أخطر المجرمين في المغرب … !!!

على الفور نرفع أصابعنا أنا وهو، رغم أن آباءنا كانون أحياء آنذاك. أجبته بالحفاوة المعهودة ورد علي بطيب الكلام واسترسلنا في الحديث إلى أن باغثني بسؤاله:” أسمعت عن أخطر المجرمين؟”
اختلطت وجوه الممثلين الذين تعاقبوا على تقمص أدوار العتاة والطغاة وصرت لا أختار إلا وسط هذه الوجوه التي دفعتها ظروف الحياة أن تصنف ضمن المجرمين.
هذا المجرم الذي تربع على عرش كل المجرمين، ويختبئ دوما وراء جملة “أخطر المجرمين” لازال حرّا طليقا، يتنقل بين الحواضر والمداشر، في الشوارع وفي كل الطرقات، كل الناس تقول أنه يقف وراء سرقة أكبر بنك في المغرب ومازال يسرقه من حين لآخر، إنه مهني ومحترف استنفر دوريات الشرطة ورجال الدرك، وشوش حتى على عمل الحكومة، وهي أيضا تترصده وأصدرت دوريات تحث على تعقبه وتوقيفه.
كل التحريات أثبتت أنه يستعمل أدوات حديدية في اعتداءاته التي لايميز فيها بين صغير وكبير  أو ذكر أوأنثى. إنه قــاسٍ وحقير لا يعرف إلا القتل والتدمير، أعطب الكثيرين وحول حياتهم من رغد وهناء إلى كدر وشقاء. لقد أكدت كل التقارير أن إيقاف جريمته المنظمة خيار لا محيد عنه إن أردنا فعلا أن نضع حدا لهذا الكابوس ونؤمن الناس على أرواحهم وممتلكاتهم، كما رجحت نفس التقارير أنه يعمل بشكل منظم، وضمن عصابة لم يتم التعرف على هويات أصحابها لكن تم تحديد صفات البعض منهم، وقيل أنهم يكونون في حالة لاوعي حين ينفذون جرائمهم بسبب تعاطي الخمور والمخدرات، كما يستغل هذا المجرم الطائشين من المراهقات والمراهقين كما يستغل أناسا آخرين لا أخلاق لهم ولا يعرفون معنى للقانون. هي الجريمة المنظمة إذن.
لقد كنت أنا أيضا من ضحاياه صيف 2004، حين اعتدى علي رفقة عائلتي الصغيرة بالقرب من مدينة مراكش، وكان هذا الاعتداء من الأحداث البارزة في حياتي، الحمد لله الذي أنجاني منه أعجوبة ولم يمكِّنه منّي، كل ما استطاع فعله أن يشتت أمتعتي ويصيب ابني الصغير، لذا، فكلنا مدعوون اليوم للتعاون قصد التصدي لهذا المجرم، ولوضع حد لجرائمه، مدعوون لنتجند ونقطع عليه كل الطرق، وقبل ذلك لابد أن نتضامن جميعا لإعادة ماسرقه من بنك الدم الذي يعاني نقصا حادا بسبب هذه الحوادث المميتة على الطرقات، حوادث تكبد الدولة خسائر مالية تبلغ سنويا أكثر من 115 مليار سنتيم  أي ما يعادل اثنين (%2) في المائة من إجمالي الناتج الداخلي الخام الوطني، وتزهق أرواحا بشكل يومي يعادل 10 قتلى و140 جريحا.
حادثة سير قد يسبق لك مشاهدتها، لكن أن تعيش التجربة لاقدر الله، فأمر فظيع قد لا تتحمله، لأنك قد تفقد عضوا في جسمك أوقد تخسر نفسك وآنذاك ستتمنى لو تعود للحياة ليكون سلوكك أفضل.
حملة التبرع بالدم خلال مارس الجاري واحدة من خطط التضامن وفعل الخير، ولاتنسوا أنكم ستؤمٍّنون بنك الدم من خطر الاستنزاف الذي يتعرض له كل يوم .  ولا تغفلوا عن إيقاف أخطر المجرمين.

بقلم مصطفى باحدة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

إغلاق