في المدرسة الابتدائية…2… بقلم حسن ادحجي

حسن إدحجي

سأنتقل بكم في هذا النص السردي،من ذاكرة الطفولة،الى عوالم واجواء المدرسة الابتدائية،في أواخر الستينات،و بداية السبعينات٠لااذكر شيئا عن القسم الاول/التحضيري،ما بقي منه حيّا في ذهني،كوني أمضيته في مدرسة الحسن الاول،اما التفاصيل فقد اختفت كليا من ذاكرتي،ولاتفسير لذلك عندي،اتذكر فقط،القسم الثاني،او الابتدائي الاول،كما كان يسمى وقتذاك.اتذكرجيدا هذا القسم،ولاشك أن الذي ساعدني على الاحتفاظ به،عالقا في الذاكرة،أنني و بعض أبناء جيلي،أمضيناه،في سجن صغير. نظرا للاكتظاظ الذي تعرفه مدرسة الحسن الأول للبنين،لكون المدينة لا تتوفر الا على مدرستين،الاولى للبنين، الثانية مدرسة للأمريم للبنات، وللتغلب على هذا النقص،تم تحويل احد المرافق العمومية،الى ملحقة للمدرسة،لم يكن هذا المرفق الا سجنا في عهد الاستعمار،يقع هذا السجن قرب الجامع الكبير، اتخذته البلدية منذ سنوات عديدة مستودعا لها،و مرآبا لأسطولها من السيارات و الشاحنات،،المكان عبارة عن قاعتين دراسيتين، بإضاءة خافته، وتهوية ناقصة، و ساحة،وخلفهما غرف وقاعات، ربما كانت زنزانات السجن في الماضي،،كنّا نغادر في الصباح الباكر،متأبطين محفظاتنا الجلدية،التي تحوي كتابا من سلسلة إقرأ لمؤلفه الاستاذ الراحل احمد بوكماخ رحمة الله عليه،أستاذ الكثير من الأجيال،الكتاب تزينه صورة لطفل و طفلة على مقعد الدراسة،في رسالة واضحة من الراحل بوكماخ،الى ضرورة تعليم الفتاة، و تمتيعهابنفس الحقوق التي يتمتع بها الذكور في مجتمع ذكوري بامتياز،،تضم المحفظة كذلك كتابا صغيرا يتضمن اجزاء من القرآن الكريم،لوحة سوداء،محاطة باطار خشبي،دفترا او دفترين على الأكثر،مع أدوات دراسية،ريشة للكتابة بالحبر او المداد،اقلام الرصاص و التلوين،طباشير..في اتجاه الحبس،هكذا نسميه، لم نسمه يوما مدرسة،نعبر زنقة الراميقي،مرورا بزنقة اداومكنون،ثم نعبر الوادي، “اسيف ن توخسين “،الذي يشطر المدينة شطرين،ضفة شرقية حيث تتواجد احياء، اضلحا،اداكفا..وضفة غربية حيث تتواجد احياء ايت محمد،ادزكري، بأزقتها العديدة تافوكت ،تاكوت،تيزيكي،الراميقي،أوعمو،اداومكنون،الملاح..كانت هناك جسور، و قناطر صغيرة،تربط الضفتين،نعبر الجسر،نمر عبر ممر ضيق يسمى درب ايرعمان،نسير بمحاذاة سور قصبة أغناج ،على يميننا الجامع الكبير،بمنارته العملاقة،تزين جدرانها العديد من الأخشاب،الى جانبها نخلة كبيرة تطاول السماء،،نصل الى المدرسة/الحبس في الوقت ،الفترة الصباحية،بسبب ضيقها، لم تكن تسمح لنا بأية مناورة،،هذا مسارنا الصباحي ،في المساء يتغير المسار،يسمح الوقت بالكثير من الألعاب و المناورات الطفولية،،يتبع،،،
بقلم ذ حسن ادحجي

مقالات ذات صلة

‫4 تعليقات

  1. أستادي العزيز هده القصة جد رائعة .. سرد لطفولة مرحة و ممتعة رغم متاعبها لكن لا تعود الى جيل فيه التكنولوجيا و وسائل لافساد هدا الجيل لكن رغم اننا نعلم مخاطرها فنحن نستمر في متابعتها

اترك رداً على abdellah إلغاء الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

إغلاق