“وحش بشري” يحرق طفلا أصما ويردمه بين الأزبال‎

1430337223

لم تتوصل المصالح الأمنية بالبيضاء إلى تحديد هوية شخص قام الأربعاء الماضي، يوم عرفة، بتعذيب طفل أصم بطريقة وحشية، وتسبب له في جروح في العنق والعينين ومختلف أنحاء جسمه، بعد تعنيفه وتذويب البلاستيك على جسده.
ويرقد الضحية بمنزل والده بحي ليساسفة 2 بمقاطعة الحي الحسني، حيث يعاني من آثار الاعتداء الوحشي، الذي كان ضحيته طفل أصم يتابع دراسته بمدرسة خاصة بهذه العينة من التلاميذ.
تفاصيل مثيرة رواها الوالد بحضور ابنه ذي (12 سنة)، وحوار بالإشارة بين الاثنين، لتأكيد رواية الأب، الذي أنقذ ابنه من موت محقق بعد أن عثر عليه في خلاء وهو مغمى عليه تحت غطاء كبير مثقل بالحجارة.
انطلقت القصة حسب رواية الأب عصر الأربعاء الماضي، عندما توجه الطفل رفقة صديق له من أبناء الجيران، إلى خلاء مجاور حيث دأبا على زيارة مكان خصص لبيع الخرفان، لكنهما في الطريق صادفا المشتبه فيه، الذي لم يتم تحديد هويته بعد ومازالت مصلحة الشرطة القضائية للحي الحسني، التي أحيل عليها الملف، تقتفي مسارات التحقيق للوصول إليه وإيقافه.
بعد فترة من مغادرة الضحية المنزل رفقة ابن حيه، عاد الأخير وحيدا وهو مرعوب، وتوجه أولا إلى منزل صديقه يحمل قميصا ملطخا بالدماء، ليخبر أم الضحية بأن ابنها مات بعد أن قتله شخص اعترض سبيلهما في الخلاء المجاور قرب كاريان السلباوي.
ما أن ردد أمامها القصة حتى هرولت وزوجها مرفقين بالطفل الشاهد، للتأكد ومعرفة مصير ابنهما، وبعد وصولهما إلى الخلاء إياه، أرشدهما إلى المكان الذي تعرض فيه الطفل الأصم للتعذيب، بعد نجاته هو ولوذه بالفرار.
جر الوالد غطاء كبيرا بعد أن أزاح من فوقه الحجارة فعثر على ابنه عاريا مربوطا وبه جروح في مختلف أنحاء جسمه، وكان حينها مغمى عليه، فظل يناديه باسمه ويحركه إلى أن تأكد أنه ما زال على قيد الحياة، ليتم إخبار مصلحة الأمن المداومة، التي حلت عناصرها، كما حلت بعدها سيارة إسعاف نقلت الضحية إلى مستشفى الحسني بالألفة.
بالمستشفى خضع الطفل للفحوصات والعلاج، وتبين أنه تعرض لجروح مختلفة بأنحاء جسمه، قال والده بشأنها إنها من جراء التعذيب الذي مارسه المجهول على ابنه، والذي تنوع بين الكي بالبلاستيك والضرب على العينين، ناهيك عن الخدوش الظاهرة في عنقه، والتي أكد والده بعد محاورة ابنه بالإشارة، إلى أنها آثار خنق بواسطة حزام سروال. مضيفا أن الخبرة الطبية التي أجريت عليه أكدت أنه لم يتعرض لهتك العرض.
وأجرت الشرطة تمشيطا بالمكان بعد أن أخذت مواصفات المشتبه فيه، إلا أنها لم تهتد إليه، ومازال البحث مستمرا لإيقافه، فيما الضحية يرقد في منزل والديه مرعوبا مما وقع له.

محمد ادحموش
باريس

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

إغلاق