العنف المدرسـي وغياب التواصـل دور مــن ؟؟

4444444444444444444444444444-copie

إن المتتبع لسير المنظومة التربوية بالمغرب يلاحظ دون عناء بروز ظاهرة العنف المدرسي التي تسير يوما بعد آخر إلى التعاظم لتصبح السمة الغالبة في العلاقة التربوية بين المؤطر والتلميذ ولعل التحليل الدقيق للظاهرة البعيد عن الذاتية والرغبات السطحية للموضوع الذي يسقط دوما في المقارنة بشكل روتيني دون عناء التفكير الجدي والعميق لسبر غور هذا المشكل بين تلميذ اليوم والأمس وكأنها تمثل للقولة المأثورة والحكمة البليغة بالوقوف عند ويل للمصلين، دون تكملة المعنى والغاية بالقيام بالمقارنة بين مربي اليوم ومربي الأمس ، كما تقتضي بذلك أسس البحث العلمي الصحيح.

فإذا كان من الصحيح القول بوجود نزعة عدوانية لدى فئات من المتمدرسين، وغياب تتبع الأسرة والتواصل مع المتعلم سواء داخل البيت أو في حجرة الدراسة، فإن هذا يكفي لوحده بالإقرار بوجود فشل أسري تربوي يحيل على ضعف المنظومة البيداغوجية لدى الفاعل التربوي ، إن لم يكن قد أصابها التقادم ولم تواكب مستجدات الساعة وما يلزمه من تكوين مستمر بالنظر لما يعرفه الوسط العائلي والاجتماعي من متغيرات أسهمت بشكل كبير في تغيير عقلية التلميذ الذي أصبح ينظر إلى المنظومة التربوية كجهة منتجة للعطالة ولا تعطي الشيء الكثير في مقابل طغيان الماديات وما يتم مشاهدته من نماذج ناجحة على الوسائط المعلوماتية من شبكة عنكبوتية وصحون لا قطة بالنظر للشرط المادي كما هو الحال بالنسبة للمهاجرين الذين لم يرتهنوا في ما وصلوا إليه إلى درجة علمية أو مستوى ثقافي، بل تحولت مهنة مهاجر إلى حلم مس في الصميم طموحات أغلبية الفئات المتمدرسة ، والتي أصبحت المدرسة بالنسبة إليهم مضيعة للوقت وإهدار للطاقات لكون مهنة مهاجر من أهم ما تقتضيه هو مغادرة الفصول الدراسية والالتحاق بطوابير المتربصين بأبواب الموانئ والمغامرين في قوارب الموت، غياب المراقبة الفعلية والتتبع الأسري وخلق قناة التواصل بين التلميذ والأسرة والمؤسسة ، وإرشاده نحو الطريق الصحيح واحترام الآخر أو على الأقل من هو أكبر سنا ، تبعا للقولة ” من علمني حرفا صرت له عبدا ” عدم وضع جلسات إرشادية بين الأسرة والتلميذ خاصة بلوغ سن المراهقة ،كي تنظم حياته اليومية وتجعله تلميذا مهذبا يقدر ظروف الأخر والمحيط ، وحثه على الأخلاق وتعلم التسامح والتنازل على الأشياء ،التي تكون أحيانا تافهة وغير منطقية، عدم انتباه الأسرة إلى مرحلة تحول التلميذ (إثبات الذات).

هذه المتغيرات وغيرها أنتجت واقعا جديدا لم تستطع الأسرة ولا الهيئة التربوية من فهم وإنتاج خطاب جديد يراعي الحساسيات المتولدة لدى المتمدرس الشيء الذي نتج عنه صدامات قوية بين التلميذ والمؤطر وصلت إلى ساحة القضاء في أكثر من مناسبة أو الصلح أمام مصالح الأمن أو أولياء الأمور والأقارب، خارج أسوار المؤسسات، ضدا على ما تقتضيه الأعراف التربوية ودون اللجوء للأساليب الأمنية وما تحدثه من شرخ في العلائق التربوية وما تقره من فشل للمنظومة ولأساليبها البيداغوجية.

فمتى سيصل الوعي الحسي بين المعلم والمتعلم لكي يلعب التلميذ والأستاذ معا دور الأب مع إبنه والعكس صحيح ، وتكون الأسرة خيط وصل بينهما لنستحضر فترات تعليم زمان مضى والعلاقة التي كانت تجمع بينهما ؟؟

عبد المغيث عيوش / تيزنيت24

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

إغلاق