يجب ان نتسلح بحس نقدي، ينظر الى هذه الظاهرة بشكل شمولي دون اغفال ارتباطاته و مرجعياته ، بعدها نقوم بتحليل منطقي بنائي ( يرتب الاستنتاجات النسبيةو القابلة للشك و يضعها في سياق منطقي محكم و مترابط) بعيدا عن الاحكام الجاهزة و المسبقة ، اذاك سنتمكن من ان نعرف صورتنا الحقيقية بكل شجاعة و نتقبلها كيفما كانت ، ان ظاهرة مول البيكالة ليست حتمية مطلقة لمجتمع يعيش نقاش حول الهوية بل هي حتمية نسبية تتطلب النقاش بشجاعة كبيرة ما بين الفاعلين فيه و بعيدا عن اجندات خارجية ذات ارتباطات باحد قطبي الصراع الثراتي من جهة و التحديثي من جهة ثانية ، الدولة الالمانية واجهت تاريخها بحس الماني و وجدان الماني بصمها فلاسفتها كل بمنهجيته الفكرية بعيد عن سلطة الكنيسة و سلطة الانتماء لاوربا ، المانيا ابدعت مدرسة فرانكفورت النقدية و مدرسة ايرلانغن المنطقية المتشبعة بفلسفة كارناب الرياضية
حديثي عن المجتمع الالماني من باب الاستدلال ذلك ان اي حل لما نواجهه من مشاكل اجتماعية، اقتصادية,,, يجب ان يكون الحل من ابناء المجتمع بما يطورون من مناهج علمية لا تستمد مرجعيتها من الدين و لا من الانتماء للفضاء التجاري العالمي ( الغرب ) ، لقد وقف الالمان بعد الحربين العالميتين الاولى و الثانية للحديث مع ذاتهم الالمانية و شحذ فلاسفتهم و مفكريهم كل اسلحتهم المنهجية التي ابدعوها ليضعوا الاشكالات نصب اعينهم و ييتناولوها من كل الزوايا بالدرس و التحليل بعيدا عن دغمائية الدين و الانتماء العرقي و الجغرافي
يجب ان ننتج اليات منهجية جديدة لتحليل مجتمعنات التيزنيتي ، و ان نحاول الاستقلال و التميز بمنهج يمكننا من ان نفهم واقعنا بدقة، فلم تعد هناك نظرية سوسيولوجية عالمية يمكن اسقاطها على كل الوقائع و الحالات كما قال استاذنا محمد جسوس ، بل علينا ان ان بحث عن اليات جديدة و مستحدثة لفهم الاشكاليات جديدة ، و اجعل من بين شروط استحداث هذه الوسائل الاستعانة بالفكر النقدي و المنهجي البنائي المنطقي و اراهما شرطين لازمين لوضع اليات سوسيولوجية جديدة لتحليل المجتمع.

محمد إدومجوض نقلا عن صفحته بالفايسبوك