إبراهيم لشكر: حزب التقدم والاشتراكية سوف يكون في حرج عندما يقبل ببقائه في النسخة الثانية لحكومة السيد بنكيران

لشكر

في كلمة ألقاها إبراهيم لشكر في اجتماع للجنة المركزية لحزب التقدم والاشتراكية بالرباط ، المنعقد أواسط شهر رمضان الماضي ، قال فيها : ( قبل الانتخابات التشريعية لسنة 2011 وبعد مراجعة الدستور برزت ثلاث أقطاب سياسية في المغرب تسعى إلى الظفر بمهمة الشأن الحكومي: العدالة والتنمية ، أحزاب الكتلة الديمقراطية وأحزاب مجموعة الثمانية G8.

وفور الإعلان عن نتائج الانتخابات، برز حزب العدالة والتنمية هو المتصدر للأحزاب من حيث عدد المقاعد التي فاز بها، وأصبح دستوريا هو المرتقب لقيادة الحكومة المغربية في إطار تحالف أملته ظروف متعددة لم يكن للمجال متسع لذكرها.

وحتى يتجاوب الحزب المذكور نسبيا مع برنامجه الانتخابي ويضمن نجاح التجربة بأقل حصة من التنازلات ، وكذا اعتماد رصيد مهم من القدرات التراكمية في التدبير والحكامة : اقتنع بضرورة التحالف مع أحزاب الكتلة الثلاث : الاستقلال ، الاتحاد الاشتراكي والتقدم والاشتراكية ، وهو ما تم الإقدام عليه آن ذلك في مشاوراته .

في ذلك الوقت بالذات ، ظن الجميع أن أحزاب 8G سوف تتخندق خارج العمل الحكومي ، وسوف يفسح المجال للعدالة والتنمية مع أحزاب الكتلة للخروج ببرنامج حكومي يتجاوب وأفاق البناء الديمقراطي والتنزيل الدستوري ، واستكمال وفتح أوراش اقتصادية واجتماعية هامة للبلاد .

لكن برفض الاتحاد الاشتراكي ودخول الحركة الشعبية وعضو من حزب الأحرار كمستقل إليه ، تكون الحكومة شاء من شاء أو كره من كره مشكلة من الأقطاب الثلاث التي تتنافس قبل الانتخابات : العدالة ، الكتلة الديمقراطية و 8G .

إن رفض الاتحاد الاشتراكي الدخول إلى حكومة ما بعد نونبر 2011 وخروج الاستقلال منها يومه ، لم يكن من باب الصدف ، ولكن فيه إشارة قوية إلى أن حزب التقدم والاشتراكية سوف يكون في موقع حرج عندما يقبل ببقائه في النسخة الثانية من حكومة السيد بنكيران إلى جانب حزبين أو ثلاث من أحزاب 8 Gحيث تختلف كل الرؤى والمبادئ والتوجهات ، وحيث يكون فيه العمل الإملائي هو الغالب بقوة على السيادة في اتخاذ القرار .

كما أن العدالة والتنمية التي تقود الحكومة ، سوف تجد نفسها كما أريد لها ، بين معضلة التدبير مع الخصوم حيث البرامج تختلف ورؤى تتصادم مع الواضح والمستور ، وبين الخروج للانتخابات قبل الأوان ، لما فيها من تكلفة على اقتصاد البلاد وكذلك الحيلولة كرها دون إتمام التجربة .

لا يمكن تبرير إخراج النسخة الثانية من الحكومة وتفعيلها بدعوى أن المغرب وظرفيته الحالية تقتضي أن تجري السفن عكس اتجاه الرياح لأن المغاربة لم يعودوا ولن يسعدوا بعد بتناول الوجبات الخليطة وغير المتجانسة ، لما في ذلك من رجوع إلى الوراء وتكريس آليات اليأس والإحباط السياسي .

ولكن يبدوا أن الخروج إلى صناديق الاقتراع قبل الأوان سوف يكون أفضل من أي خروج آخر قد يكون المغرب في غنى عنه ).

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

إغلاق