ما حقيقة نزع البلدية لملكية أراضي مجاورة للعين الزرقاء بتيزنيت ؟

 العيم الزرقا

أثير على صفحات التواصل الاجتماعي في الآونة الأخيرة قضية نزع الملكية التي رفعتها بلدية تيزنيت ضد بعض الأسر المقيمة بجنبات العين الزرقاء/ العين أقديم، وهي القضية التي أثارت ردود فعل متباينة، وفيما يلي ما دار على صفحات الفايسبوك دون تعليق…

tigmi1

انتبهوا..هذه الصورة ليست حملة اعلامية لدار ضيافة أو فندق، بل صور منزل عتيق في المدينة القديمة بتيزنيت تملكه احدى العائلات العريقة بالمدينة والتي لا تملك طبعا نفوذا حزبيا وماليا كباقي “العائلات الكبرى” التي تحكم المدينة..هذا المنزل مهدد بالهدم من طرف المجلس البلدي للمدينة ،حيث باشر مسطرة نزع الملكية من ملاكيه الاصليين …لماذا ستهدم البلدية هذا المنزل ؟ ولماذا نزع الملكية؟ هل لبناء مدرسة أم مستوصف أو طريق أو ازالة ضرر يهدد سلامة ساكنة المدينة القديمة؟…طبعا لا، ولكن لتشييد كارط بوسطال في “العين أقديم” بناية / مسخ تهدهد فانطازمات رئيس البلدية في تخربيق ثراتي طبيعي يكرر ببلادة شلالات اوزود أو شئ من هذا القبيل..رئيس البلدية عبد الطيف اعمو الذي يقدم عادة بالحقوقي والمثقف هو الآن أسير جماعة تختلط لديها الهوية بالمقاولة والثقافة باللعاقة، وهم الآن منهمكون في أكبر عملية مسخ تتعرض لها المدينة القديمة بتيزنيت…واش عارف أش كتدير أنت ومن معكم من تجار البازارات ؟ هل يقبل ضميرك وانتماؤك لهذه المدينة ان تهدم بيتا عريقا لتشيد مكانه كارط بوسطال بليد وغبي؟ وكيف تقبل ايها الحقوقي ان تهجر سكان بسطاء من المكان والذاكرة مقابل اسثمناء هوياتي يصلح ككارط بوسطال في بازار يديره “فوكيد” محتال!

كاتب المقال سعيد رحيم

بلدية تيزنيت

رد عبد اللطيف أوعمو ، رئيس المجلس البلدي لتيزنيت (نقلا عن صفحته بالفايسبوك)

أوعمو

منذ يوم 6 غشت 2014 تداولت العديد من صفحات الفايس بوك خبرا مفاده أن بيتا عتيقا في المدينة القديمة بتيزنيت مهدد بالهدم من طرف المجلس البلدي للمدينة ؟ مروجا في ذات الوقت لادعاء مباشرة ذات المجلس لمسطرة نزع الملكية.
وحتى لا يكون هناك خلط أو تغليط للمواطنين ولساكنة تيزنيت أو التشويش على ما تقوم به الجماعة الحضرية بتشارك مع ساكنة الأحياء والمدينة من تأهيل للمدينة القديمة من أجل إعادة الاعتبار لها وحفظ ذاكرتها وتثمين تراثها كمعلمة تاريخية ضمن ما يزخر به تاريخ المغرب من تراث مادي ولا مادي، فإن الجماعة منذ عشر سنوات اعتبرت أن تأهيل تراث المدينة يعتبر إحدى مقومات بناء قاعدة نهضتها وتنميتها بإرادة ساكنتها.
وفي هذا الإطار ليس هناك مشروع لهدم أي منزل كان سواء كان مالكها غنيا أو فقيرا أو نزع ملكية أي من الساكنة على الإطلاق.
إن مشروع تأهيل المدينة القديمة اعتمد على دعامتين أساسيتين: الأولى تتعلق بالكشف الدقيق عن مكوناتها التاريخية والتراثية القائمة أو التي يمكن إعادة تأهيلها.
وهذا ما نقوم به في إطار تصميم التهيئة للمدينة القديمة بواسطة مكتب للدراسات بتعاون مع مصالح وزارة التعمير. وهي في مرحلة انطلاق البحث العمومي خلال هذا الصيف، ثم البث في التعرضات من طرف اللجن المختصة قبل صدور مرسوم من وزارة التعمير بالمصادقة عليه. وهو ما ننتظره في بداية السنة القادمة.
أما الدعامة الثانية، فهي ترتكز على وضع تركيبة مالية montage financier لتنفيذ مشروع التأهيل الذي حدده مكتب الدراسات بتعاون مع مصالح البلدية بقيمة إجمالية قدرها 160 مليون درهم (16 مليار سنتيم). ويهم هذا المشروع كذلك إنجاز البنيات التحتية الناقصة من قنوات للصرف الصحي وإنارة عمومية ملائمة وترصيص وتبليط… وغيره بجانب كل العمليات المندرجة في إطار تثمين التراث .
والجماعة تسعى جاهدة إلى إنهاء مشروع إبرام اتفاقية مع شركائها العموميين حول تنفيذ مراحل هذه التركيبة المالية بهدف إنجاز المشروع على أكمل وجه. ومشروع الاتفاقية معروض الآن على مختلف الوزارات بقصد الانخراط والمشاركة في تحقيقه.
أما بخصوص محتوى التأهيل، فالدراسات كشفت أن هناك منطقتين تراثيتين تستدعيان الإنقاذ والتأهيل sauvegarde من خلال المحافظة عليهما وحمايتهما. وهما النواتين التاريخيتين للمدينة، والمتمثلتين في نواة أولى حول الجامع الكبير والعين أقديم (العين الزرقاء) وقصبة أغناج، ثم في نواة ثانية تتمحور حول ساحة المشور والأسواق التقليدية المحيطة بها والبنايات الرسمية المتواجدة بها، إضافة إلى الأبراج وأسوار المدينة بجانب تأهيل التراث الطبيعي البيئي المتمثل في واحة تاركا… التي تشملها دراسة تنجزها الوكالة الوطنية للواحات وشجرة الأركان.
وبخصوص أشغال تأهيل منطقة العين الزرقاء بجانب الأشغال الجارية بالجامع الكبير والأشغال الجارية في مشروع تأهيل قصبة أغناج في شطرها الأخير المتعلق ببناء متحف لتراث المدينة و”تكمي نتمازيرت” المهيئ لعرض المنتوجات التقليدية، فإن تأهيل العين الزرقاء يعتمد على مقاربتين:
– الأولى تستهدف تقوية موردها المائي والرفع من منسوبه وترشيده لدعم حاجيات الساقية تاركا إلى الماء. والأشغال جارية حتى الآن بالتعاون مع الجمعيات المعنية.
– أما المقاربة الثانية، فتسعى إلى جعل العين مركزا محوريا وإبراز موقع العين أقديم كموقع رمزي يمثل نواة تأسيس المدينة الأصلي وقاعدة وجودها، مع إعطاءه القدرة على الاجتذاب attractivité واستقبال الزوار Accueil وجعله فضاء للترحيب من خلال تقوية دوره المركزي centralité .
وهذا ما يستدعي تأهيل فضاءه الذي يعتبر بحكم القانون ضمن الملك العمومي المائي في حدود مساحة وقطر 6 أمتار.
وفي هذا الإطار، تم إجراء عملية تصفيف في محيط العين الزرقاء وفقا لأحكام قانون التعمير. هذا التصفيف المنتهي بقرار نزع الملكية بجزء من الملكين المحيطين بجهة الغرب. وأثناء تنفيذ إجراءات نزع الملكية، فتحنا حوارا مع جيران العين، ولا يتعدى عددهم عائلتين سخيتين عريقتين متفهمتين. وهذا الحوار أفضى إلى :
– التحكم في مسطرة التصفيف أو نزع الملكية في الحدود التي لا تضر بمصالحهم كملاك، والتي ستمكنهم في ذات الوقت من رفع القيمة المضافة لأملاكهم المجاورة للعين وفتح إمكانية استغلالها لما يوفره تهيئة العين من إقامة أنشطة سياحية مدرة للنفع ولمصلحة الملاك المجاورين.
ما زالت إجراءات تحديد وتصفيف المنطقة جارية بالتوافق والتعاون مع الملاك.
أما الجانب المتعلق بإعادة فتح الطريق الذي يفصل قصبة أغناج عن البنايات القائمة جهة الشرق، فهو أيضا موضوع مسطرة التحديد والتصفيف في حدود عرض الطريق بحيث لا يضر بمصالح الملاك المجاورين، ولو أدى ذلك إلى تضييقه، وهو ما تم الاتفاق عليه وما زالت إجراءات تصفيفه قائمة إلى اليوم.
ويبقى أن نشير بخصوص الصور التي تم تداولها عبر مواقع وصفحات فايسبوكية لبعض الدور القديمة المتواجدة بالمدينة القديمة … أن وجود مثل هذه الدور هو الذي حفزنا على أن نعطي الأهمية القصوى لتأهيل المدينة القديمة في جانبها المتعلق بالبنايات الخصوصية ذات الطابع التراثي، حتى تتم العناية بها وتثمينها من طرف ملاكها… وأكثر من ذلك فنحن ندعو من خلال تصميم التهيئة إلى التقيد بمواصفات المعمار التقليدي بالمدينة حتى لا يتم طمسه أو الزيادة في تشويهه وتعقيده، مؤكدين في الأخير بأن الذين يسبقون الأحداث ويعلنون مواقف مناهضة لتأهيل المدينة من خلال تعليقاتهم المجانبة للصواب والمفتقدة للدقة والموضوعية في التحليل، وترمي إلى عرقلة وإفشال وتبخيس الجهد الجماعي، مطالبون قبل الخوض في التعليق طلب المعلومات الدقيقة من مصالح الجماعة والتأكد من صحة الأخبار والتعاليق … كما ندعوهم إلى الحضور في الاجتماعات التشاورية التي تنظم دوريا مع مختلف الفعاليات والجمعيات ومع عموم المواطنين سواء بمقر الجماعة أو بمكتب الرئيس أو بالفضاءات العمومية بحضور مكتب الدراسات، بدل مقاطعتها.
وآخر هذه الاجتماعات كان يوم 5 من هذا الشهر، حضره عدد كبير من المواطنين المعنيين وثلة من المنتخبين وممثلي الجمعيات، وكان النقاش عميقا ومثمرا أغنى مشروع التأهيل .
فإذا كان هناك من يرغب في المزيد من المعلومات فإن مصالح الجماعة مستعدة للتزويد بما يفيد الجهد الجماعي في هذا المجال والتمكين من كل المعلومات والوثائق مع البيانات التوضيحية اللآزمة.

العين الزرقاء

رد سعيد رحم، فاعل جمعوي بتيزنيت (نقلا عن صفحته بالفايسبوك)

سعيد رحيم

بلغة انفعالية ومتشنجة لا تليق بمسؤول يدبر الشأن المحلي، طلع علينا منشور بصفحة الاستاذ عبد اللطيف اعمو بالفايسبوك، يتفاعل فيها مع النقاش المثار في الفايسبوك حول نزع ملكية منزل احدى العائلات بالمدينة القديمة في اطار المشروع الذي يعتزم المجلس البلدي تشييده على المعلمة التاريخية العين الزرقاء.
لايهمنا ان نرد على اتهامه لنا بالتغليط والتشويش، بنفس لغة احكام القيمة، لأن زمن تقديس التجارب الانسانية وصنع انصاف الآلهة والاحتكام للتقاليد المرعية في النقاش العمومي قد ولى، وسنحاول ان نناقش بهدوء السيد رئيس البلدية.. ففي فقرة يقول “وفي هذا الإطار ليس هناك مشروع لهدم أي منزل سواء كان مالكها غنيا أو فقيرا أو نزع ملكية أي من الساكنة على الإطلاق.” وفي فقرة اخرى يقول الرئيس كلاما آخر مناقض للأول فيما يشبه تدبير الشأن العام ومناقشته على الطريقة التاوية “وفي هذا الإطار، تم إجراء عملية تصفيف في محيط العين الزرقاء وفقا لأحكام قانون التعمير. هذا التصفيف المنتهي بقرار نزع الملكية بجزء من الملكين المحيطين بجهة الغرب. وأثناء تنفيذ إجراءات نزع الملكية، فتحنا حوارا مع جيران العين، ولا يتعدى عددهم عائلتين سخيتين عريقتين متفهمتين. “…ففي المقدمة المنفعلة نفي لنزع الملكية، ودقائق بعد انخفاض منسوب الادرينالين يعود الرئيس للاعتراف بنزع الملكية…سنعفي الرئيس أو من كتب هذا الرد من هذه اللخبطة، ونقول لهم نعم هناك نزع الملكية وهو المنزل الذي نشرت صوره تحديدا ، ومن نعتهم الرئيس بالعائلتين السخيتين المتفهمتين يجرجرهما الآن في المحاكم الادارية والقضية في محكمة الاستئناف الادارية بمراكش (أنظر الصور المرفقة).. فمن يغلط الرأي العام والمواطنين؟وأين العائلتين السخيتين المتفهمتين!؟ فعندما نشرت الصور والتعليق فذلك كان مباشرة بعد لقائي باحدى العائلات وزيارتي للمنزل ،الذي تنكرت ايها الرئيس واعترفت في نفس الوقت بنزع ملكيته، واستماعي انا وصديقين حضرا اللقاء لشكواهم ومعانتهم ..كما أخبرك السي عبد اللطيف انكم عمليا باشرتم عملية هدم منزل من المنازل التي قلتم انكم تسعون لتثمينها لأن غرفة في المنزل الذي زرناه تصدع سقفها جراء الاشغال التي انطلقت في العين أقديم، فأنتم ايها النقيب باشرتم الهدم عمليا قبل الحكم النهائي !
ونذكر الرئيس ان كان لايعلم أنه أدرج في دورة أكتوبر2012 نقطة متعلقة “بالمصادقة على الثمن المحدد من طرف اللجنة الإدارية للتقييم بخصوص التعويض عن القطع الأرضية اللازمة لإحداث وتوسيع الساحة العمومية العين الزرقاء” فبالله عليك كيف ستوسع دون ان تهدم..فمن يخلط ويغلط الآن؟
أما عن حكاية التشاور مع الجمعيات والساكنة بالمدينة القديمة، فنحن نعلم منطق “وشاورهم في الأمر” الذي تنهجونه، وليس “وشاركهم في الأمر” كما تنص على ذلك مرتكزات الديمقراطية التشاركية، نعلم كيف قدمتم المشروع كإحاطة علما للجمعيات بعد ان أعطيتم انطلاقته وقطعتم أشواطا في مراحل أجرأته، ولم يكن هناك قطعا أي مشاركة للساكنة والجمعيات بالمدينة في بلورة المشروع..والكل يعلم من بلور المشروع وكيف وأين؟
السيد الرئيس، إن التهيئة الحقيقية هي التي تراعي الذاكرة والتاريخ عوض الانصياع لمكاتب الدراسات، باستحضار المدينة القديمة كثرات وطني معترف به منذ 1954، مما يستدعي يقضة مواطنة واخلاقية صونا لها من استيهامات البعض من جهة، ومن جهة اخرى حماية لها من ان تكون امتدادا للمشاريع التجارية لمن لم يفكوا بعد الارتباط بين الجمعية والمقاولة… فبهذا المشروع الغرائبي يمكن ان نتصور العمدة المنصوري وهي تشيد شلالات في المنارة بمراكش لتكون بدورها نقطة جذب واكثر اكزوتيكية كما تريدون العين أقديم!
السيد الرئيس، إن الاوليات الحقيقية والملحة للمدينة القديمة، بالاظافة للانارة والتبليط ، هو ان تكون لكم الجرأة في اعادة النظر في اتفاقية التدبير المفوض التي ابرمتموها مع المكتب الوطني للماء والكهرباء بخصوص الصرف الصحي، فالمدينة القديمة في وضع كارثي والمكتب الوطني يجني الملايين من الساكنة دون ان يقدم أي خدمة عمومية بشأن صيانة قنوات الصرف الصحي، هنا ننتظر اجتهادكم وشجاعتكم، بل اعتذاركم عن خطأ كبير اقترفتموه في حق الساكنة، وتعتذرون أيضا لماتبقى من روح اليسار في حزب الراحل عزيز بلال وانتم تسلعون الخدمات العمومية..
أما عن تاهيل المدينة القديمة ثراتيا وثقافيا فهو ببساطة يتجلى في صيانة وليس مسخ ماهو ثراتي وتاريخي بالمدينة، وان لا نحمل تاريخ تيزنيت ما لايحتمل، اللهم ان كنتم بصدد تشييد معالم تاريخية تحسب لكم في تحايل على التاريخ والذاكرة، مع ان مكر التاريخ سيتذكر انكم شيدتم شلالات في العين أقديم في نفس باب “طرائف رؤساء وعمداء المدن” والذي ستجدون فيه شباط وبحره في انتظاركم !
الاستاذ عبد اللطيف اعمو، لن اعتذر عن خروج هذا الرد عن الكثير من الظوابط والتقاليد لأنك اخترت مشكورا ان نتحاور في الفايسبوك، وهي جمهورية متحررة من سلطة المقامات واللغة …وفي انتظار ردكم فما زال هناك مايستحق النقاش حول عموم تجربتكم وليس فقط حول المدينة القديمة.
والسلام عليكم…والفاتحة على روح للازنينية قدس الله سرها في مقامها الزكي.

TIGMI2

وثائق تؤكد توجه بلدية تيزنيت للقضاء الإداري ضد الساكنة المقيمة

محكمة 3_1 محكمة 3 محكمة 2

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

إغلاق