القافلة الطبية التحسيسية تحط رحالها بمدينة أكادير من أجل مغرب خال من التعذيب

مناهضة التعذيب

بعد مدينتي الدار البيضاء وبني ملال حطت هذه السنة القافلة التحسيسية التي نظمتها الجمعية الطبية لإعادة تأهيل ضحايا التعذيب رحالها بمدينة أكَادير،وذلك من أجل مغرب خال من التعذيب على كافة المستويات بغاية طي ملفات سنوات الرصاص وضمان عدم تكرارتلك التعسفات و الخروقات التي عرفها المغرب في مجال حقوق الإنسان على امتداد أزيد من ثلاثة عقود من الزمن.

وعزا رئيس الجمعية الدكتور عبد الكريم المنوزي في كلمته بمناسبة انطلاق هذه القافلة زوال يوم السبت 11 أبريل 2015، اختيار محطة أكادير،نظرا لما قدمته سوس عموما في سبيل النضال والكفاح ضد الإستبداد والفساد حيث أدى عدد كبي رمن المناضلين بهذه الجهة ضريبة قاسية في السجون والمعتقلات العلنية والسرية فضلا عن حرمان مناطقهم من وسائل التنمية لتظل لسنوات من الزمن تعاني  من التهميش والإقصاء..

وأضاف في هذا السياق أنه إذا كان من الإنصاف القيام بجبر ضرر جماعي لرفع الحيف والتهميش عن هذه المناطق التي انحدر منها هؤلاء المعتقلون السابقون،فإنه يتوجب أيضا إعادة تأهيل ضحايا التعذيب على المستوى النفسي أولا والصحي ثانيا خاصة أن العديد من خرج حيا من دهاليز وسراديب السجون السرية يعاني اليوم من عدة أمراض في الأسنان والجهاز الهضمي والبصر ..

كما أن  هذا الضررالنفسي والصحي لحق أبضا ذويهم وعائلاتهم مما يعني أن عددا كبيرا من الضحايا وعائلاتهم يحتاجون اليوم إلى تدخل طبي من أجل ترميم وتأهيل ما افتقدوه خلال سنوات الرصاص.

 لذلك جاءت،يضيف المنوزي،فكرة تأسيس هذه الجمعية في بداية الألفية الثالثة تزامنا مع معالجة الدولة لملفات ضحايا سنوات الرصاص في سياق القضية المعروفة ب”الإنصاف والمصالحة” من أجل تقديم مساهمات طبية وعلاجية في هذا المجال.

وأكد المنوزي أنه منذ التأسيس،باشرت الجمعية الطبية لإعادة تأهيل ضحايا التعذيب مجموعة من المبادرات في هذا المجال من خلال تنظيم قوافل طبية إلى عدة مدن وقرى بجنوب المغرب ووسطه وشماله لتقديم إسعافات مجانية لساكنة المناطق التي طالها التهميش لسنوات.

وكذا استقبال عدد كبير من ضحايا التعذيب بمركز الجمعية بالدار البيضاء لإجراء فحوصات وتشخيصات طبية والقيام بعمليات جراحية و الإستفادة من الترويض الفيزيائي بالمجان.

وسرد رئيس الجمعية في ذات الكلمة أسماء المجموعات التي طالها التعذيب والتعسف بهذه السجون في سنوات الرصاص بداية من نهاية الخمسينات إلى منتصف التسعينات من القرن الماضي بما يقارب 5000 ضحية ومعتقل زيادة على المختطفين والشهداء ومجهولي المصير إلى الآن.

بحيث يصل العدد إجمالا إذا أضفنا إليهم سكان مناطقهم المهمشة قرابة 250ألف شخص تضرربشكل غيرمباشر من هذه الإعتقالات العنيفة والمواجهات الشرسة التي قوبلت بها حركات سياسية وتيارات مذهبية وانتفاضات عمالية ساخطة على الوضع في حقبة سنوات الرصاص..

هذا وتضمن برنامج القافلة الطبية التحسيسية المنظمة من 11 إلى 17 أبريل2015،ندوات حقوقية حول المواثيق الدولية لحقوق الإنسان والدستورالمغربي وحقوق الإنسان وفقرات غنائية موسيقية ملتزمة وعرض فيلم الغرفة السوداء وفيلم وثائقي عن مبادئ حقوق الإنسان وندوة تربوية حول المؤسسات التعليمية وإشكالية العنف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

إغلاق