المسيرة الخضراء .. واحدة من أقدم المؤسسات الثانوية بتزنيت

ومنذ تلك اللحظة ظلت ثانوية المسيرة قِبلة لآلاف من أبناء الطبقات الاجتماعية المختلفة، التي اختارت الدراسة فيها بحكم موقعها الجغرافي المتواجد وسط المدينة، والقريب من الأحياء الآهلة بالسكان.
ثانوية المسيرة الخضراء مؤسسة عمومية للتعليم الثانوي والتقني، تابعة للنيابة الإقليمية لوزارة التربية الوطينة في تزنيت، وتحتوي على 36 فصلاً دراسياً و42 قسما، كما تتوفر على قسم داخلي يضمّ 240 تلميذا وتلميذة، ويحتوي على ستة أجنحة، منها أربعة أجنحة للذكور واثنان للإناث، إضافة إلى مطعم ومطبخ ومَرافق صحية وقاعة للصلاة، زيادة على ملاعب رياضية وسكن وظيفي للإداريين، فيما تقارب المساحة الإجمالية للثانوية 54398 مترا مربعا، أما طاقتها الاستيعابية فقد وصلت 1520 تلميذا وتلميذة، تتجاوز نسبة الإناث بينهم 50 في المائة، يشرف على شؤونهم التربوية 86 أستاذا، بينهم 10 أستاذات، فيما يصل عدد الأطر الإدارية إلى 24 شخصا، وتسعة أعوان رسميين، وتسعة آخرين تابعين لشركات التدبير المفوض.. كما تنشط المؤسسة حاليا في عدد من المجالات الوثيقة الصلة بالبيئة والمعلوميات والسينما والقراءة والتربية على المواطنة والتربية البدنية والإذاعة المدرسية وإذاعة الويب..
وعلى مدى 36 سنة من عمر المؤسسة، عرفت «المسيرة الخضراء» عدة تطورات في الشُّعب المُدرَّسَة فيها، حيث مزجت في بداياتها الأولى بين الإعدادي والثانوي، قبل أن تنفصل عن السلك الإعدادي، وتضيف إليها في بداية الثمانينيات شُعَب الاقتصاد والعلوم الرياضية والفنون التطبيقية والجذع التكنولوجي، وتصل الآن إلى مستوى احتضان شعبة تحضير شهادة التقني العالي، المعروفة اختصارا ب»BTS»، والتي سيتخرج أول فوج منها هذه السنة..
كما ظلت ثانوية المسيرة الخضراء مؤسسة مستقطبة للتلاميذ إلى درجة «الاكتظاظ»، على عكس بقية المؤسسات الثانوية المنتشرة في المدينة، ولم تكتف المؤسسة باستقطاب أبناء الفئات المتوسطة والفقيرة، بل استقطبت، إلى جانب هؤلاء، أبناءَ الأعيان والمسؤولين والمُنتخَبين، وعلى رأسهم أبناء عمال الإقليم.
ومنذ تأسيسها، تعاقب على تسييرها الإداري ستة مدراء، كان أولهم أحمد شرف الدين، الذي خرج من المؤسسة مديرا، ليُعيَّن نائبا على رأس النيابة الإقليمية في تزنيت، ثم تلاه عبد الله السعيدي، الذي انتخب بدوره رئيسا لجماعة «أنفك» ونائبا برلمانيا عن إقليم تزنيت، فمحمد الطالبي، الذي التحق بالرفيق الأعلى، وبعد هؤلاء تعاقب على تسيير أقدم مؤسسة ثانوية في تزنيت كل من عبد الله السالمي وعلي بوكلادا، اللذين ظلا على رأسها إلى حين إحالتهما على التقاعد، ليخلفهم جميعا محمد ندمسكين، على رأس المؤسسة وإلى غاية اليوم.. فيما واكب تسعة نواب تطور التعليم في ثانوية المسيرة، وهم على التوالي إبراهيم الحياني، أحمد شرف الدين، المحفوظ بوعلام، أحمد بلوش، محمد أكرد، محمد بلفقيه، محمد العوينة، عبد الله بوعرفة، وسيدي صيلي.
كما تميزت المؤسسة بتخريج عدة أطر بارزة في الساحة المحلية والوطنية، منهم من درَسوا فيها وعاد للتدريس فيها، ومنهم من تخرجوا منها أطبياء، منتخبين إقليميا وبرلمانيا أو قصاة ومفتشين أو أصحاب مقاولات.. وغير ذلك من المهن الراقية والمُميّزة، وعلى سبيل المثال نذكر من الدكاترة كلا من عبد الله حميتي، وعبد اللطيف الرماني، ومن البرلمانيين كلا من لحسن بنواري، وآمنة ماء العينين، ومن المفتشين كلا من أوزومارت، ووخبان، والبنوج، ووإديحيا، وأوبركا، وأوصغير… ومن القضاة نذكر رشيد الناصري، فضلا على مسؤولين في العمالة ومنتخبين في المجلس البلدي وممثلين ومخرجين تلفزيين وموظفين في البنك الدولي وغيرهم..
وفي الجانب المتعلق بالانفتاح على المحيط، عقدت ثانوية المسيرة الخضراء عدة شراكات مع مؤسسات وفعاليات جمعوية وازنة، من قبيل الشراكة مع جمعية المحيط الحيوي لأركان، حول اقتناء بعض التجهيزات المعلوماتية الضرورية لإطلاق راديو المؤسسة على الأنترنت، كما عقدت شراكة أخرى مع مدرسة النجاح حول دعم مشروع المؤسسة، وفي الجانب التربوي عقدت «المسيرة الخضراء» شراكة مع جمعية الآباء والأمهات للتعاون في مجالات متعلقة بالدعم التربوي والتوعية الصحية والتنشيط الرياضي والثقافي، إلى جانب تأهيل المؤسسة والمساهمة في التكوين والإطعام والنقل المدرسي والدعم الاجتماعي.
وارتباطا بالموضوع، انفتحت المؤسسة على جمعية «دفاتر إلكترونية»، وعقدت معها شراكة بخصوص تطوير استخدام تكنولوجيا الإعلام والتواصل الحديثة في الميدان التربوي، علاوة على تطوير كفايات الأطر والتلاميذ في استعمال تكنولوجيا المعلوميات. كما عقدت توأمة مع ثانوية في مدينة سامرفيل الأمريكية، حاولت من خلالها إقامة علاقات ثنائية بين المؤسستين، من خلال تعزيز النوايا الح

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

إغلاق