اهتمامات افتتاحيات الصحف الوطنية

image

اهتمت افتتاحيات الصحف الوطنية، الصادرة يوم السبت، بمواضيع مرتبطة بمحاربة الرشوة في الإدارة وبرهان ضمان الحكامة في الانتخابات المقبلة، والعلاقات المغربية المصرية، والاستفزازات الجزائرية الموجهة ضد المغرب.
وهكذا، توقفت يومية (المساء) عند مطالبة عبد السلام أبو درار، رئيس الهيئة المركزية للوقاية من الرشوة، بتبسيط المساطر الإدارية وتحديث عمل الإدارة من خلال الاستعانة بتكنولوجيا المعلومات، بما فيها المرور إلى الإدارة الإلكترونية، بهدف مكافحة آفة الرشوة.
وقالت الجريدة إن ما أكد عليه أبو درار يتناغم مع ما انفكت تدعو إليه جمعيات المجتمع المدني بشأن الضرورة الملحة “لإعادة النظر في المساطر الإدارية التي تسهل مأمورية انتشار الفساد” عوض أن “تسهل مأمورية المواطنين في الحصول على وثائقهم وقضاء أغراضهم الإدارية”.
وترى الصحيفة أن “الوقت قد حان للقيام بثورة في الإدارة العمومية، بعقلياتها ومساطرها وطريقة اشتغالها”، مشددة على أن تحقيق هدف الفعالية، في هذا الصدد، رهين ب”تفعيل إجراءات بسيطة وترتيب الجزاءات المناسبة لمن يخالفونها من الموظفين مهما كانت مسؤولياتهم ورتبهم”.
وعلى صعيد آخر، استحضرت يومية (رسالة الأمة) تأكيد دستور 2014 على الحكامة بوصفها “فلسفة عامة تؤطر مقتضياته”، منوهة إلى أن الدستور بين تلازم ممارسة المسؤولية وضرورة المحاسبة.
وفي هذا النطاق ، تؤكد الصحيفة، يبرز تحسين وتقوية أحكام ملتمس الرقابة ونظام لجان التقصي ومأسسة تقديم الخلاصة المرحلية لعمل الحكومة وتقرير الاستماع إلى المسؤولين وتنظيم المعارضة داخل البرلمان.
ولضمان إرساء الحكامة في الانتخابات المقبلة، ألحت الجريدة على ضرورة التأطير السليم والدائم للمنتخبين من طرف المنظمات التي ينتمون إليها، والإشراف الذكي لهيئات الدولة المختصة قانونيا.
ومن جانبها، تطرقت صحيفة (بيان اليوم) للزيارة التي قام بها سامح شكري، وزير الخارجية المصري، للمغرب، والذي نقل لجلالة الملك محمد السادس “رسالة أخوة ومودة وصداقة” من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، معتبرة أن هذه الزيارة يمكن أن تكون “المدخل والبداية” لكي تستعيد العلاقات المغربية المصرية “طبيعتها المعروفة منذ عقود”.
وأكد كاتب الافتتاحية أن الانفراج في العلاقات المغربية المصرية يعني “إفشال المناورة الجزائرية للوقيعة بين الرباط والقاهرة، والحيلولة دون أن يدخل جنرالات قصر المرادية فيما بين البلدين المرتبطين بعلاقات عريقة وتاريخية ممتدة عميقا في الزمن”.
ويبدو أن هذه المناورات الجزائرية لن تنتج سوى خيبة الأمل، وفق ما تؤكد يومية (لوماتان) التي توقفت عند مقالين منشورين في الصحافة الجزائرية يعكسان مدى التأخر الذي يعاني منه هذا البلد على مستويات عديدة.
وذكر المقال الأول، الذي نشرته يومية (ليكسبريسيون) أمس الجمعة، أن سكان العاصمة الجزائرية يمكن أن يأملوا، منذ مارس المقبل، في أداء قيمة فواتير الماء والكهرباء دونما حاجة إلى التنقل، في سابقة من نوعها في الجزائر!.
بينما كشف المقال الثاني، الذي نشرته جريدة (الوطن)، ضعف الحضور الجزائري في القارة الإفريقية، موردا، في هذا الصدد، مثال الخطوط الجوية الجزائرية، “الشركة ذات الأجنحة الكسيرة”، التي “لا تغطي سوى حيزا ضئيلا من إفريقيا”، والتي تتجاوزها – بشكل كبير – شركات من قبيل الخطوط الجوية المصرية والخطوط الجوية الإثيوبية والخطوط الملكية المغربية.
وفضلا عن ذلك، فإن الإذاعة والتلفزيون في الجزائر، لا يتوفران، على الرغم من الإمكانيات المالية والتقنية الهامة المرصودة لهما، على أي مراسل في العواصم الإفريقية، وفق ما يكشف المقال ذاته.
واستنادا إلى هذين المقالين، قال كاتب الافتتاحية إنه إذا كان ثمة من خلاصة يمكن استنتاجها من الخبرين الواردين فيهما، فإنها الحقيقة التالية: “حين تكرس دولة ما كل جهودها لمعاكسة جيرانها، عوض البحث عن تحقيق الرفاه لشعبها، فإنها تخسر على الجبهتين معا”.
ولكل ذلك، فإن جيران هذه الدولة، تكتب الصحيفة على سبيل الختم، “يتقدمون بخطوات واثقة وجبارة، لأنهم كرسوا كل أوقاتهم لتحقيق التنمية ومساعدة أصدقائهم، في الوقت الذي تضيع فيه هذه الدولة سنوات وسنوات على حساب شعبها”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

إغلاق