جمعية فتية…وانطلاقة احترافية

 

        بمبادرة من جمعية أساتذة اللغة العربية للتعليم الثانوي بسلكيه، وبدعم من المديرية الإقليمية للتربية والتكوين بتزنيت والمجلس الإقليمي للتزنيت، وبتنسيق مع المفتش الإقليمي للغة العربية بالثانوي، احتضن المركز الاقليمي للتكوينات والملتقيات يوما تكوينيا من تاطير المفتش التربوي الدكتور ايت الحاج حولتخطيط التعلمات من مدخل الكفايات بين التصور والتصرف.”

افتتح اللقاء الديداكتيكي بجلسة سيرتها باقتدار الأستاذة اسمة امجوض التي استهلت اللقاء بشكر الجهات الداعمة لهذا للنشاط التربوي والمفتشين التربويين على قبولها تأطير اللقاء، وكل من ساهم في جمع هذه اللمة التربوية، لتنتقل إلى الحديث عن أهمية التكوين المستمر انسجاما مع العديد من النصوص المؤسسة داخل المنظومة التربوية خاصة دعامات الميثاق التربوي  ورافعات الرؤية الاستراتجية، لما له من اثر في تلاقح الخبرات التربوية بين الزملاء المدرسين للغة العربية في الثانوي، وتحيين العدة البيداغوجية بما تحمله من أفكار وتصورات وخطوات إجرائية تعين هيئة التدريس في العملية التعليمية.

في هذا السياق انصبت كلمة الجمعية التي ألقاها الأستاذ عمار بنجدي حول حيوية المكتب المسير للجمعية وديناميته منذ التأسيس في متابعة الملف القانوني للجمعية والانفتاح على جهات أخر باقتراح وإعداد شراكات معها لدعم البرنامج الثقافي والتربوي، مركزا على أهم محاوره التعلقة بالملتقى الأول للشعر ومسابقة الرصيد القرائي الخاصة بالمتعلمين، والنشاط التربوي الخاص بدعم المترشحين للامتحانات الإشهادية بالإعدادي والتأهيلي على حد سواء.

أما كلمة المجلس الإقليمي فقد ألقاها الأستاذ محمد العمراني الذي أكد فيها على أن قضية الرقي بالمنظومة التربوية تهم الجميع، الوزارة بكل مؤسساتها وأجهزتها من جهة، والأسر المغربية وهيئا المجتمع المدني من جمعيات ونقابات وأحزاب ووسائل الإعلام من جهة ثانية ، مشيرا إلى القضية التربوية تكتسي اليوم راهنية كبرى أكثر من ذي قبل، وقد نوه بالمناسبة بانخراط الجمعية في هذا الورش الكبير الذي لا يمكن أن يتحقق المنشود منه دون إعطاء الأولوية للتكوين، معبرا في ذات الوقت عن رغبة المجلس الإقليمي بتيزنيت في دعم كل المبادرات الجادة في الحقل التربوي والثقافي.

في هذا الصدد أعطيت الكلمة للمفتش التربوي الإقليمي لمادة اللغة العربية بالثانوي الأستاذ حسن بوجنوي الذي تطرق – بحكم تجربته التربوية التي راكمها ومتابعته المستمرة في المجال – للعديد من القضايا من بينها أهمية التكوين الذاتي والمستمر، وتقديمه عدة من المقترحات على رأسها تفعيل مشروع إتقان، وتنزيل برنامج سنابل والتفكير في مرصد للتعثرات الدراسية، واقتراح إحداث بنك للنصوص.

أما  أرضية التكوين فقد توزعت إلى قسمين أساسيين، اتصل مدار الاول منهما بالشق النظري الذي تناول فيه المفتش التربوي الدكتور الحبيب ايت الحاج بشرح عميق الجهاز المفاهيمي الحاف بالموضوع انطلاقا من العنوان: مفهوم التخطيط، مفهوم التعلم ، الكفاية وعلاقتها بالقدرة ، الفرق بين بيداغوجيا الكفايات والتدريس بالأهداف، وخصائص المدرس الناجح: المدرس مهندس للدرس يحدد المداخل والمخارج، و على دراية بتمفصلات الحصة التعلمية، اهمية تخطيط العملية التعليمة حسب المذكرة الصادرة سنة 1981،   التركيز على الكيف بدل الكم، تأصيل التخصص ، إثراء المعرفة التربوية، ثم تحديد مكونات الجذاذة أفقيا في الحصة الزمنية والمرحلة التعلمية والمحتوى والأنشطة الديداكتيكية والتقويم، وعموديا في علاقتها بخطوات القراءة المنهجية لدرس النصوص في تأطير النص او الملاحظة وفهم النص وتحليله والتركيب والتقويم والاستثمار.

وقد اختتم هذا الشق النظري بنقاش تربوي مثمر انصب على العديد من القضايا كطول البرنامج التربوي وعدم كفاية السقف الزمني للوقوف على كل التفاصيل خاصة في درس النصوص، وعدم ملاءمة بعض كتب المؤلفات للمستوى المعرفي والذهني للمتعلم بالثانوي، المفارقة الصارخة بين التصور وإكراهات الشروط  الموضوعية، طبيعة وظيفة التعليم المختلفة عن غيرها بتكوين مشروع إنسان المستقبل… وغيرها من الظواهر والقضايا التي أشعلت جذوة إغناء النقاش البناء.

أما الشق الثاني في التكوين فقد كان من فصيلة تطبيقية إذ انقسم المشاركون إلى ورشات اشتغلت على نصوص قرائية، كان الأول منها للكاتب المغربي عبد المجيد بن جلون المقتطف من سيرته الذاتية ” في الطفولة” والمعنون ب ”أختي”، بينما كان الثاني للكاتب المصري زكي نجيب محمود الموسوم بعنوان ”الكتاب وفن القراءة”، بغية اعداد  هندسة ديداكتيتكية تعكسها الجذاذة التربوية التي انتجها المشتغلون داخل الورشات التي عرفت بدورها الكثير من تداول الرأي حول مقوماتها ومكوناتها نظرا لتعدد اراء الباحثين التربويين في المفهوم والقضية الواحدة.

وقد تم تتويج هذه العملية بعرض المنتج التربوي لكل ورشة على حدة، مما أتاح الفرصة لإبداء الملاحظات والتوجيهات والتصويبات، والدفاع عن وجهة نظر كل ورشة بشكل أفضى إلى وجوب توفر الجذاذة التربوية على الضروريات على المستويين الأفقي والعمودي.

وعلى العموم فقد كان هذا اللقاء التربوي الذي نظمته جمعية أساتذة اللغة العربية للتعليم الثانوي بسلكيه، ثريا وغنيا أحيا روح التكوين المستمر في نفوس المشاركين الذي ن عبروا عن رغبتهم في تكوينات مستقبلية تهم موضوعات اخرى كالتقويم والدعم التربويين وغيرهما، وقد اختتم اللقاء بتوزيع شواهد التاطير والمشاركة وصور توثق للحظات هاربة من روتين الزمن.

 

 

 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

إغلاق