رأي في المهرجان الدولي للفيلم القصير بتزنيت

وهو ما يجعله مناسبة سنوية للقاء حشد من السينمائيين المهمومين بالفن السينمائي والعرض البصري بعيدا عن أجواء الأفلام الروائية الطويلة، ويدرك المتابع أن السينما بدأت أصلا بالأفلام القصيرة التسجيلية، قبل أن تسرقها الأفلام الروائية. ويعترف الكثيرون أن الفيلم القصير هو الأكثر قدرة على محاورة الواقع، والنظر إليه بعين ثاقبة إبداعية وفنية…وإعادة إنتاج الواقع إنتاجا يمكن المشاهد من النفاذ إلى رؤيتة رؤية خاصة، وتكشف المسكوت عنه ( وما وراء المشاهد) وتمكينه من القدرة عل اتخاذ موقف منه… ومن هنا أدرك منظمو المهرجان أهمية هذه التظاهرة، وحاولوا الوصول بها إلى مستوى الاحترافية، كما عرفت هذه الدورة الثالثة للمهرجان ما بين 01  و 03 مارس  2013، افتتاحا  تميز بعرض افتتاحي للفيلم القصير : « au retour de cinéma » لمخرجه نور الدين الكاشا، وفي إطار المسابقة الرسمية شارك 20 فيلما قصيرا، ويمثلون 20 دولة، منها ست دول إفريقية، ثماني دول أوروبية، دولتين من آسيا وثلاث دول من أمريكا.
و من الأنشطة التي تميزت بها الدورة الثالثة للمهرجان تخصيص حصة خارج المسابقة لفائدة تلاميذ المؤسسات التعليمية الابتدائية بالمدينة، عرض من خلالها سبعة أفلام سينمائية، عرفت حضورا مكثفا  لأطفال المدينة، إضافة إلى حفل تكريم السينما الفرنسية، وتقديم درس حول السينما أنجزته المخرجة الفرنسية “كلير سيمون” بمساعدة السيد “بابتيست مارتن”.
و تم خلال الحفل الختامي الإعلان عن الأفلام الفائزة،  والتي تم اختيارها من لدن  لجنة التحكيم التي تضم في عضويتها سينمائيين مغاربة وفرنسيين، حيث فاز فيلم “بلاستيك” للمخرج المغربي عبد الكبير الركاكنة بجائزة الجمهور” وجائزة لجنة التحكيم للفيلم الممثل لدولة كوبا « los aviones que se caen » لمخرجه ماريو بيريدا، أما الجائزة الكبرى للمهرجان فقد ظفر بها الفيلم الإيراني « la dernière image d’un souvenir » للمخرجَين فرناز ومحمد جورابشيان، ومنحت لجنة التحكيم تنويها خاصا للفيلم الميكسيكي: « Quand je viendrai deux fois et repartirai une fois » من إخراج إكسيل هرنانديز وأنا ويبنفلس.
و ترى وفاء أكيدي عضو لجنة التحكيم أن اللجنة وجدت صعوبات في اختيار الأفلام الفائزة نظرا  لتقاربها  و جودتها، وفي هذا الصدد تأسف  يحيا ركاد عضو لجنة التحكيم لغياب الفيلم الأمازيغي عن المسابقة الرسمية للمهرجان. ومن هنا نتساءل لماذا هذا الغياب؟ هل التقصير راجع إلى لجنة المهرجان أم إلى السنيمائيين الأمازيغ الذين لم يشاركوا؟
إذن علينا – نحن الأمازيغ – أن نراهن على السينما المغربية، والأمازيغية على الخصوص، باعتبارها نافذة نطل من خلالها على الواقع المجتمعي، فهي التي تستحق أكثر من تكريم، إذ ناضلت منذ بداياتها بإمكانيات الأمازيغيين المحدودة للغاية، و بتضحياتهم الجسيمة وبمجهوداتهم الجبارة، بهدف تأسيس ظاهرة سينمائية فريدة من نوعها، تستحق منا كل التقدير و الاحترام، باعتبار أن الفيلم الأمازيغي، قام بخدمات جليلة لصالح الثقافة الأمازيغية  والوطنية، مثل توثيق عاداتنا، وقيمنا الأصيلة، وطقوسنا، وذلك من خلال أفلام جديرة بالمتابعة، فالسينما الأمازيغية، يجب ألا نستهين بها، لتوفرها على  أفلام في المستوى الرفيع، تناولت قضايا اجتماعية من وحي الواقع الأمازيغي، سواء في المدن، أو في الأرياف، حيث لم يطرح مشكل الجرأة في الفيلم الأمازيغي بحكم أن كتاب السيناريو يعرفون طبيعة مجتمعنا المحافظ، إذ يجتمع كل أفراد العائلة حول جهاز التلفاز لمشاهدة الأفلام الأمازيغية.  أما رأي مؤيدي أكذوبة الظهير البربري في أن الفيلم الأمازيعي  يهدد الإسلام، و الوحدة الوطنية  فلا أساس له من الصحة، حيث ثم إ خراج أول فيلم أمازيغي “تامغارت أورغ”،  سنة 1993 ليؤكد أن الأمازيغيين هم مجتمع يدين بالإسلام كقيم و كأخلاق، والأمازيغية لم تكن يوما من الأيام مجرد وسيلة للتنصير والإلحاد.
إن الفيلم الأمازيغي عرف تراكما  مهما من ناحية الانتاج، ومن ناحية المواضيع المطروحة، والمفيدة، يدور أغلبها حول القرية، بشخصياتها المعروفة، أو في محور المدينة الخ… غير أن الفيلم الأمازيغي، لم  يصل إلى الجرأة المحمودة في طرح القضايا الجوهرية، كالإرهاب، التطرف الديني، الدعارة، التخلف، الجهل، والتاريخ كمجال مفيد لنا، لأن هناك بعض الأفلام المغربية التي زيفت وأولت التاريخ المغربي  باستثناء بعض الأفلام أو هما فيلمان الأول عن طارق بن زياد والثاني عن فترة مقاومة الاستعمار اسمه “تازيت” كبداية للإبحار في بحور تاريخنا الحقيقي، مما يعني أن الفيلم الأمازيغي عليه الانتقال إلى مرحلة أخرى دون فقدان الهوية والطابع الأصيل له، وانطلاقا من كل هذا، بالله عليكم، من يستحق التكريم هل السينما المغربية الأمازيغية أم السينما الفرنسية؟
فكان من اللازم على المسؤولين إدراج الأفلام الأمازيغية في المسابقة، أو على الأقل خارج المسابقة لتشجيع وتحفيز أصحابها، وتشجيع الطاقات المحلية الشبابية، لأنه هدف نبيل لخدمة هذا الشباب الطموح.
إن ما ميز أيضا هذه التظاهرة هناك إدراج أفلام  للأطفال ما بعد السن العاشرة والتي لقيت الاحتجاج وانسحاب  بعض الأطفال والتلاميذ وعائلاتهم بسبب عرض  لقطات مخلة بالآداب والمطلوب هو وجوب مراقبة هذه الأفلام قبل عرضها على الأطفال، وقد تقولون هذه سينما، ولكن يجب أن تعرفوا أننا مجتمع محافظ في نهاية المطاف، بمعنى أن الإنسان لن يقبل أن يشاهد مع أسرته مشاهد مخلة بالحياء في السينما المغربية، حيث أن هذا الرأي المح

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

إغلاق