عبد اللطيف أعمو في تأبين البوجرفاوي : “فقيه يغادرنا، مثل مكتبة تحترق”

وأنا في طريقي إلى الرباط لحضور أشغال الجلسة الافتتاحية للدورة الربيعية لمجلس المستشارين، تلقيت بأسف وحسرة شديدين انتقال الفقيه محمد المكي البوجرفاوي، مدير مدرسة أكلو الوكاكية العتيقة، إلى ذمة الله.
وكان بودي حضور مراسيم دفن الفقيه البوجرفاوي رحمه الله عصر يوم الجمعة بمسقط رأسه بأكلو، لولا الالتزامات البرلمانية المبرمجة مسبقا.
وبهذه المناسبة الأليمة، أعرب لأهله ولذويه ولكافة تلامذته، ولأصدقاء ومحبي الفقيد عن أحر تعازينا وخالص عبارات مواساتنا مقدرين فداحة الرزء في رحيله رحمه الله إلى دار البقاء، وهو أحد أعلام وجهابدة علم التوقيت بالمغرب، والذي قسم العلوم قيد حياته إلى ثلاثة أقسام: علوم لسانية وعلوم شرعية وعلوم عقلية. ومن العلوم الشرعية التي أثقنها وسبر أغورها الفقيد البوجرفاوي علم التوقيت أو الميقات، وهو علم قديم بالنسبة للمسلمين، إلا أنه حسب قوله يشهد في بعض الأحيان مداً وجزراً، وبات يتراجع في الآونة الأخيرة، مما يحزن الجيل الصاعد”.. فبهذه الجمل القصيرة، وبلغة عربية ذات لكنة أمازيغية اختصر الشيخ “سيدي محمد البوجرفاوي”، لتلاميذه في مدرسة زاوية سيدي وكاك، في ربورتاج سابق لقناة عربية، ما آل إليه علم الفلك في العالم الإسلامي.
ويصح في حقه رحمه الله المثل القائل: “فقيه يغادرنا، مثل مكتبة تحترق” ففي خسارته خسارة للعلوم اللسانية والشرعية والعقلية بمنطقة سوس العالمة.
ونرجو من العلي القدير أن يوفي الفقيد الكبير أحسن الجزاء، وأن يتقبله في عداد الصالحين من عباده، ويشمله بمغفرته ورضوانه، ويسكنه فسيح جنانه.
وإذ نشاطر، أهله ومحبيه، أحزانهم في هذا المصاب الأليم، الذي لا راد لقضاء الله فيه، نسأل الله عز وجل أن يلهم تلامذته وأهله وذويه جميل الصبر وحسن العزاء. وإنا لله وإنا إليه راجعون

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

إغلاق