المختار السوسي ….عالم جليل في غياهب السجن (1) بقلم: سعيد الخضار

1482859527

المختار السوسي ….عالم جليل في غياهب السجن (1)

سلسلة من ست حلقات بقلم: سعيد الخضار

 

لن أطيل على قارئ” افني نيوز” في التعريف بصاحبنا العالم العلامة محمد المختار السوسي

الذي استضافته تنجداد إبان حملات البوليس الفرنسي التي شنها بالدار البيضاء بداية الخمسينات

من القرن الماضي وجيء به الى معتقل تنجداد هو وزمرة من المقاومين، ولد العالم الجليل في

قرية “إليغ ” جنوب المغرب وهي قرية تبعد عن مدينة تيزنيت بحوالي 84 كم وذلك سنة 1319ه

حوالي 1901م حفظ القرآن الكريم وأشهر المتون الفقهية والتحق بجامعة ابن يوسف بمراكش

سنة 1919م وبجامعة القرويين 1923م ثم التحق بالرباط واتصل بالشيخ أبي شعيب الدكالي

والمدني بن الحسني واخد عنهما، ثم اشتغل بتدريس الحديث والفقه والأصول والمنطق والأدب

ثم انتقل الى مراكش حيث درس بالزاوية الدرقاوية بباب دكالة، وقد تضايق الفرنسيون من

نشاطه السياسي ومواساته للفقراء والمعوزين من ماله الخاص، فنفوه الى مسقط رأسه “الغ”

حيث لبث في منفاه سبع سنين ثم سمح له بالعودة الى مراكش ،1945م نفي بعدها الى البيضاء

ثم الى تنجداد ثم “أغبالونكردوس” حيث جمعته الأقدار بالمناضل المهدي بنبركة والذي

يصفه في كتابه (معتقل الصحراء) “فهذا الشاب النشيط المغوار (يقصد بنبركة) هو كفرس

امرئ القيس مكر مفر مقبل مدبر معا وذلك لأن روحا منه قوية لما تلق ما تتعالى إليه”

وكان رحمه الله في هذا المعتقل يقضي جل وقته في تدريس اللغة العربية لبعض الوطنيين

المنفيين ويمازحهم تطييبا لخواطرهم “خذوا العربية من شلحكم ” وبقي في المنفى الى سنة

1955حيث رجع الى الدار البيضاء، وفي عهد الاستقلال شغل منصب وزير الأحباس في

حكومة البكاي الأولى، ثم عين وزيرا للتاج وللشيخ سيدي المختار تراث فقهي وتاريخي

وأدبي ضخم ك “المعسول ” و”سوس العالمة “وديوان شعر يضاهي به فحول الشعراء.

في الحلقة القادمة سنتحدث عن ” رحلته في منفاه القسري في تنجداد ” وكيف استطاب

المقام وأحب هذه الأرض وما قال فيها من أشعار

سعيد الخضار

المراجع : كتاب في معتقل الصحراء

جريدة التجديد

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

إغلاق