جماعة املن بنواحي تافراوت تقود مبادرات تلوى أخرى لمحاربة العطش

ارتبط وادي املن، منذ التاريخ القديم، بكونه جنة الماء على سطح الأرض بعيونه العشرون او تزيد، والتي تنبع من جبل الكست، وتخترق مياهها العذبة أراضي السكان، المستغلة غالبا في الري، وسقي المغروسات الفلاحية، والأشجار المثمرة، كاللوز، والزيتون، ثم تطورت عملية تدبيرها مع مرور الزمن، وأصبحت لها قوانين واعراف محلية لا يحق لاي أحد الخروج عنها.
كما كان الماء عنصرا حاسما في استقرار السكان واستغلال أراضيهم، وهو الذي ساهم ايضا في ارتفاع نسبة الهجرات بسبب توالي سنوات الجفاف، وضعف الاستغلال الفلاحي للأراضي، خلال العقود الأخيرة، والتي أصبح فيها مستوى الماء في تقلص ملحوظ سنة تلوى أخرى.
وخلال السنوات الأخيرة، أصبحت منطقة وادي املن تعيش سنوات الجفاف، وضعف التساقطات المطرية، مما يهدد السكان بالعطش، وتتفاقم الازمة كلما حل الصيف، حيث تعتبر المياه الجوفية لدواوير املن المزود الرئيسي لساكنة مركز تافراوت، وباقي الدواوير المحيطة به، بهذه المادة الحيوية، من خلال الاستغلال المفرط للمكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب -قطاع الماء – للفرشة المائية الباطنية.
و قد اكد السيد عبد الرحمان حجي، نائب رئيس المجلس الجماعي لأملن، الذي يقود عدد من المبادرات المرموقة في هذا الاتجاه، ان رحلة البحث عن حلول مستعجلة لمشكل الماء الصالح للشرب كانت عبر الترافع من اجل تزويد تسعة دواوير ذات الأولوية الغير مستفيدة من الربط بشبكة المكتب الوطني للكهرباء و الماء الصالح للشرب – قطاع الماء-، و التي تعاني من شح المياه، لتواجد غالبيتها في المرتفعات الجبلية، حيث تحققت خلال سنتي 2018 و 2019، امال ساكنة هذه الدواوير، بانجاز شبكات مائية محلية تعتمد في جلب الماء على ابار مجهزة بمضخات تشتغل بواسطة الطاقة الشمسية.
وأضاف حجي، الذي يعد من الشباب حديثي الولوج الى تدبير الشأن العام، واعطى قيمة مضافة داخل المجلس الذي يشغل به نائبا للرئيس خلال الولاية الحالية، ان الجماعة تعمل وفق امكانياتها الذاتية البسيطة على تأمين الماء الصالح للشرب لفائدة الساكنة من خلال حفر عدد من الابار بتدخل من المحسنين، او من طرف بعض القطاعات المخول لها ذلك، لتصل عدد المبادرات والمشاريع التي تم القيام بها لازيد 20 مشروع في هذا المجال.
كما يشرف حجي ايضا، الى جانب عدد من الشركاء من بينهم جمعية دار تافراوت على مبادرة أخرى، تهم توزيع الماء الصالح للشرب بشكل مجاني على الاسر التي تفتقد لهذه المادة الحيوية، شرط ان يكون استعمال الماء بغرض الشرب والاستهلاك المنزلي، عوض استعمالها لأغراض أخرى فلاحية او ترفيهية.
و تسير جماعة املن بخطى ثابتة، بفضل انخراط شبابها الواعي و الحيوي، من اجل تحقيق تنمية شاملة في مختلف المجالات، من بينها توفير البنيات التحتية الأساسية، و تعميم التغطية الكهربائية و الربط بشبكة الماء الصالح للشرب، و تشجيع النشاط الاقتصادي في المجالين الفلاحي و السياحي، و الاقتصاد الاجتماعي و التضامني و تثمين المنتوجات المحلية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

إغلاق