خيّمت “نكتة” المقرئ الإدريسي أبو زيد حول “سواسة” على أشغال المجلس الوطني لحزب العدالة والتنمية المنعقد بسلا يومي السبت والأحد، حيث عقد أعضاؤه المنحدرين من جهة سوس لقاء وُصف بلقاء المكاشفة والمصارحة والمسؤولية مع أبو زيد.

أوباري: نكتة الإدريسي ليست عنصرية

وقال الناشط الأمازيغي والبرلماني عن العدالة والتنمية عبد الله اوباري الذي حضر اللقاء، إن”نكتة الإدريسي ليس فيها أي تصريح واضح يتهم الأمازيغ عموما وأمازيغ سوس خصوصا بالبخل، بل لم يذكر أحدا على الإطلاق لا شخصا ولا قبيلة ولا هيأة ولا مؤسسة كما يزعم البعض” على حد تعبير البرلماني عن العدالة والتنمية، الذي أشار إلى أن “ما راج بعد نشر مقطع الفيديو المذكور هو مجرد استنتاج متحامل وتأويل مغرض لا يحتمل الأبعاد التي أعطيت له” يقول أوباري.

وأضاف المتحدث في تصريح لهسبريس أنه رغم اقتناعه المبدئي ببراءة أبو زيد من تهمة العنصرية التي قال إنها استهدفته عبر حملة وصفها بالمنسقة وراءها من وراءها، فإنه كان ضمن أعضاء المجلس الوطني لحزب العدالة التنمية المنحدرين من سوس الذين دعوه إلى “جلسة استيضاح ومصارحة”، شر ح فيها أبو زيد حسب اوباري السياق الذي جاءت فيه النكتة “العابرة”، والذي يقتصر على شرح نقطة محددة في تعريف “الهوية” الموضوع الرئيسي للمحاضرة، مبرزا أنها جاءت للاستدلال على خاصية الوعي التلقائي بالهوية.

وأوضح اوباري الذي يشغل نائبا لرئيس جمعية تمازيغت لكل المغاربة، أن إلباس هذه النكتة حلة العنصرية ضد “السواسة” أو غيرهم، لا يمكن أن يعتبر إلا تعسفا مفتعلا، مقصود منه إثارة الفتنة، واستمرارا لحملات ضده دامت وفق المتحدث عدة سنوات بسبب مواقفه “القوية” في قضايا الأمة والهوية ومكافحة التطبيع و نشر الوعي، متابعا أن أبو زيد أخبرهم في اللقاء المشار إليه أن آخر ما يمكن أن يفكر فيه هو ممارسة العنصرية ضد أي كان، “وإلا صار كل من حكى نكتة عنصريا، والحاصل أن الناس جميعا يتنفسون النكت كما يتنفسون الهواء” على حد تعبير صاحب “النكتة”.

بوغضن: أبو زيد مستعد للتوضيح والاعتذار

من جهته قال ابراهيم بوغضن الكاتب الصحفي ومدير جريدة “تيلواح الأمازيغية” الذي حضر بدوره لقاء “مكاشفة” أعضاء المجلس الوطني للبيجيدي مع أبو زيد، أن “هذا الأخير أوضح أن الشريط قد مضت عليه أربع سنوات تقريبا، وهو ما طرح في نظره علامة استفهام كبرى حول الجهة التي سربته،وفي هذا التوقيت بالضبط ولمصلحة من”.

وأكد بوغضن في تصريح لهسبريس أن المقرئ نفى في اللقاء ذاته نفيا قاطعا أن تكون لديه أية نية في الإساءة إلى التجار السوسيين خصوصا والأمازيغ عموما، مضيفا أنه –أي الإدريسي- متزوج من امرأة سوسية منذ أزيد من عشرين عاما، وبالضبط من اشتوكة أيت بها، فكيف يستقيم عقلا أن يتهم أصهاره (أخوال أولاده الثلاثة) بالبخل أو أن ينظر إليهم نظرة عنصرية، يتساءل بوغضن، مؤكدا أن أبوزيد عبر عن نيته إصدار توضيح يشرح فيه ملابسات وحيثيات الموضوع، وأنه أبدى استعداده للاعتذار لكل من قد يحس بأن تلك النكتة قد تكون أساءت إليه.

يذكر أن جمعيات وفعاليات أمازيغية ، قررت مقاضاة المقرئ الإدريسي أبو زيد، بتهمة “القذف وممارسة العنصرية” ضد الأمازيغ بالمغرب، على إثر ما أدلى به أخيرا في ثنايا محاضرة فكرية بثتها قناة الرسالة الفضائية السعودية.

كما طالبت الشبكة الأمازيغية من أجل المواطنة، “أزطا أمازيغ”، والمكونة من العديد من الجمعيات الأمازيغية بالمغرب، مكتب مجلس النواب برفع الحصانة البرلمانية عن النائب البرلماني في حزب العدالة والتنمية، المقرئ أبو زيد الإدريسي، و”اتخاذ ما يلزم وفق ما تقتضيه المقتضيات القانونية ذات الصلة بالتمييز والعنصرية”.

وتأتي هذه المطالبة برفع الحصانة البرلمانية عن القيادي في حزب “المصباح” عقب انتشار مقطع فيديو من محاضرة فكرية له، أمام حضور خليجي، نقلتها قناة الرسالة الفضائية، ذكر فيها نكتة عن “تجار معروفون عندنا بالمغرب بنوعٍ من البخل، وهم من عرق معين”، وهو ما أوله الكثيرون بكونه يقصد “بخل التجار المنحدرِين من سوس”.

هسبريس