ولعلو: مهمتي مصالحة الاتحاد مع المجتمع وقيادتي للحزب فترة انتقالية

«في سبيل سعينا نحو تطوير مجتمعنا وتحديثه، كما سبق أن ساهمنا في تطوير البلد سياسيا واقتصاديا، سواء من خلال موقعنا في التسيير الحكومي أو في المعارضة».
وأضاف ولعلو، في لقاء جمعه بمجموعة من الصحفيين أول أمس بمقر الحزب بالرباط، أن دوره في المرحلة المقبلة يتمثل أساسا في الحفاظ على الخط السياسي والهوياتي للحزب، والعمل على توحيد كافة الاتحاديين والاتحاديات في إطار مقاربة سياسية وليست مقاربة أخلاقية، «على اعتبار أن كل الاتحاديين هم قيمة مضافة للاتحاد، ولم شمل العائلة الاتحادية سيجعل من الحزب أكثر جاذبية ومصداقية لدى المواطنين».
وأكد ولعلو على ضرورة استعادة المجتمع المغربي من أيدي من أسماها «القوى ذات التوجه المحافظ، التي اخترقته أثناء انشغال الحزب بالتدبير الحكومي سنوات، وأيضا من أيدي لوبيات الفساد التي تحاول اليوم التحكم فيه وتوجيهه إلى خدمة مصالحها، وهما التياران اللذان أثبتا معا فشلهما وعجزهما عن مواجهة التحديات المطروحة على أفراد المجتمع المغربي، ما يجعل من حزب الاتحاد حزبا للمستقبل».
واعتبر ولعلو أن المكتسبات التي تحققت في المغرب في خطر بسبب وصول حكومة محافظة إلى السلطة، «خاصة ما يتعلق بالمكتسبات السياسية المتمثلة في فصول الدستور التي تنتظر قوانين تنظيمية لتنزيلها، أو المكتسبات الاقتصادية التي تحققت على عهد حكومة التناوب، حيث لجأت الحكومة الحالية لأول مرة منذ سنة 1993 إلى صندوق النقد الدولي، وهو ما يهدد بفقدان استقلالية القرار السياسي والاقتصادي في المغرب».
ودعا وزير الاقتصاد السابق إلى ضرورة توخي الحذر في استباق الظروف المزرية التي تمر بها دول المحيط، حتى لا يجد المغرب نفسه معرضا لنفس التأثيرات، معبرا عن أمله في عودة الاتحاد إلى الساحة من أجل الدفاع عن الاستقلال الاقتصادي للمغرب، من خلال معارضة قوية وبناءة، تتقدم بالمقترحات البديلة بدل الاكتفاء بالانتقاد.
وفيما يتعلق بتشبيب قيادة الحزب، أكد ولعلو، الذي بدا واثقا من الفوز بكرسي زعامة حزب الوردة، أن قيادته الحزب في المرحلة المقبلة ستكون بمثابة مرحلة انتقالية، «لأن حضوري في هذه المرحلة سيكون ضروريا من أجل نقل المسؤولية إلى الأجيال الشابة. ورغم أنه كان لي الشرف في دعم انخراط شبيبة الحزب في دينامية حركة 20 فبراير، التي استوحت شعارات الاتحاد منذ 1978، فأنا لم أرد استغلال هذا التعاطف لأكسب من ورائه تأييد ودعم هؤلاء الشباب في سباقي نحو زعامة الاتحاد».
وفي موضوع ذي صلة خلص حبيب المالكي المرشح للكتابة الأولى لحزب الاتحاد الاشتراكي إلى أن السياسة أصبحت تعيش بؤسا لم تشهده منذ بداية الاستقلال.
وأضاف المالكي، الذي كان يتحدث في ندوة صحفية بأكادير، أن المجتمع المغربي يعيش مخاضا عسيرا أدى إلى بروز قوى محافظة ذات طابع رجعي حاملة لمشروع ينتمي إلى الماضي من منظور غيبي لا علاقة له بالزمن السياسي الذي يعيشه المغرب ولا بالثوابت الكونية، وأكد على أن المعركة القادمة ستكون إيديولوجية بامتياز.
وقال المالكي إن طبيعة الصراع السياسي في المغرب تغيرت منذ 25 من نونبر 2011، الأمر الذي يطرح على الاتحاد الاشتراكي مهام سياسية جديدة والقطع مع المواقف الملتبسة والغامضة التي ميزت الفترة الأخيرة.
وفي السياق ذاته وجه المالكي انتقاده إلى الأغلبية الحكومية ووصفها بأنها مفككة، وقال إن حكومة بنكيران أعدت قانون المالية 2013 بعيدا عن باقي مكونات الأغلبية، ووصفه بأنه قانون خارج التغطية ولا يستجيب لمتطلبات المرحلة، ونبه إلى أن سنة 2013 ستكون سنة بيضاء كما كانت سنة 2012. كما وصف خطاب الحزب ألأغلبي بأنه خطاب شعبوي ويقوم على دغدغة عواطف المواطنين ولا يخاطب عقولهم، كما اعتبر الخطاب الشعبوي نوعا من احتقار المواطن.
كما أشار إلى أن حكومة بنكيران تعرف نوعا من «البلوكاج» والفشل في تنزيل مقتضيات الدستور الجديد، مضيفا أنه من أصل ما يقارب 20 قانون تنظيمي لم تتمكن الحكومة من تنزيل إلا قانون تنظيمي واحد يتعلق بتقلد المناصب السامية.
وفي معرض جوابه عن سؤال حول ما إن كان الاتحاد الاشتراكي سينخرط في أول فرصة للتحالف مع مكونات المعارضة وعلى رأسها الأصالة والمعاصرة من أجل قلب الطاولة على حكومة بنكيران، أكد المالكي على أن طبيعة التحالفات التي يمكن أن ينخرط فيها الاتحاد الاشتراكي لن تخرج عن مكونات اليسار. كما رد على من يتصور أن اليسار لا يملك القوة العددية، قائلا إن هذا التصور خاطئ مضيفا أن اليسار قوة معنوية، فرغم أن الوضع الحالي لليسار لا يمكنه من التحول إلى قوة انتخابية فإنه يحتاج إلى ميثاق مرحلي للتوحد.
أما على مستويات الخيارات الداخلية للحزب فقد بسط المالكي في الحديث عن أن موقع المعارضة الذي خرج إليه الحزب بعد 12 سنة من التدبير سيمكنه من مراجعة الذات، كما قلل من بعض التوترات التي عرفتها بعض مدن المملكة في إطار الاستعداد للمؤتمر التاسع للحزب، وقال إنها تدخل في إطار المنافسة واهتمام القواعد بهذه المحطة التنظيمية. وعن طبيعة موقف القباج من ترشحه أجاب المالكي بأنه لن يطلب من مناضلي جهة سوس التصويت لصالحه، بل يحترم ذكاءهم ونباهتهم وقدرتهم على الاختيار بكل استقلالية.

محفوظ آيت صالح نشر في المساء يوم 12 – 12 – 2012

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

إغلاق