موسم إدرنان..عندما تتشبث الساكنة بالهوية والأرض

يعد موسم إدرنان موروثا ثقافيا أمازيغيا ويمتد من يناير  إلى مارس وهو عادة قديمة تقوم على وليمة استقبال متبادل وضيافة بالتناوب بين القبائل لمدة ثلاثة أيام في الأسبوع .
وتنطلق الاحتفالات في منطقة أنزي بقبيلة أيت أحمد في الخميس الأخير من يناير، وتليها قبيلة إداوبعقيل في الخميس الأول من فبراير، ثم يأتي دور قبيلة أداي في الخميس الثاني من الشهر نفسه.
وتتواصل الاحتفالات بفرقة من تافراوت لمولود ثم بفرقة إرسموكن التابعة لجماعة أنزي في الخميس الثالث من مارس وتستمر بصفة دورية لتعود بعد ذلك إلى الترتيب الزمني الأول للمناسبة.
وحسب بعض الروايات الشفوية فأصل ادرنان  يعود للعلامة سيدي محمد اعجلي المعروف بالنفوذ الروحي الذي أفشي السلام بين القبائل وحقن الدماء أيام “السيبة”عبر تقاسم الطعام والملح. كما أن  بعض الكتابات تنسب عادة إدرنان إلى العلامة أبو يحيى العثماني “الكرسيفي” المتوفى سنة 1585 ميلادية.
وكيفما كان أصل التسمية فإدرنان تشكل احتفالا سنويا ضمن احتفالات ساكنة عدد من المناطق بإقليم تزنيت ، تتخلله عادات وطقوس مرتبطة بنوعية الطعام وأشكال الفرجة وتبادل الزيارات بين القبائل وفق مواعيد دقيقة تستند إلى التقويم الفلاحي، وتؤدي كلها وظائف اجتماعية متعددة، ويزكي استمرار هذه العادات والطقوس إلى اليوم ارتباط ساكنة هذه المناطق بالهوية والأرض ارتبطا شديدا.
هي إذن طقوس وعادات ظلت محافظة على كثير من تفاصيلها الدقيقة منذ قرون، تستمر اليوم بالمناطق الجبلية كما السهول إقليم تزنيت ، وتشكل فرصة لساكنة القبائل لتبادل الزيارات وإعداد أنواع خاصة من المأكولات، وتجسيد أشكال فرجوية من صلب هذه المناطق.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

إغلاق