غضب ومسيرة احتجاجية بسيدي إفني تضامنا مع ضحايا الهجرة السرية بسواحل "لانزاروتي" الإسبانية

وحمل النشطاء في بيان وزع على أوسع نطاق بسيدي إفني، مسؤولية غرق سبعة من أبناء المدينة، باعتذار رسمي من الدولة الإسبانية، كما طالبوا بتعويض أهالي الضحايا، وفتح تحقيق نزيه في الحادث المأساوي، ومحاكمة المسؤولين عن هذه الجريمة، وذلك بعد مرور قرابة ثلاثة أشهر على ما وصفه البيان بـ”جريمة القتل المتعمدة”، وبعد ظهور شريط فيديو من قناة”كادينا سير” يظهر للعيان كيف دهس ربان خفر السواحل الإسباني قارب مهاجري الكرامة البعمرانيين ببرودة دم قصد إغراقهم وبنية القتل العمد، وبعد استيقاظ الدبلوماسية المغربية من سباتها العميق وطفو سلسلة من المستجدات على السطح.
وفي ذات السياق، طالب البيان الذي تتوفر “المساء” على نسخة منه، بإطلاق سراح كل من”عزيز زروال” وجامع الزهواني”و”عزيز ياسين” الذين تتهمهم السلطات الإسبانية بالتورط في تنظيم الهجرة السرية، وأضاف البيان أن  كل شاب من معتصمي المُعتَصَمَات المطالبة بالتشغيل هو مشروع فاجعة جديدة، أي أنهم سيكونون ضحايا جدد للفردوس الأوربي، وذلك في حال استمرار منطق التهميش والبطالة بالمدينة، كما حمل البيان السلطات المركزية والإقليمية مسؤولية الحادث، معتبرا أنه “تحصيل حاصل لسياسة الإقصاء والتهميش والحكرة – يقول البيان – الممارسة على أبناء سيدي إفني-آيت بعمران”.
من جهة أخرى، وارتباطا بالموضوع، وجه محمد عصام، نائب برلماني بدائرة سيدي إفني، رسائل مستعجلة لثلاث وزارت بالحكومة الحالية، أوضح خلالها أن  الحادث يكشف عن خلفية عنصرية إجرامية إزاء مواطنين مغاربة، وهو ما يفرض على الحكومة التدخل لدى السلطات الاسبانية من أجل كشف حقيقة ما جرى، خاصة وأن الأمر يتعلق – يضيف عصام – باعتداء عنصري ذهب ضحيته مواطنون مغاربة، لهم كامل الحق في أن تنتصب حكومتهم للدفاع عنهم ومؤازرة  ذويهم في الترافع لصالح أبنائهم في مختلف المحافل وأمام كل الهيئات المختصة، كما طالب بمحاسبة الجناة الذين اقترفوا هذه الجريمة وفق ما تقتضيه العدالة والقوانين المعمول بها، وبتعويض ذوي الضحايا عن فقدان أبنائهم، وتقديم الدولة الاسبانية ااعتذار رسمي في الموضوع، مع تسهيل مسطرة استخراج شهادات الوفاة بالنسبة للضحايا.
وانتقد عصام، عضو الفريق النيابي للعدالة والتنمية، طريقة تعامل الحكومة المغربية مع الحادث، قائلا “إن مما يؤسف له إنه إلى حدود الساعة، ورغم مرور أكثر من أربعة أشهر على هذه النازلة، أننا لم نلمس  أي تحرك من جهة الحكومة، وكأن الأمر لا يهمها في شيء، وكأن أرواح المغاربة رخيصة إلى درجة عدم المبالاة بها. وفي مراسلته لوزير الخارجية سعد الدين العثماني، تأسف عصام لعدم تحرك الوزارة لدى السلطات الاسبانية من أجل الكشف عن حقيقة ما جرى ومحاسبة المسؤولين عنه وتعويض ذوي الضحايا وتقديم الاعتذار لهم ، وحيث ان الشريط الموثق للحادث كشف بما لا يدع مجالا للشك عن الخلفية الإجرامية العنصرية لمقترفي جريمة 12 دجنبر2014 والتي أودت بحياة سبعة من شباب مدينة سيدي افني،  فيما ساءل وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة عن السر وراء الغياب غير المفهوم واللامقبول – على حد تعبيره – لوسائل الإعلام العمومي في تغطية هذا الحادث المأساوي، علما أن وسائل الإعلام الاسبانية واكبت الحادث، في حين التزمت وسائل الإعلام العمومية الصمت ولم تعمل على تغطية الحادث ولا تداعياته الاجتماعية بسيدي افني، وما واكبها من حراك اجتماعي كما لم تغط مراسيم استقبال جثمان علي بوليد ومراسيم دفنه.

يذكر أنه في  الحادي عشر من شهر مارس الجاري، فجرت القنوات الاسبانية فضيحة كبرى ببثها لفيديو يكشف الوجه اصطدام قوات خفر السواحل لقارب الهجرة السرية بسيدي إفني بشكل مباشر، كما عمدت قناة الجزيرة في نفس اليوم إلى تخصيص حيز  من نشرتها المغاربية ( الحصاد المغاربي) لهذا الشريط . في حين التزمت وسائل الإعلام العمومية الصمت المطبق، وهو ما خلف استياء  كبيرا لدى عموم المواطنين وسكان المدينة الذين واكبوا الحادث عبر الإعلام الأجنبي والصحافة الورقية المستقلة والمواقع الإلكترونية الإخبارية.
تيزنيت
محمد الشيخ بلا [email protected] 

عن جريدة المساء عدد الثلاثاء 19 مارس 2013

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

إغلاق