود صراع بين عدة أجنحة وتسابق وتنافس على الزعامة والقيادة، في حين أن الواقع الذي نعيشه في جماعتنا وعشناه في الدورة الاستثنائية لمجلس الشورى واقع مخالف تماما لذلك، فرغم تقديرنا للآراء والسماح بالتداول وحرية التعبير عن كل وجهات النظر، يبقى جو الأخوة والمحبة هو الأساس، وقد حرصنا أن تكون هذه الدورة هي الأخيرة لمجلس الشورى وسط رباط تربوي استغرق ثلاثة أيام حضر فيه مسؤولو الجماعة على جميع المستويات، وانخرط الجميع في جو إيماني رباني مفعم بمعاني الحب في الله والإيثار، حتى يكون اختيارنا اختيارا موفقا بعد صلاة الاستخارة، بل حرصنا على أن تنظم رباطات تربوية إيمانية مشابهة في كل المناطق حتى يكون اختيارنا موفقا ونابعا من هذا الجو الرباني.
– لم تجبني بعد عن تفاصيل مسطرة انتخاب الأمين العام للجماعة
الجماعة منذ سنوات طويلة وضعت لها مساطر تنظيمية تخص كل مؤسساتها، وهذه المساطر تتطور وتنفتح على التجارب الإنسانية، مثلا مؤخرا قمنا بتنزيل قانون تنظيمي جديد فيه تغيير شامل لمجموعة من المؤسسات والمساطر التنظيمية مع الاحتفاظ بروح الجماعة وثوابتها، وكل مؤسساتنا خاضعة لمساطر وقوانين يتم وضعها في المجالس المسؤولة وتخضع للتشاور وللتصويت وغيرها من الإجراءات الشورية. مثلا بالنسبة لقانون انتخاب مجلس الإرشاد والأمين العام للجماعة فهو يخضع لمسطرة محددة قبل وفاة الأستاذ المرشد رحمه الله، وعدم ذكرنا التفاصيل لا يعني أنها غير موجودة أو أنها معيبة، بقدر ما أن هناك اعتبارات أمنية بالدرجة الأولى، إذ لا ينبغي أن ننسى أننا نعيش في معركة مفتوحة مع الآخر، وبأن أي دخول في التفاصيل يعرض إخواننا وأخواتنا لبعض المضايقات التي نعيشها أصلا، فماذا لو كشفنا عن هذه الأمور التنظيمية.
– إذا لم تكن ترغب في ذكر التفاصيل فما هو إذن الإطار العام لهذه الانتخابات؟
الإطار العام لهذه الانتخابات أنها تتم عبر مرحلتين: هناك مرحلة الترشيح، وبالمناسبة هذه العملية لا نراها مجرد عملية عبثية أو مسألة هوى، بقدر ما هي تقدير حقيقي ومعرفة عميقة بمن نرشحه، ولذلك فالترشيح المفتوح على الجميع نعتبره من شكليات الديمقراطية المعيبة، ولا يعبر عن الحقيقة التي نريدها، وهي أن نضع الثقة فيمن نعرفه عن قرب وعن معايشة طويلة وتجربة معتبرة. ولذلك فمرحلة الترشيح السالفة يضطلع بها أعضاء مجلس الإرشاد، وعددهم حاليا 14 عضوا بعد وفاة الأستاذ المرشد العام رحمه الله، حيث يرشح كل و

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

إغلاق