حقيقة شباب اليوم … وواقع شباب الغد

أتراسي

إن مسؤولية بناء الشباب بناءا سويا، مسؤولية تضامنية تتضافر فيها الجهود وتتلاقى وتتلاقح فيها التجارب … وان التفهم والتفاهم هو ما ينبغي أن تبحث عنه في التعاطي مع الشباب فتيان وفتيات  فهل يوجد في بيوتنا ومدارسنا ومؤسستنا مثل هذا الأسلوب من التعامل المخلص والودود.
” كثيرا ما ننتقل من إحساس سمعي، ومن حكم إلى عزم، ومن ذكرى إلى أمل، ومن حب إلى بغضاء … ولشد ما يختلف إدراكنا للأشياء بحسب ما نكون إيقاظا أو نعساء، جياعا أو شباعا، في الراحة أو التعب.
فيتبدل شعورنا بالأشياء بين عشية وضحاها، أو بين الصيف والشتاء، أو بين الطفولة والشباب والشيخوخة … وكثيرا ما نعجب لتبدل قيم الأشياء في أعيننا، فيدهشنا اليوم ما اتخذناه أمس من الأحكام، ونرى كل عام الأشياء بألوان جديدة، فيغدوا الخيالي حقيقيا والمهم تافها … فكيف صارت هذه الشتاء، وتلك النجوم، والغابات، والمياه قاتمة وتافهة بعد أن كانت إلهية ساحرة، وكيف زال حسن تلك العادات وخبت ذكراها بعد أن كانت تحرك في نفوسنا نسمات اللانهاية … أن ماكان يفتنا ويحمسنا من قبل يثير مللنا اليوم ببرودته القاسية فنستقبل تغريد الطير، ونجد نسيم الصبح محزنا، والسماء مظلمة.
لكن النظرة الشمولية للموضوع عندي شخصيا تؤكد أن السيارة عند بعض الشباب المغاربة، أصبحت في حاجة إلى زيارة عاجلة وطويلة الأمد لمراكز الصيانة، فالظاهر أن ما بقية فيها سليما هو ” الكلاكسون ” وهدير المحرك الذي يوحي بأنه على وشك التوقف النهائي.
وتذكرو دائما قول الشاعر : ” ألا ليت الشباب يعود يوما ”
فالشباب عمر العمل وأختم بحديث طيب يقال فيه : ( إن الله تعالى ملكا ينزل كل ليلة فينادي يا أبناء العشرين جدوا واجتهدوا ، ويا أبناء الثلاثين لا تغرنكم الحياة الدنيا، ويا أبناء الأربعين ماذا أعددتم للقاء ربكم، ويا أبناء الخمسين أتاكم النذير ، ويا أبناء الستين زرع آن حصاده، ويا أبناء السبعين نودى لكم فأجيبو، ويا أبناء الثمانين أتتكم الساعة وأنتم غافلون ).
كريم الاتراسي
رئيس المنتدى المغربي للشباب والتنمية المستدامة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

إغلاق