حمدي الحيرش يكتب..في ضيافة الكتب بتزنيت

لم يعد القارئ القاطن بالجنوب مضطرا أن يسافر لمدينة أﮔادير، مراكش أو الرباط لاقتناء كتاب أو الحصول على مرجع، حيث يكفيه أن يحط بمدينة تزنيت القريبة، يتجه إلى الحي العتيق بها مسيرَ بضع دقائق ليصل إلى مكتبة ضخمة تحمل اسم الشيخ ماء العينين (ضريحه معروف بهذه المنطقة العريقة)، الذي ارتبط ذكره بمقاومة الاستعمار الاسباني وبالإشعاع الديني والعلمي بمدينة السمارة.

معلمة ثقافية بالجنوب

تأسست المكتبة سنة 2011، كما أخبرنا صاحبها الأستاذ محمد بارش، في الخمسين من عمره، حاصل على الإجازة في التاريخ، اشتغل بمكتبة أخرى ردحا من الزمان قبل أن يفتتح مكتبته هذه، وهي تعتبر  واحدة من أهم المكتبات ليس فقط في الجنوب، بل المغرب كله. تتكون المكتبة من ثلاثة طوابق تضم ستة أجنحة، يحمل كل جناح منها اسم علم من أعلام الثقافة بالمغرب: المختار السوسي، الروائي والشاعر العالمي محمد خير الدين، رائد التأليف المدرسي أحمد بوكماخ، الخ.

كتب من كل الألوان

يجد الباحث عن درر المعرفة ضالته بهذه المعلمة الثقافية ، حيث تشتمل على عدد لا يستهان به من المؤلفات في جميع التخصصات: الأدب، الفقه، الاقتصاد، الفلسفة، علوم التربية، الطب والتاريخ وبلغات مختلفة: العربية، الفرنسية، الانجليزية والأمازيغية. هنا كتب باتريك موديانو (جائزة نوبل برسم سنة 2014)، همنغواي، انطوان دي سانت إكزوبيري تجاور كتب الفيلسوف طه عبد الرحمن، الجابري، وبطبيعة الحال مؤلفات الشيخ ماء العينين المطبوعة والمنشورة.

إشعاع وأنشطة متنوعة

شاركت المكتبة في أنشطة ثقافية عديدة، أيام دراسية، ندوات، زيارات، دورات تكوينية ومعارض للكتب. وهكذا فقد احتضن هذا المكان الساحر حفلات توقيع مجموعة من الكتب، نذكر منها على سبيل المثال كتاب خبايا سوس للباحث عبدالله كغرابو، رواية الغجرية للكاتبة وئام المددي، كما حظي  بزيارة بعض المؤلفين كالقاصة لطيفة باقا. وتجدر الإشارة أخيرا إلى أن الطاقم الذي يشتغل بالمكتبة هو طاقم شاب، يستقبل الزائر بمنتهى البشاشة، لا يكل من الإجابة على أسئلة كل رائد شغوف. ألا يغري كل هذا بزيارة هذا الفضاء الفريد ؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

إغلاق