مقال بجريدة المساء حول استقالة الأعضاء الخمسة من مجلس جماعة "أكلو" بتيزنيت / مرفق برأي الرئيس

OLYMPUS DIGITAL CAMERA

قدم خمسة أعضاء من المجلس القروي لجماعة اثنين اكلو استقالتهم من المهام الموكولة لهم بالجماعة إلى عمالة إقليم تيزنيت، احتجاجا على ما أسموه بـ “التماطل” في تسوية مشاكل تعبيد الطرق المؤدية إلى دوائرهم التمثيلية، وقد برر الأعضاء الخمسة  هذا الإجراء بالقول إن الجماعة “لم تحقق مبتغاهم، من برنامج تعبيد  الطرق والتي طالها التسويف والتماطل” ، على عكس الجماعات المجاورة كأربعاء الساحل والتي حققت ما يزيد عن 30كلم من الطرق بالرغم من تضاريسها الجبلية الوعرة مقارنة مع تضاريس جماعة أكلو الشاطئية.

وعلى عكس السنوات الماضية، التي عرفت استقرارا في الأغلبية المسيرة للمجلس الجماعي لأكلو، فإن الاستقالات الحالية أظهرت وجود خلافات بين أطراف الأغلبية، خاصة وأن من بين المستقيلين نواب للرئيس، كعبد الله الدكوك الذي يشغل منصب النائب الثالث للرئيس، ومحمد تكوشت،  الذي يشغل منصب النائب الرابع للرئيس، فضل عن عبد المالك الديوان الذي يشغل منصب كاتب المجلس، ومستشاران آخران في الأغلبية وهما “أباصور أحمد، وجمال البريك”.

 وفي لقاء معه، أوضح عبد المالك الديوان، كاتب مجلس جماعة أكلو، أن الاستقالة جاءت بعد وعود كاذبة منذ سنة 2009، التي قيل لنا فيها إن الجماعة بصدد إعداد ملف للحصول على قرض من صندوق التجهيز الجماعي لتهيئة المسالك المؤدية إلى الدواوير النائية والمهمشة بجماعة اثنين أكلو”، مشيرا أنه “في كل مرة يجد الرئيس لنفسه أعذارا يتهرب منها بوعوده السابقة”، ومضيفا أنه “لحاجة في نفس يعقوب، فإننا لا ندرك المراد بهذا التماطل، رغم أنه تبينت لنا عدم جديته في الأمر، خصوصا أن الدراسات التقنية أنجزت منذ 2007 ولم تتم المصادقة عليها من طرف المديرية الجهوية للتجهيز، بعدما أكدت أنها ليست وفق المعايير التقنية المعمول بها لدى وزارة التجهيز”، واستطرد الديوان قائلا إنه “ليس معقولا أن تتأخر المصادقة كل هذه السنين، في الوقت الذي أنجزت فيه جماعات مجاورة كل هذا في أقل من سنة، فنحن لم نعد نستسيغ هذا التماطل، كما نفذ صبر المواطنين من كثرة التسويفات، ولم نعد نتحمل أن نكون قناة لحمل هذه التسويفات والوعود إلى المواطنين”، ولذلك – يقول الديوان – قررنا الاستقالة من المجلس احتجاجا على سوء تدبير ملف تعبيد المسالك بتراب جماعة أكلو.

إلى ذلك، وتعليقا على استقالة الأعضاء الخمسة من مهامهم، أوضح عبد الله وكاك، رئيس جماعة أكلو، أن الاستقالات المذكورة “زوبعة في فنجان، ومسرحية بإخراج ردئ، يريدون من خلالها لي ذراع الرئيس وابتزازه، حيث أطلقوا العام ويريدون الخاص عبر سعيهم إلى إعادة النظر في نيابتين للرئيس”، وأضاف وكاك في ندوة صحفية عقدها بمقر الجماعة “الاستقالات غير بريئة ووراءها تسخينات معينة، حيث يريدون بهذا السلوك نسف المجلس الجماعي، علما أن عددا من المستقيلين – يقول الرئيس – ندموا على استقالتهم، إلى درجة أن بعضهم حاول استعطاف عون المجلس الجماعي للقيام بوساطة بينهم وبين الرئيس”، واستطرد الرئيس قائلا إن ” الاستقالات نفعتني حيث أنها بثت في الروح من جديد، علما أن المستقيلين – يضيف المتحدث – أوحي إليهم بالاستقالة، كما أن إثارة موضوع الاعتداء على النقوش الصخرية في هذا الوقت بالذات غير برئ”، أما تعليل الاستقالة بمشكل تأخر إنجاز بعض المسالك القروية، فالمستقيلون– يقول وكاك – يعلمون جيدا أن الإجراءات الجارية كفيلة بتعبيد تلك الطرق في أقرب وقت، وذلك بعد التغلب على جميع الإجراءت المسطرية وتوفير الاعتمادات اللازمة.

 جريدة المساء . عدد الثلاثاء 20 غشت 2013

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. أبى رئيس جماعة أكلو خلال اللقاء الصحفي الذي عقده على إثر استقالة مجموعة من الأعضاء من المكتب المسير لهذه الجماعة إلا أن يزج بموضوع تخريب النقوش الصخرية بالكعدة في مشاكله وخلافاته مع الأعضاء المستقيلين من ممثلي الساكنة، فكأنه قد حل جميع مشاكله ولم يبق له إلا هذا الموضوع الذي وجد له حلا سهلا في وصفه بأنه موضوع مختلق. كيف لا وهو المعروف عند الخاص والعام بتقديم الحلول السهلة الكاذبة لجميع مشاكل جماعته؟ فهل كلف السيد الرئيس نفسه قبل ذلك بالتفضل بالقدوم إلى إبّانكيكن ن لكعدا، ليعاين بنفسه الموقع والتخريب الذي طاله قبل أن يقول عنه أي شيء طالما أن الحكم على الشيء فرع عن تصوره؟ إن الجواب بالتأكيد هو كلّا، فالسيد الرئيس هو وحده “الشاهد اللي ما شافشي حاجة”، ولم يعرف أبدا موقع بوتاريكت الذي ظل، لمدة خمسة أيام متتالية يتلقى أفواجا من الزوار من مختلف المستويات، بدءا من أعلى سلطة بالإقليم وهو السيد العامل إلى أدناها، مرورا برئيس الدائرة والقائد الإداري، وضباط من الدرك الملكي، ورئيس المركز الوطني للنقوش الصخرية، ومسئولين من المندوبية الجهوية لوزارة الثقافة، وجميع القنوات التلفزية الوطنية، والمواقع الإعلامية المحلية والإقليمية، بالإضافة إلى أساتذة باحثين وفعاليات جمعوية محلية، وذلك من أجل فك ألغاز ما عاينوه من تدمير لصخور بوتاريكت.
    إن السيد الرئيس هو وحده الغائب عن الركب، فكيف يسمح لنفسه بالحكم على ما لم يعرف عنه شيئا بأنه مجرد اختلاق غير بريء لا يستهدف إلا سيادة الرئيس؟ يبدو أن قوة صفعة الاستقالات قد افقدته الصواب والقدرة على التفكير والتمييز وصار لا يقوى إلا على مواصلة التهريج والأكاذيب تلو الأكاذيب مما عرضه للسخرية حتى من قبل من كان ينتظر منهم انتشاله من ورطته. إن الاستقالات إذن ليست زوبعة في فنجان، وإنما هي فنجان في زوبعة، والفنجان هو السيد الرئيس بالذات.
    إن الربط المستحيل بين موضوع النقوش الصخرية وبين استقالات أعضاء من بطانة الرئيس لهو من قبيل الضحك على ذقون الساكنة، واستخفاف بالحاضرين من الصحفيين ومن أفراد من بطانته، وهو أيضا تعليق لفشله في تدبيره خلافاته ومشاكله مع الأعضاء المستقيلين على النقوش الصخرية البريئة من هذه الاستقالات براءة الذئب من دم يوسف عليه السلام، والقول الذي لا مرية فيه هو أن حادث النقوش الصخرية كان مناسبة لتعرية الأوضاع المزرية للمنطقة ولمعاينتها من طرف العيون التي يتوجس الرئيس خيفة منها، لأنها اكتشفت بالملموس أكاذيب الرئيس وادعاءاته بأن كل شيء على ما يرام.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

إغلاق