شجار عنيف بالاسلحة البيضاء وراء حادث غرق قارب الهجرة السرية بأكلو

أفادت مصادر صحفية بأن  شجارا عنيفا وقع على متن قارب الهجرة السرية ، كان من بين الاسباب الرئيسية لحادث الغرق الذي تعرض له قبالة شواطئ اكلو .

وتفيد ذات المصادر بان الشجار تسبب فيه ركاب القارب وقائده “الرايس” استعملت فيه الأسلحة البيضاء ما أدى لانقلاب القارب بمنطقة “إمي واسيف” بشاطئ أكلو بتزنيت، و الذي كان على متنه 25 راكبا اغلبه قاصرين.

وكان القارب قد أبحر ليلة الخميس الماضي من شاطئ “أنزا” شمال مدينة أكادير في اتجاه جزر “الكناري”، ومكث في مياه البحر لمدة 5 أيام، بعدما وصل للمياه الدولية ليتفاجأ بالأمواج العاتية التي حالت دون تقدم رحلته نحو “لاس بالماس”، وهو ما دفع بعدد من ركابه إلى مطالبة قائد المركب بالعدول عن إكمال الرحلة والعودة لبر الأمان للنجاة خاصة وأن المنطقة الدولية تشهد حالة طقس جد سيئة مرفوقة بأمواج، وصلت نحو 6 أمتار في علوها، لينقسم المهاجرين إلى فريقين واحد يصر على مواصلة الإبحار والتقدم لبلوغ حلم الفردوس الأوروبي وفريق ثاني يلح على العودة وتفادي المجازفة في هذه الظروف المناخية القاسية ليندلع خلاف حاد بين الإثنين وقائد المركب “الرايس” سرعان ما تحول لشجار عنيف بعدما أقدم عدد من الركاب على إفراغ براميل البنزين في البحر لإجبار قائد الرحلة على توقيفها بفعل نفاذ الوقود.

و نسبة الى المصادر ذاتها، فأن هذا الفعل جعل الفريق المصر على إكمال الرحلة يشتط غضبا ليستل عدد منهم أسلحة بيضاء ويدخلوا في مواجهات دامية مع الفريق الآخر والقائد ما أسفر عن انقلاب القارب قبالة شاطئ “أكلو” وبالضبط بمنطقة إمي واسيف نتيجة العراك العنيف والأمواج القوية، وخلف الحادث فقدان 21 شخصا، فيما نجا 4 من الركاب، إثر قطعهم للمسافة التي تفصلهم عن اليابسة سباحة، تضيف المصادر.

وخلف الحادث حالة من الاستنفار الأمني الكبير بالمنطقة، حيث هرعت مختلف فرق التدخل الميداني، التابعة للدرك الملكي والقوات المساعدة وعناصر الوقاية المدنية والبحرية الملكية، التي جندت كل أجهزتها ومعداتها اللوجستيكية بحثا عن المفقودين في الوقت الذي تم فيه الاستماع للناجين من الحادث في محاضر رسمية بغية تحديد حيثيات وملابسات الواقعة.

وبينت التحقيقات الأولية مع الناجين عن تحديد هوية الشبكة التي تسببت في هذه الفاجعة، وتتواصل الأبحاث من طرف عناصر الشرطة القضائية لمدينة أكادير لإيقاف متزعمها وأحد مساعديه، اللذان حررت في حقهما مذكرة بحث وطنية.

ومن جانبها دخلت الجمعية المغربية لحقوق الإنسان فرع أكادير على خط هذه الفاجعة، وطلبت السلطات الأمنية بتكثيف جهودها والإسراع في الكشف عن مصير المفقودين، واتخاذ التدابير اللازمة لإنقاذ ناجين محتملين.

وشددت الهيئة الحقوقية على ضرورة فتح تحقيق عاجل وجدي من أجل تحديد المسؤولين عن هذه الفاجعة الكبرى، ومحاسبة كل المتورطين فيها بشكل مباشر أو غير مباشر، وإنزال أقصى العقوبات على كل من سولت له نفسه الاتجار بالبشر، وتعريض حياة شباب في مقتبل العمر للخطر عبر استقطابهم لركوب قوارب الموت .

يشار أن جل المرشحين للهجرة السرية الذين كانوا على متن القارب المتحطم، ينحدرون من الأحياء الشعبية لشمال مدينة أكادير، وبالضبط من منطقة (تدارت، أنزا، أورير).

بتصرف عن أحمد الهلالي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

إغلاق