موسم الانتهازية على الأبواب

الانتهازية

 المتتبع  للساحة الوطنية في الآونة الأخيرة  سيلاحظ  أن موسم  المهرجانات  قد بدأ  مبكرا هذا العام و ربما أكثر مما كان سابقا , فالملاحظ أن هذه المهرجانات أصبحت كالفطريات  بل أصبحنا  نلاحظ أكثر من مهرجان  في نفس المدينة  و الأغرب أن هناك مهرجانات غريبة  و تنظم من طرف نفس الأشخاص الذين تجدهم  يسيرون أغلب جمعيات المدينة  بل وحتى المدعوون غالبا ما يكونوا نفس الأشخاص  المعروفين  بالمدينة  فتجدهم  يستفيدون من الإقامة في غرف  الفنادق  رغم تواجد سكناهم بالمدينة  كما تجدهم متزاحمين  في  أوقات الوجبات  قصد الحصول على نصيبهم من الغنيمة .  و ما يحز في النفس  أن كل هولاء  يدعون النضوج الفكري و سمو الأخلاق  و الهم التقافي . إلا انه و من  خلال  بعض التجارب  فقد  تبين أ، الحضور في أنشطة المهرجانات من ورشات  و ندوات يكون محدودا  جدا   على عكس أوقات  استراحات الشاي و  الوجبات الغذائية   حيث  هناك ثلة من  المترصدين  لمثل هذه المناسبات و ما يدعو للتساؤل  هو هل فعلا نحن في حاجة لهذه المهرجانات  و ما هي  الاستفادة التي يتلقاه  المواطن البسيط ؟  هل هناك تقييم لهذه المهرجانات  من طرف المدعمين عموميين كانوا  أم خواص؟

         أنا لست ضد تنظيم  التظاهرات  الثقافية  و الفنية  و انما يجب اعادة  النظر في  كيفية  تنظيمها و اعطاء الفرصة  لابناء المدينة و الفاعلين  الحقيقين و الملمين بالشأن الثقافي  وليس بثلة من  الانتهازيين  الذين  يتخدون هذه المناسبات  للاغتناء  و  ترسيخ  الريع  الجمعوي في المدينة , اذ أن هناك جمعيات بحد ذاتها  لا توجد الا على الورق  و تقوم بنشاط واحد سنويا و تتلقى الملايين و الملايين من جهات عمومية كان المفروض منها دعم  الجمعيات  الجادة و التي  تقدم خدماتها على مدار السنة لساكنة المدينة وخاصة الفئات المعوزة . و أستطيع الجزم أن هناك جمعيات تصارع من أجل الاستمرار  و لا تتلقى ولو درهما من المصالح العمومية , قد يقول قائل لأن عليها تقديم مشاريع للمصالح المعنية قصد التمويل و أقول له  لنفرض أنها قدمت مشاريع هل تعتقد أن القائمين على المصالح المالية بالمؤسسات العمومية سيؤشرون على تمويل مشاريع تريد النهوض بالفعل الجمعوي  الثقافي و التربوي بعيدا عن الولائم و الحفلات  وما يدره عليهم من علاوات  بعد تنفيد المشاريع  بل و تجد أن بعضهم يتوفر على شركات متخصصة في التنظيم و التموين و الحراسة و يحصلون من خلالها على النصيب الاكبر من المبالغ التي وقعوا لتمويل  المهرجانات.

      التساؤل الذي يحيرني هو ما هي النتائج على جميع المستويات  التي نجنيها من هذه المهرجانات و الملموسة  صبيحة  اليوم الموالي  لحفل الاختتام سوى شوارع مليئة بالازبال من جميع الانواع  وشباب  بعضهم في المستشفيات و البعض الأخر في أقسام الشرطة . النتيجة  تبديد  الملايين من أموال دافعي الضرائب و اموال الشعب  التي  لو استغلت في بناء مراكز تقافية لمكنتنا من إنتاج أجيال من الشباب  المسؤول و الواعي  بالمسؤولية الملقاة عليه. النتيجة رهان فاشل على جلب السياح  الذين و ان حضروا لاحدى هذه المهرجانات لن يعودوا مجددا  نظرا للمعاملة التي يتلقونها من أصحاب الفنادق  و المنظمين . النتيجة  سرقات بالجملة  أتناء الحفلات و ممارسات لا أخلاقية  تضرب  الهدف الثقافي و الفني  للتظاهرة . النتائج  في نظري  و في مجملها  لا تنبئ بمستقبل مشرف  للعمل الثقافي  ولا للممارسة الجمعوية المبنية  أساسا على التطوع و ليس  الاغتناء الغير المشروع .

مجرد تساؤلات خالجتني  و أنا أتصفح  أخبار  الثقافة في وطن لا يعير للثقافة أي اهتمام  إلا في جانبها الفلكلوري  الرخيص . لكما  الله  أيتها الثقافة  و العمل الجمعوي  في بلد الانتهازيين  .

ابراهيم الكبوس

أستاذ وفاعل جمعوي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

إغلاق