هل ستدفع الساكنة تكلفة مطالب الباعة الجائلين ؟

بحضور وجوه غير مألوفة في وقفات سابقة ، وغير معروفة في مواقع الباعة الجائلين بتيزنيت ، نظم صبيحة أمس الخميس بعض باعة و تجار الرصيف بتيزنيت وقفة أمام مقر باشاوية وجماعة تيزنيت، وقفة احتجاجية تأتي ردا على بعض حملات تحرير ساحات وشوارع بالمدينة من نشاطهم، كما يستفاد من الشعارات والكلمات التي رفعت في هذا الشكل الاحتجاجي، أن المحتجين يرفضون مشروع تثبيت المحصيين منهم من قبل السلطة المحلية حسب نوع نشاطهم و ظروفهم في السوق الأسبوعي للمدينة، بدعوى أنه مكان بعيد عن وسط المدينة.

هذا المشروع الذي أفادت مصادر الجريدة ، ان ما يقرب من 300 من المحصيين قبلوا بالمشروع ، مؤكدين ذلك بطلباتهم التي وضعوها للحصول على مربعات بأرضية السوق الاسبوعي لينقلوا إليها نشاطهم ، ويُخلوا شوارع المدينة وساحاتها.

وحسب نفس المصادر فلم يتبق من المحصيين سوى أقلية كان عددها واضحا من وقفات كانت تنظمها نفس المجموعة ولا يتجاوز من يحضرها 14 أو 15 فردا . وكشفت ذات المصادر للموقع مطالبة المحتجين الجماعة والسلطة المحلية بإنشاء سوق نموذجي لهم بكل من ساحة المشور التاريخية ، وبحديقة أجبابدي المقابلة لمسجد السُّنة، الشيء الذي اعتُبر مطالب تعجيزية ولا يمكن تلبيتها لعدة اعتبارات أهمها أن الأماكن التي يقترحها المعنيون هي مرافق وفضاءات عمومية ،لا يصح تحويلها وتفويتها لمصلحة خاصة بالباعة الجائلين، علاوة على القيمة الرمزية لهذه الأماكن لدى الساكنة ولكونها محددة في تصميم التهيئة العمرانية ولا يمكن قانونيا تحويلها عن التخصيص الذي حدد لها في وثائق التعمير.

الوقفة أيضا كانت فرصة ليعبر فيها المحتجون عما أسموه رفضهم لما راج من أن أحد المنعشين والمستثمرين مالك إحدى المركبات التجارية بالمدينة اقترح أن يكون الطابق العلوي الثاني من مشروعه مخصصا لتثبيت عدد من هؤلاء الباعة، ( دون أن تتضح معالم هذا الاقتراح ومدى قانونيته من الناحية التعميرية بالمنطقة التي يتواجد بها المكان المقترح، وكذا عن التفاصيل التمويلية للبناء)، وبصيغة تهكمية وصفوا المقترح بأن مقترحه أراد أن يجعلهم كالحَمَام الذي يعيش فوق الأبراج العالية . مقترح آخر تحدث عنه مصدرنا يخص تثبيت 60 بائعا بمحاذاة السور الأثري المقابل لحديقة الأمير مولاي عبد الله ، القريب من مستوقف سيارات الأجرة لجماعة أكلو، هو الآخر كان له نصيبه من الرفض بدعوى أن عدد المعنيين به قليل، و يصر المحتجون على مقترحهم احتلال ساحة المشور وحديقة أجبابدي.

و قد شهدت المدينة خلال الأيام الماضية ، انتفاضة غير مسبوقة للتجار المهيكلين ضد ما أسموه بالكساد التجاري الذي لحق بهم من جراء استباحة الفراشة و تجار الرصيف عددا من شوارع و أرصفة و ساحات المدينة ، مما سبب لهم كسادا تجاريا كبيرا على حسب قولهم، الأمر الذي عجل بانتفاضتهم و قيام بمسيرات و احتجاجات غاضبة ضد الفراشة و ضد السلطات المحلية .

و تبقى مدينة تيزنيت التي كانت إلى وقت قريب مدينة مربية نظيفة ، يضرب بها المثل في نظافة وجمالية الفضاء العام قاب قوسين من أن تعيش حالة فوضى يكون فيها القرار لمن يحتج أكثر ويملك القدرة على التجييش،في حين أن الفضاء العام لا يمكن إلا أن يكون فضاء يخضع للقانون والتعاقد بين المواطن والدولة في إطار ما تكفله قيم المواطنة وحقوق وواجبات المواطن. ..ليبقى السؤال مطروحا هل سيرضخ المجلس الجماعي لضغط فئة معينة على حساب فضاءات لن يقبل الرأي العام أن يتم تفويتها على حساب حق الساكنة في مدينة نظيفة ومواطنة ويخضع فيها الجميع للقانون؟ انه مجرد سؤال..

ص.س تيزنيت24

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

إغلاق