الناصري يُهاجم السعدي ويصف خطابه ب«اليائس» وتحليله ب«الوضيع» 

خالد الناصري

هاجم خالد الناصري، عضو اللجنة التنفيذية لحزب التقدم والاشتراكي ووزير الاتصال السابق، سعيد السعدي، القيادي المستقيل من الحزب، على خلفية حوار مع إحدى الجرائد الوطنية اتهم فيه الأمين العام لحزب الكتاب، نبيل بنعبد الله، ب”تزوير” نتائج المؤتمر الوطني الأخير، واصف الناصري خطابه ب”البئيس”، وآفاقه ب”اليائسة”، وتحليله ب”الوضيع”. 
ووصف الناصري، في رسالة مفتوحة إلى سعيد السعدي، توصلت “الرأي” بنسخة منها، ما صرح به السعدي للجريدة الوطنية ب”الصدمة العنيفة” التي قال أنه “كان يتوقعها من رجل ظللت أعتقد أنه متشبت بالحد الأدنى من المروءة وآداب الحوار رغم عمق الاختلاف”.
واتهم الوزير السابق رفيقه السابق في الحزب بأنه “تجاوز” كل هذه قيم الحزب و”ذهب بهم إلى حضيض مستنقعات يأبى الحزب مسايرته في ركوبها”، واصفا تصريحاته ب”فظاعات ما بعدها فظاعات”، مضيفا أن السعدي “قطع” بهذا الاستجواب “حبل المودة ورابط الهوية” مع الحزب “الذي تربيت فيه، و الذي يبدو أنه لم يحسن تربيتك”، يقول الناصري.
وكشف القيادي في حزب الكتاب عن أن السعدي “تغيب عن الحزب لأكثر من أربع سنوات دون الإسهام في معاركه الصعبة و نضالاته القوية”، وقال إنه “يتبرع عليه، في أحسن الأحوال، بإطلالة على بعض اجتماعات لجنته المركزية”، في المقابل، يضيف الناصري مخاطبا السعدي “وتلح كالبطل المغوار، على تناول الكلمة مباشرة بعد تقرير الأمين العام، موجها خطابا نشازاً للاجتماع ثم تنصرف دون أن تكون لك الشجاعة في انتظار الجواب المفحم”.
ووجه خالد الناصري سؤالا إلى السعدي، قائلا: “ما سر بقائك في حزب لم يعد يتصف حسب قولك المأثور، بحبة خردل من المصداقية، حزب انحرف لليمين، وباع ضميره للإسلاميين و للأعيان و للأحزاب المتحكمة؟” وتابع: “ما سر بقائك في حزب، مؤتمره مغشوش، ولجنته المركزية نتاج إنزال ممنهج من لدن قيادة انتهازية، وصولية، وانتفاعية، حزب تنكر لماضيه اليساري، وقانونه الأساسي غير محترم، و يتنفذ فيه أمين عام يتصرف كالديكتاتور؟”، وزاد: “ما سر بقائك في حزب منبوذ تفوح رائحته لتزكم الأنوف كما يفهم من خطاباتك العصماء؟”، حسب تعبير الناصاري.
واستغرب الوزير السابق من استدلال سعد السعدي بغياب الحزب الشيوعي الفرنسي عن المؤتمر الوطني لحزب التقدم الاشتراكية على “تخلي الحزب على هويته اليسارية”، واصفا استدلاله هذا ب”الوقاحة” التي حاول بها السعدي “ضرب مدرسة علي يعته المتشبثة حتى النخاع باستقلالية القرار، تجاه حزب فرنسي اتخذ موقف التحفظ تجاه مواقفنا السيادية”.
وقال الناصري أيضا، مخاطبا السعدي، “لو كان على يعته حاضرا بيننا للقنك درسا لا تنساه”، متسائلا: “كيف لك أن تتشفى أيها الأستاذ في مصاعب الحزب التنظيمية الطبيعية؟… فارتميت بكل سوء نية على ذلك، و على المجهود الجبار الذي بذله الأمين العام لإنقاذ الموقف، كما في محطات أخرى من المؤتمر، فتجرأت على القول: هذا هو الحجة على أن الأمين العام كان هو المتحكم في المؤتمر “.
واعتبر القيادي في حزب علي يعته أن ما قاله السعدي “كذب وبهتان” وأنه “يجعله فاقداً لما تبقى له من مصداقية، ويجعل الحوار معك أمراً مستعصياً لأن صاحب حسن النية لا يمكنه محاورة سيء النية “.
في المقابل، شدد خالد الناصري على أن المؤتمر كان “محطة ناجحة بامتياز”، واعتبر أن السعدي “يُصر على إخفاء الشمس بالغربال”، وأنه “تعمد منهجياً التغيب في أوقات الحسم الديمقراطي في اللجنة المركزية السابقة، حتى لا يبدو للعيان هزالة تمثيليته وتفاهة حضوره السياسي”، على حد تعبير الرسالة.
وواصلت الرسالة المفتوحة ذاتها مهاجمة السعدي قائلة أنه “كان يفضل الاحتماء بظلال الأربعين في المائة من الأصوات التي حصل عليها قبل 4 سنوات لتوظفها توظيفاً آمناً، في حين أن كل الذين ثاقوا فيك وقت كنت مناضلاً ذا مصداقية، انفضوا من حولك، فظللت تتحرك بين ردهات المؤتمر وحيداً بئيساً تحفك كمشة من الحواريين، مشدوهين لقافلة الحزب تتحرك أماماً، بينما هم قابعون على الرصيف”، حسب نص الرسالة.
واعتبر نص الرسالة ذاتها أن السعدي في حواره مع الجريدة الوطنية “لقن الطبقة السياسية درساً بليغاً في الكذب الممنهج، عندما أعلن أن الوثيقة السياسية لم تستحضر حركة 20 فبراير في حين أن الحقيقة مخالفة لهذا الهراء، حيث أثارت الوثيقة الموضوع وحللته بما هو معروف في حزب التقدم والاشتراكية من موضوعية، إذ وقفت على دورها الإيجابي المتفاعل مع المكونات الأخرى المندفعة نحو التغيير والديمقراطية”.
وخلص الناصري، في رسالته المفتوحة، إلى أن “ما يفرقه” اليوم بينه وبين السعدي “أضحى أعظم مما يوحدهما، وعندما تنتفي القيم المشتركة، يبقى على المعني بالأمر أن يستخرج الخلاصة اللازمة، ولا يكلف الله نفسا إلاّ وسعها”.
 الرأي المغربية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

إغلاق