المجازر الجماعية بالعالم القروي: بين سوء التدبير وغياب الرؤية

1482954276

يعتبر مرفق المجازر الجماعية من المرافق العمومية الجماعية الحيوية ذات الصبغة الصناعية والتجارية بحيث تلعب دورا هاما في الحياة الاقتصادية والاجتماعية بالجماعات الحضرية والقروية. كما أنها تعتبر مصدرا مهما لتدعيم ميزانية الجماعات، إذ تدر موارد مالية ذاتية تساهم في استقلالية ماليتها وتساهم أيضا في تمويل الجماعات الخيرية الاحسانية ب 80 في المائة، والتعاون الوطني ب 20 في المائة من الرسم الإضافي المفروض على ضريبة الذبح.

لكن رغم المكانة البارزة التي تحتلها المجازر العمومية ضمن المرافق العمومية الجماعية، فإن الجماعات الحضرية والقروية وكذلك سلطات الوصاية لاتوليها الاهتمام اللائق بمكانتها وهذا ما يتجلى بوضوح في الوضعية المزرية والمهترئة التي أصبحت عليها بنايات المجازر العمومية لافتقارها إلى أبسط المستلزمات والتجهيزات الاساسية، استعمال وسائل نقل اللحوم لا تستجيب لأدنى معايير الصحة ولا للكرامة الآدمية مما يجعلها لاتستجيب إلى معايير حفظ الصحة والسلامة وحماية البيئة المطلوبة على الصعيد الوطني حتى تتمكن الجماعة المحلية من تقديم خدمات مرفقية جيدة وفي نفس الوقت تحسين قدراتها المالية، ناهيك عن ضيق سعتها الذي لايساعد بتاتا على استيعاب كل البهائم والمواشي الوافدة عليها لانعدام المرافق المخصصة لذلك اسطبلات مما يتخذها البعض ذريعة للجوء الى الذبح السري.هذه الآفة الخطيرة التي تنجم عنها مخاطر محققة على سلامة وصحة المستهلكين.

إن الصور التي توصل بها موقع إفني نيوز من جماعة تيغرت تؤكد الاستهتار الكبير بصحة المستهلك وكذا سوء التدبير لهذا المرفق الحيوي الممثل في المجزرة المحلية من طرف السلطات المنتخبة ، الصور ربما تعكس الحقيقة المرة التي تعيشها غالبية المجازر بالإقليم وما مجزرة تيغرت إلا نموذج لهذا الاستهتار بالمرافق الجماعية مما يعكس غياب رؤية واضحة للتنمية المجالية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

إغلاق