تفاصيل خطاب ملكي قوي .. جلالته يشخص المرض ويخفف الألم

هي لحظات عاشها المغاربة مع خطاب ملكي سام أعلن الجميع أنه قوي بما تحمله الكلمة من دلالات بل وعاشه فتراته عدد من المغاربة فإحساس يختلف عن كل إحساس حين أكد بعضهم أن الدمع سقط من أعينهم معلنين أنهم وجدوا من ينتصر لهم بلغة واضحة يفهمها الجميع وفي دقائق لملمة الجرح وخففت من آلام كثيرين.

 خطاب انطلق فيه الملك بتطمين المغاربة أنه  لا فرق بين الشمال والجنوب وبين الشرق والغرب مبرزا أن المغرب يتوفر على إمكانات محدودة وأن العديد من المناطق تحتاج لخدمات مؤكدا أنه المغرب يتقدم باستمرار.

وأبرز جلالته أن “اليوم نعيش في مفارقات صارخة من الصعب فهمها والقبول بها” ، قبل أن يضيف أنه “تصدمنا الحصيلة والواقع ..”، معبرا عن سخطه من حصيلة برامج التنمية البشرية والترابية التي أكد أنها “لا تشرفنا وتبقى دون طموحنا وذلك راجع في الكثير من الميادين إلى ضعف العمل المشترك والتبخيس والتماطل بدل المبادرة والعمل الملموس … وتزداد هذه المفارقات بين القطاع الخاص وبين القطاع العام وخصوصا الإدارة العمومية التي تعاني من ضعف الحكامة وقلة المردودية”.

 وأضاف جلالة الملك في الخطاب الذي وصفه العديدون بغير المسبوق أن “القطاع الخاص يجلب أفضل الأطر أما الموظفون العموميون عديدهم لا يتوفرون على الكفاءة والطموح اللازم ولا تحركهم دائما روح المسؤولية ومنهم من يقضون أوقات في مقر العمل دون عمل”، مشيرا إلى أن “مراكز الاستثمار تعد مشكلة وعائقا أمام الاستثمار باستثناء واحد أو اثنين”، “وهو ما ينعكس سلبا على المناطق التي تعاني من ضعف الاستثمار الخاص مما يؤثر على عيش المواطنين”.

 الملك أوضح “إن اختياراتنا التنموية صائبة إلا أن المشكل يكمن في العقليات التي لم تتغير والقدرة على الإبداع”، موجها حديثه للأحزاب السياسية بالقول أنه “النتائج عندما تكون إيجابية الأحزاب تتسابق أما عندما لا تسير الأمور كما ينبغي يتم الاختباء وراء القصر الملكي فيلجأ المواطنون للمؤسسة الملكية..”، وعلى اعتبار ذلك أشار جلالة الملك أنه “من حق المواطن أن يتساءل ما الجدوى من وجود مؤسسات وإجراء انتخابات وتعيين وزراء وقناصلة وسفراء إذا كانوا هم في واد والمواطن في واد آخر وهو ما يدفع بالمواطن للعزوف السياسي “

 الملك عبر عن عدم اقتناع المؤسسة الملكية “بالطريقة التي تمارس بها السياسية” موجها كلامه لكل مسؤول بالقول “كفى واتقوا الله في وطنكم إما أن تقوموا بمهامكم أو تنسحبوا”

 وأبرز الملك أنه لا فرق بين مشاريع كبيرة وصغيرة، مشيرا إلى أنه ينبغي الانصات إلى انشغالات المواطنين، قبل إعلانه أنه كان وقت ربط المسؤولية بالمحاسبة، مضيفا “إننا في مرحلة لا فرق فيها بين المسؤول والمواطن  ولا مجال للتهرب من المسؤولية والافلات من العقاب”

وأشار الملك أنه “مما يثير الاستغراب أن من بين المسؤولين فشل في مهمته ومهما ذلك يعتقد أنه يستحق منصب أكبر من منصبه السابق”، مؤكدا أن “الأحداث التي تعرفها بعض المناطق أبانت عن عدم الوعي بالمسؤولية، وأنه مصالح المواطنين ضاعت”

وأثنى جلالته على القوات العمومية وعناصر الأمن التي كانت وجها لوجه أمام الساكنة والتزمت بشجاعتها وضبطها للنفس قاصدا ما حدث بالحسيمة. داعيا المغاربة في ذات الصدد إلى الافتخار بأمنهم .

وأشار الملك إلى أنه “إذا تخلف المسؤولون عن القيام بواجبهم فإن مهامي الدستورية تلزمني بضمان استمرار البلاد ومصالحها ومصالح الناس”، مؤكدا أنه “لن نسمح بأي عرقلة لعمل المؤسسات”. 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

إغلاق