جماعاتية رسموكة: مشروع تربوي مع وقف التنفيذ!

المدرسة الجماعاتية

انطلق الموسم الدراسي بالمدرسة الجماعاتية رسموكة هذه السنة 2013/2014 بتوسع أفقي للمؤسسة ناهز معه عدد المتعلمين 500 تلميذ وتلميذة، وفي المقابل تم تدبير المؤسسة بمنطق طوقته الإكراهات.

تدبير الإكراهات هذا، افرز مجموعة من المتناقضات لايمكن تبريرها، واستمرارها يولد مزيدا من الاحتقان المؤثر سلبا على مردودية المؤسسة وأدائها العام والإشعاعي، ومن جهة أخرى يبقي مشروع المؤسسة حبرا على ورق، أي مدرسة جماعاتية مع وقف التنفيذ.

موارد بشرية بالجملة

 فبعد تصريف الفائض، احتفظت المؤسسة بموارد بشرية مهمة أصبح معها من نصيب كل قسم من الأقسام الدراسية” 5 أساتذة ” أستاذ مكلف بتدريس المواد، وثان باللغة الأمازيغية، وثالث بالتربية البدنية، ورابع بمادة الإعلاميات، وخامس بالدعم البيداغوجي والخزانة. من هؤلاء الأساتذة من يعمل، ومنهم من ينتظر بدعوى عدم توفر الغلاف الزمني المناسب لتصريف المهمة المسندة إليه، والفائض من الأساتذة لا مهمة واضحة له على مستوى التنظيم التربوي للمؤسسة.

تعدد من نوع جديد

 إذا كان التعدد في الأدبيات التربوية يحيل إلى وجود أكثر من مستوى دراسي داخل نفس الفصل، فإنه اليوم انساب ليغطي وضعيات جديدة تتمثل في بقاء المتعلم بالمؤسسة لفترة زمنية متصلة تقارب الخمس ساعات في اليوم.

استغلال الحجرات بهذا الشكل ضرب المعايير التربوية التي تحكم تدبير زمن التعلم في الصميم، ودفع بالمسؤولين وفي محاولة يائسة منهم لتبرير عجزهم عن توفير البنيات التحتية إلى الحديث عن أهمية ترشيد استغلال الحجرات الدراسية، وعن حاجة الآباء إلى أبنائهم لمساعدتهم في أعمال البيت والفلاحة وغيرها…، وتجاهلوا في المقابل التحولات الاجتماعية والثقافية التي دفعت بأسر العالم القروي إلى إدراك أهمية تعلم أبنائهم وبناتهم، فازداد إقبالهم على المؤسسات التعليمية، وهرموا من أجل لحظة تاريخية تتصالح فيها المؤسسة من جديد مع أبنائهم وتستقبلهم مرة أخرى في فترتي الصباح والمساء على حد سواء وباستعمال زمني يحترم ليس فقط خصوصيات المرحلة الابتدائية، بل ويحترم كذلك الضوابط التربوية المعمول بها في هذا المجال.

وكنا نتمنى أن تقطع المدرسة الجماعاتية مع هذا النمط من التدريس مند انطلاقتها الأولى لكنها للأسف الشديد آثرت المقاربة الكمية وضربت بما عداها عرض الحائط.

وتجدر الإشارة هنا إلى أن المقاربة الكمية لهذا المشروع وعملية تسريع التحاق أكبر عدد ممكن من التلاميذ بالمدرسة الجماعاتية أصبح برنامجا خالصا لجمعية النقل المدرسي تتصرف فيه بمعزل عن المؤسسة الأمر الذي يطرح تساؤلات عن دوافع هذه السرعة، كما يعري سوءة المؤسسة الفاقدة لبوصلة تدبير هذا الملف.

تصدير واستيراد للموارد البشرية

 بعد إعادة انتشار فائض المؤسسة على مؤسسات الإقليم، تفاجأ الجميع بتكليف جديد بالمؤسسة وبدون مقدمات، فبقي هذا التكليف الجديد لغزا لم يستطع أحد لحد كتابة هذه السطور فهم الغاية منه.

مؤسسة الإكراهات بامتياز

 مند تأسيسها، وهي تعيش حالة الاستثناء، إكراهات لا تنتهي من نقل مدرسي وتغذية وحجرات دراسية غير كافية واستيعاب المؤسسة لضعف طاقتها الحقيقية …، وهي التي حالت دون إعطائها الانطلاقة الحقيقية حتى اللحظة. فمبادرات التجديد والانطلاق قيد الدرس، يتخبط في رسم معالمها الطاقم التربوي والإداري للمؤسسة لوحده، لكن فرامل الإكراهات دائما بالمرصاد.

المدرسة الجماعاتية رسموكة

نتمنى أن لا يطول أمد الإكراهات بهذه المؤسسة، وأن يدرك المسؤولون عن هذا المشروع أن فترة التجريب قد تجاوزت الآجال المعقولة، ليتسنى لهذه التجربة أن تكون بحق نقطة جذب تغري المعنيين بها قبل غيرهم.

مهتم بالشأن التربوي … تيزنيت

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

إغلاق