مهرجان الفضة بتيزنيت : الروح والمغزى

الروح

اعتبارا لكون مدينة تيزنيت تمثل منذ قرون خلت بوثقة وملتقى حضاريا ذابت فيـها الخصائص الفنية والثقافية المختلفة، والتي ساهمت إلى حد ما في صياغة تراث منفرد، يتزايد عشاقه داخل الوطـن وخارجه.

واستحضارا لكون تيزنيت تحتضن عددا لا يستهان به من الحرف التي تشغل طاقة بشريـــة ذات قيمة للاجتهاد، و استطاعت بذلك أن ترسخ لنفسها تخصصا تنفـــــرد به حصريا، من خلال تفنن صناعهــــا وخبرتهم  في صياغة الحلي  وخاصة الفضية منها، والتي تقــــدم مؤشرا قويــا عن نوعيــــة الإبــداع والابتكار لدى الصائغ التيزنيتي.

 

إيـمانــا منا بأهمية الفضة (النقرة) وارتباطها بشكل وثيق بهويتنا الحضارية والتاريخـــية والثقافية، ولرمزيتها كحاملة لقيـم إبداعية وجمــالية كموروث مادي منقول، خاصــة وأن تقــــــنية “حلية المشـــــــبك الفضي” (تازرزيت) تشكل مثالا ونموذجا واضحا لاندماج تيزنيت في محيطـــها الثقافي والقبلي، لكونها تستوحي زخارفها ورموزها من التراث المحلي. و نالت بذلك شهرة في مختلف الآفاق، إلى أن صارت رمزا و شعارا للمدينة

نــظـــرا لكون تيزنيت كانت ولا تزال سوقا رائجة لبيع هذا المنتوج الفني الأصيل، وهو ما زاد من عدد ممتهني حرفة الصياغة الفضية، الذي يشتغلون في أكثر من 150 محلا لصنع و بيـــــــع الحلي،  ويتوزعون على قيساريات و أسواق المدينة العتيقة ، التي  تؤدي دورها إلى يومنا هذا في الحفاظ على هذا الموروث.

تـأسيسا على نهج المجلس البلدي في تمكين المدينة من مواعيد و أحداث كبرى، مستمدة من تراثها وخصوصياتها، التي من شأنها أن تعكس هوية وأصالة المدينة.

تـفعيلا لاتفاقية الشراكة بين المجلس البلدي لمدينة تيزنيت و جمعية تيميزار لمهرجان الفضة، التي صادق عليها المجلس البلدي فــي الدورة العادية فبراير 2012 . بشأن تنظيم مهرجان الفضة (النقرة) لمدينة تيزنيت.

 فان الأهداف و المعالم الكبرى للمهرجان سترتكز في هذا السياق على ما يلي:

1 – أن يكون مهرجانا رائدا و حدثا ثقافيا بامتياز، يسعي إلى تنشيط وخلق دينـامية محلــــــــية جهــوية ووطنية سياحيا و اقتصاديا وثقافيا واجتماعيا.

2- العمل على أن يوجد لنفسه مكانة بارزة بين مهرجانات المدن الأخرى، و أن يرسخ موطأ قدمه كواحدة من الوجهات الوطنية و الدولية ،و اعتماده أداة للتلاقح بين الثقافات و الشعـوب، مما يعزز المواهــــــب و الإبداعات المحلية.

3- الاحتفاء بالتميز في مجال الصناعة الفضية، باعتبار ريادة تيزنيت في هذا المجال، مما يجعل منهـا الخيار الأمثل لاحتضان مهرجان يحتفي بمنتوج الفضة (النقرة) كرافعـــــة إنتاجية و تراثية و هوياتية.

4- خلق تقليد ثقافي و فني و اقتصادي سنوي بمدينة تيزنيت من خلال الاحتفال بالفضة، ومـــــا يرتبط بها من استعمالات ، كقيمة جمالية  و كرمز للسمو الاجتماعي و الاقتصادي، و أن يعكــس منظومة متناغمة من العمل التشاركي الجاد، تشارك فيه مختلف القطاعات الحكومية و الجمعيات المهنية و الفاعلون المحليون، تدفعهم وتحفزهم نحو آفاق رحبة للعطاء والاحتكاك، مع تقديم أجود المصوغات الفضيـــــة.

5- نريده مهرجانا يعنى بالإبداع في جميع تجلياته الفنية و الاقتصادية، و يمنح فرصة أمـــــــام المبدعين و الصناع و الحرفيين لعرض منتوجاتهم، التي تستلهم الكثير من خاصياتهــــــــا الفنية والرمزية من التراث المحلي في تناغم مع المؤثرات الأخرى.

6- دعم التكوين الأساسي والمستمر في تنمية قدرات و مهارات الحرفيين و طلبـة مؤسسات التكوين المهني، وتأهيل قطاع الصناعة التقليديـة و التعريف بالمنتوجات المحلية حتى تنخـرط بشكل فعال في دينامية التنمية المحلية و الجهوية، مما يؤهلها لمواجهة التنافسيـة المطروحة على الصعيد الدولي.

نرجو  أن يكون هذا المهرجان عند مستوى تطلعاتنا، و أن يلبي طموحات ساكنة إقليــــــــم تيزنيت، نحو تأسيس تجربة متميزة تخدم الفضة (النقرة) كتراث و هوية ورموز وتنمية، عبر إعلان  مدينة تيزنيت كحاضرة للفضة.

ولهذه الدواعي وغيرها، ورغبة منا في جعل المهرجان مكسبا هاما للمدينـة وللإقليـم ولساكنتهـا، والرقـي بـه كأبرز حدث تحتضنه المدينة سنويـا، يلتفت حولـه سائر المتدخلين المعنيين وكل الغيورين على قطاع الصناعة التقليدية والواعين بدوره كإحدى رافعات الاقتصاد المحلي و إحدى مجالات صنع الثروة و تكريم العنصر البشري فيه، عمدنا إلى تسطير أهداف واضحة و غايات طموحة تجسم مع هـذا التوجه نحو ربح التنمية المحلية، انسجاما مع شعار المهرجان :

الصياغة  الفضية  هوية  إبداع  تنمية

 وحيـث موعـد الساكنـة مـع أجمـل تأثيـث للفضـاءات وخلـق أجواء الفرحـة والاحتفـال والفرجـة و سائـر أشكـال تنشيـط المدينـة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

إغلاق