تعزية في وفاة الفقير سيدي الحاج الحسن الداودي بقلم الحسين أكروم

الدكتور الحسين أكروم:

تلقينا ببالغ الأسف والحزن نبأ وفاة السيد الحاج الحسن الداودي التزنيتي أصلا وهو بالمناسبة من اهم الرجالات الذين أحبو أهل الله والسادات وخدمتهم عملا وتعليما مع الزهد والتقوى والورع وخشية الله في السر والعلن.
*جهوده الدعوية*
عرف الراحل بتفقيه النساء وإلقاء مواعظ لهن قرب ضريح ومشهد الولية الصالحة للا رقية علي أوحمد في رمضان الذي يوجد قبالة زنقة *اداومكنون* *بإكي واسيف* بتزنيت وأعطي له في المجال الوعظي الشلحي ملكة نادرة وخبرة وتمرس قل ان تجدها عند أحد في طبقته فضلا عمن دونها .
ولطالما كان رحمه الله يستفسرني عن بعض كتب الشريعة الاسلامية الشلحية كرياض الصالحين في أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم؛ والبردة في مدح خير البرية؛ للإمام البوصيري؛ ونور اليقين في السيرة النبوية؛ وكل هذه الكتب كتبت بالأمازيغية يحفظ المرحوم جل نصوصها وله بها اطلاع كبير وتمكن ظاهر ويد راسخة يروي تلك القصص باسلوب جداب سيما ما يتعلق بالمعجزات في مجمع نسائي كبير بلغة شلحية فصيحة وزادها جمالية تقدمه في السن واختياره للألفاظ المناسبة في أماكنها المعلومة وتعلو في جبينه ملامح الصلاح وعليه هبة وسكينة.
وكان رحمه الله متلهفا بهمزية الامام البوصيري بالشلحة وكثيرا ما يسألني عنها ويتقصى اخبار اماكنها ويتصل بمن ظنه موجودة عنده.
ويقدم لفقراء الزاوية الناصرية دروسا بالشلحية كسرده أوزال او نظم ابو شكر وغيرها من المواعظ الشلحية.
*جهوده العملية*
كان في هذه الآونة الأخيرة طباخا في الزاوية الناصرية بتزنيت قبل سنتين تقريبا؛ وقد قلت له مازحا قبل شهرين رحمه الله: سيدي الحاج الداودي هل من عشاء اليوم في الزاوية ؟ فقال: مرحبا اليوم سأطبخ الروز للمريدين؛ ومحبي الطريقة؛ وسائر الضيوف.
وكان يشرف على تقديم الطعام بالمواسم الدينية “كأكادير إزدار” و”تمدغوست” وأماكن المداحين والقراء؛ ويقدم ذلك مجانا بنية التعبد لله، والتقرب إليه.
وهكذا كان دأبه رحمه الله مشتغلا فيما ينفعه في دينه ودنياه غير مبال بفتات الدنيا وملذاتها؛ وقديما قيل: *عمر الانسان عمله*
وبعد تقاعده رحمه الله في بلدية تزنيت عين طباخا بمدرسة الجامع الكبير بتزنيت ثم بعد ذلك انتقل الى الزاوية الناصرية بتزنيت.
وبما أن الشيء بالشيء يذكر فقد اجمع من عرفه انه متفان في عمله الوظبفي بالبلدية ويقصده الكثيرون في قضاء الحوائج وتسهيل الحصول على الأغراض.
*معاملاته الشخصية*
عادة ما يدخل بعض السفهاء والمتسكعين الى الزاوية ليلا فيرفعون اصواتهم فيأتي المرحوم فيلاطفهم بأدب ووقار وحشمة؛ ويقدم لهم الأكل ويأتيهم بكؤوس الشاي ويدعو معهم بخشوع واطمئنان ثم يودعهم مع نية خالصة فعلم الله ما في قلبه فأنزل عليه السكينة.
*أخلاقه وصفاته*
يتمتع المرحوم رحمه الله بأخلاق رفيعة تكاد لا تسمع منه الا ما يسرك مع كتم الغيظ؛ وكثرة الصبر؛ وحلاوة الكلام؛ كل هذا مع الحكمة في الأمور والتبصر في مآلاتها.
وبالجملة فالرجل أتاه اليقين فألقى ربه ونسأل الله سبحانه أن يرحمه ويتجاوز عن سيئاته وبعفو عنه .
وانما كتبت هذا عنه حتى لا تذهب مجهوداته سدى ولأعرف به لتخلد هذه المقالة مآثره ومحاسنه.
والحاصل ان المرحوم قدم خدمات جليلة كتفقيه المسنات في دينهن والاشراف على شؤون الزاوية؛ وبقي رحمه الله على ذلك العهد حتى توفي يوم الاثنين 31 دجنبر 2018 فرحمه الله تعالى رحمة واسعة؛ اللهم الهم لذويه وأهله الصبر والسلوان؛ إنا لله وإنا إليه راجعون.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

إغلاق