صاحبة الجلالة” تشكو تناسل “الميكروفونات” وهرج إعلاميّين مغاربة

"صاحبة الجلالة" تشكو تناسل "الميكروفونات" وهرج إعلاميّين مغاربة

حالة من الفوضى العارمة بصم عليها العشرات من المحسوبين على الصحافة، في مقر حزب العدالة والتنمية، بالتزامن مع المشاورات التي دشنها رئيس الحكومة المكلف بتشكيلها، سعد الدين العثماني، مع زعماء الأحزاب السياسية الممثلة في البرلمان.

وعقب التصريحات التي أدلى بها ممثلو الأحزاب المغربية لوسائل الإعلام، سجلت حالة من الهرج والمرج. كما شهد الموعد حوادث شتم وتذمر وصراخ، بسبب زحام الصحافيين، وتناسل “ميكروفونات” المواقع بين الغث والسمين، وهو الوضع نفسه الذي سجل إثر المجلس الوطني الأخير لـ”حزب المصباح”.

وإذا كان البعض يرى ظاهرة الحضور المكثف لوسائل الإعلام صحية، لأنها تمنح تناول المعلومة من زوايا متعددة، فإن ما تم الإجماع عليه من طرف الصحافيين المهنيين أن ما تم تسجيله يعد مسيئا إلى العمل الصحافي.

عادل الزبيري، مراسل قناة العربية في المغرب، الذي تابع عن قرب مشاورات تشكيل الحكومة المغربية من طرف الأحزاب السياسية مع رئيس الحكومة، استغرب في تصريح لهسبريس الممارسات التي وقعت نهاية الأسبوع الماضي خلال اجتماع المجلس الوطني لحزب العدالة والتنمية في سلا، وما حدث بعد ذلك وسط مقر حزب العدالة والتنمية في حي الليمون بالرباط، خلال مشاورات تشكيل الحكومة، مسجلا أن “ذلك أمر مؤسف جدا ومحزن ومخيب للأمل بشكل كبير”.

وتساءل الزبيري: “هل نحن أمام مشهد إعلامي متعدد بإفراط في الاستفادة من المعدات التكنولوجية الحديثة، ومن الجيل الرابع من الإنترنت؟”، ليجيب: “نحن في المغرب نعيش فوضى إعلامية مهنية، تدمر بالفعل ما تبقى من مهنية ومن مصداقية الإعلام المغربي”.

“لا يعقل أن نرى مشهد التزاحم والتصادم بين الكاميرات الصغيرة والكبيرة والهواتف المحمولة في مكان ضيق داخل قاعة بدون تهوية”، يقول الزبيري، الذي غطى حدث المشاورات، مشددا على أن “الحاجة اليوم ملحة إلى تحديد قانوني واضح ومبسط لمن هو الصحافي”، داعيا إلى تجاوز “كارثية المشهد الإعلامي المغربي وممارسات لا مهنية لكل من هب ودب ودخل الصحافة بحذائه بدون إذن ولا تدرج ولا تكوين مهني ولا خلفية معرفية”، وفق تعبيره.

واقترح الزبيري، في هذا الصدد، لضبط المهنة، فرض تقديم بطاقة الصحافة ومشاركة المهنيين عبر “لوبينغ” لمنع تدمير المهنة من الدخلاء والغرباء وغير المهنيين، مطالبا بفرض عقوبات قانونية زجرية وسالبة للحرية ضد الذين ينتسبون ظلما وعدوانا إلى الصحافة.. “لأنه لا يمكن لكل من حمل ميكروفونا وكاميرا وله موقع على هاتفه المحمول أن يقول إنه إخباري، يحينه بأخبار منقولة أو ملفقة ويمارس بها التسول والابتزاز”، يختم مراسل “العربية” تصريحه لجريدة هسبريس الإلكترونية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

إغلاق