الكلام الذي لا يحب أن يسمعه الموظفون الذين لم يضربوا عن العمل…بقلم محمد المراكشي

1

تأنيت كثيرا كي لا تنفلت من لساني كلمات خادشة ، فهي المرة الأولى التي أتفهم فيها أسباب التعنيف الذي أشاهده في اضرابات سائقي الشاحنات و الفلاحين و غيرهم التي تنقلها تلفزاتنا عن الآخرين…
تأنيت كثيرا لكي لا اعبر عن رأيي صراحة ، مرات كثيرة ، احتراما لهذا أو ذاك لأني و إلى عهد قريب كنت أعتقد أن الاضراب أو عدمه وجهة نظر.. لكنني سأتحدث الآن لأني توصلت الى قناعة مفادها أن الذي أراه هو انتهازية صارخة.. و الانتهازية ليست و لن تكون وجهة نظر!.. هي مثل الخيانة إن لم تكن أخطر..

صراحة لا أعرف الوجه “القاصح” الذي لكل هؤلاء الذين استفاقوا “قبل الصباح” على غير عاداتهم ، و أصبحوا مصطفين أمام أعمالهم كما لم يفعلوا من قبل..و مبكرين كما لم يبكروا من قبل .. و خائفين كما لم يكونوا من قبل.. وتائهين وراء تفسيراتهم و تبريراتهم الواهية لبعضهم البعض و هم يحاولون امتصاص “الشوهة” التي هم عليها بتكسيرهم لاضراب تاريخي!!

الذين ذهبوا لأعمالهم اليوم ، كلهم ، لاعلاقة لهم بالعمل النقابي أو النقابات ، بل إن كثيرا منهم لم ينتم في حياته لنقابة و لا يعرف بوجودها إلا حين يشكو من وضعية ادارية، لذلك فلا عذر لهم ان يشتكوا من النقابات التي “باعت الماتش”..
عليهم أن يعلموا أن اهم ماتش هو هذا الذي يمس تقاعدهم وتقاعد زملائهم ، وهم الآن يعلمون و في دواخل أنفسهم أنهم هم البائعون و لا أحد غيرهم!!
فلا تكذبوا بعد الآن على ابنائكم حين تحكون لهم عنتريات لاوجود لها في حياتكم ، طردها جبنكم…

على الذين ذهبوا أن يفرحوا منذ الغد بأي قرار للحكومة ، و أن يكفوا عن الشكوى .. و عليهم أن يفرحوا كثيرا بالاقتطاعات الحقيقية الدائمة التي ستتجاوز 600 و 800 درهم … و عليهم أن يتذكروا جيدا هذا اليوم حين يضطرون للذهاب الى مدارسهم بالحفاظات ، لتحفظ ماء (….) المهترئة ، يوم يصبح سن التقاعد هو الطريق الى المقبرة!

الذين ذهبوا و ظهروا أشتاتا ، يتهربون من أعين تلامذتهم التي تطرح ألف سؤال بريء عن سبب مجيئهم ، و يتهربون من أسئلة الناس أمام شبابيكهم و مكاتبهم ، هم أكبر بلاء على مهنهم التي يشتكون باستمرار منها.. فهم يجسدون الانتهازية في ابشع صورها و أكثرها إيذاء و إيلاما لاخوانهم الذين يناضلون و يكافحون من أجل الوصول الى هدف اسمى يتجاوز أنوفهم الصغيرة و احلامهم الصغيرة و ذواتهم التي لا تكبر ابعد من مصالحهم الضيقة الخائفة من مجرد اقتطاع!!

لا بد أن تسمعوا ذلك ، و ربما أكثر إلا أن تربيتنا تمنعنا ، لكن التاريخ الذي لن يتوقف عند أنانياتكم سيواصل الطريق برجاله الأحرار و نسائه الحرائر إلى أن يتحقق النصر الذي لا محالة ستشاركونهم في نتائجه.. فذاك طبع الانتهازي (ة) عبر التاريخ… هو دائما مع الرابحة!

و لأن التاريخ و تجاربه علمانا أن الانتهازية لا يمكن أن تنتهي ، فإننا لن ننتظر رأيكم أو مشاركتكم أو “ثوبتكم”، فالقافلة تسير و في كثير من حقائق الامم المدونة في صحائفها ظهر أن نحلتين أحسن للانسانية من جيش ذباب!!!

معذرة على الازعاج ياصديقي..
أما انت أيها الانتهازي (ة) ، فالمحيط الأطلسي صالح للشرب!

مقالات ذات صلة

‫3 تعليقات

  1. مقال ينم على أن كاتبه لا يعترف بحرية الرأي و التصرف كفاية من التحكم في آراء و أفعال الأشخاص، من الواجب احترام و الاستماع لكل الأراء. المناقشة تستوجب احترام الرأي الأخر.

اترك رداً على ازركي إلغاء الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

إغلاق