مجالس منتخبة بدون بوصلة

كواغو

اقترب موعد الانتخابات و اقترب معها تغير الوجوه المسيرة لبعض الجماعات الترابية او استمرار نفس الوجوه وهذا هو الارجح ، لكن ما يشغلنا كراي عام هو هل ستكون محاسبة لمسيري هذه المؤسسات خلال فترة الست سنوات و زيادة التى قضوها في التصرف في الاموال العمومية ام انه سيتم كالعادة الانتقال من فترة الى اخرى دون حسيب و لارقيب .

ان محاسبة مسيري هذه المؤسسات العمومية لا اختزله فقط في حساب مصاريفها و مداخيلها بل اقصد كذلك مدى حسن تسييرهم و تدبيرهم لهذه الفترة و كم من مشاريع انجزت في فترة ولايتهم و الى اي مدى استفادت الساكنة منها لتحسين ظروف عيشهم وكيف كان وقعها عليهم ، لان اكثر ما يجعل اي متتبع للشان المحلي لمنطقته يشمئز هو انجاز مشاريع لا تاثير لها على الساكنة من قريب او بعيد فقط اهدرت فيها الاموال وهذا من ابشع ما يجب ان يحاسب عليه اي مسؤول ، كما ان تسيير بعض المجالس ترسم سياستها من فترة الانتخابات وتخضع ل (نتا صوتي عليا نتا ما صوتيش علييا) فتتحول المجالس الى ضيعة يستفيد منها الرئيس و موالييه و يتحول المجال الترابي للجماعة او الاقليم الى مجالين الاول يسير بسرعة فائقة و الاخر يحبو على خطى من صوتوا ضد تيار الرئيس .

مثل هذه التصرفات التى تسير بها هذه المؤسسات وفق اهواء و رغبات سيد المجلس و اتباعه تجعل اغلبها يبتعد عن مسار التنمية وتفقد بوصلة التسير وفق مبادئ الحكامة الجيدة ، وتجعل اعضاء المجلس يفكرون بانانية ويحاول كل واحد منهم ان يضفر بنصيبه من كعكة ميزانية الجماعة ويساوم الرئيس بصوته في الجلسات مقابل حصة تستفيد منها دائرته الانتخابية التى سيعود اليها طالبا لاصوات الساكنة، ومثل هذه التصرفات في سوء التسيير تتجسد بشكل واضح في المنح التي تعطى للجمعيات مقابل الولاء وليس مقابل مشاريع تستهذف المصلحة العامة (عطيني نعطيك بحال الا ورث الميزانية من باه) ، للاسف الشديد مثل هذه السلوكات تجعلنا اكثر نحتقر العمل السياسي وتجعل المواطن وخاصة الشباب اكثر بعدا من المصالحة مع السياسة .

فعلا ان الجماعات الترابية هي وجه اللامركزية القريبة اكثر من المواطنين و التى تؤثر على حياتهم اليومية وتسير بعض الامور الخاصة بهم لكن هناك اسباب اخرى الى جانب العشوائية في التسيير تؤثر في مردودية المسيرين كضعف ميزانية اغلبها و خاصة القروية منها ما يجعلها تعجز عن تنفيد الطموح التنموي لمجلسها ان كان هناك طموح، مع العلم ان مداخلها منعدمة وقليلة في جل هذه الجماعات وخاصة القروية اما ما تاخده من نصيبها من الضريبة TVA فياخد الموضفون اكثر من %70 من هذه الميزانية ويبقى الفائض امام الانتظارات الضخمة جد هزيل و لا يرقى الى ما يصبوا اليه المواطن .

ميزانية جد ضعيفة، مجال ترابي واسع ينقصه كل شئ من تعليم و صحة و بنيات تحتية … ، مجالس تنقصها الرؤية التنموية ، صراعات ضيقة و انتخابوية، كلها اسباب و عالات اجتمعت في مؤسسات ينتظر منها المواطن تحسين ضروفه وان تحقق له ادنى شروط العيش الكريم.

عبدالله كواغو

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

إغلاق