لحسايني يهاجم أشباح الفايسبوك : "تــــايو" أو سياسة ديب حرام ؤمرقتو حلال

الحسيني

أصبحت بعض المواقع الإلكترونية خاصة موقع الفايسبوك، متخصصة في النيل من كرامة وأعراض الناس وبتوقيعات متخفية تحت أسماء مستعارة ذات أصول بشرية وحيوانية تنم عن عقلية أصحابها من خفافيش الظلام، عقلية بائدة تجهد نفسها من أجل تلطيخ سمعة الآخرين، لا لشيء إلا أنها تخالفها في مواقفها وفي تصوراتها لاستراتجية العمل الجمعوي بتامازيرت، ففي مثل هذا الوقت من السنة الماضية نجحت هذه الثلة في اختراق حسابي الخاص في هذا الموقع الإلكتروني لتنشر فيه مجموعة من الصور الخليعة، وحاولت النيل من سمعة وكرامة زوجتي الفاضلة، واسترسلت في إزعاجي على رقم هاتفي الخاص، وتلصق بي كل أنواع النعوت الحيوانية والصفات الذميمة و التهم الرخيصة، ومن بين هذه المواقع من يصورني حيوانا أسطوريا يوقد شرارة تيفاوين و إشعاع التواصل الجمعوي و دينامية أدرار بريس وتشبيك الجمعيات الشبابية بمنطقة تافراوت، ويحملني كل كبيرة وصغيرة فيها، من باب التحامل والمحاولات اليائسة للنيل من كرامتي.

بعض الصفحات في هذا الموقع الفايسبوكي، أصبحت متخصصة في نفث السموم بل و إلصاق التهم المجانية بالأفراد و الجماعات، كصفحة “الحملة الإقليمية لإلغاء تيفاوين”، و” كلنا ضد فستيفال تيفاوين”  بل وحتى بعض المواقع الأخرى التي لا يربطها أي رابط بتافراوت، صفحات تنشر مقالات و تعليقات سخيفة يتم توقيعها في غالب الأحيان بأسماء حيوانات أمازيغية  ك ” أغيلاس” المقرون بمنطقة تاهالا، وفي أحيان أخرى بتسميات بشرية ك “ماماس ؤهمو،  أكراوال أفريقيش، يارا، محمد أومحمد، أسملال…إلخ من التسميات الشبحية، التي يعود بعض منها، إن لم أقل غالبيتها، لشخص واحد، أعرفه بتلك السلوكات المشينة منذ أمد بعيد. مقالات وتعليقات تجتهد فيها هذه الأشباح، التي تعيش حالة انفصام لا تسمح لها بنفث السموم بأسمائها الشخصية الحقيقية، لتحقيق هدف واحد هو تبخيس تيفاوين و النضال من أجل استئصالها، واعتبارها بدعة مخزنية فاسدة، مستندة في حججها على أن التظاهرة تنظم بتخطيط وتعاون وتيسير كامل من السلطات المحلية والإقليمية و منكرة على الجمعية المنظمة أي دور إلا دور التزكية والكركزة، لتخلص إلى أن تيفاوين ليست إلا رمزا للفساد ونعشا لإقبار عاداتنا وتقاليدنا الأمازيغية المحلية برعاية مخزنية.

من بين هذه الأشباح، المسمى “أغيلاس”  الحيوان الأمازيغي المتوحش الذي يعني بالعربية النمر، وهي تسمية تنم عن عقلية الإنقضاض والإفتراس والإستئصال، أعرفه جيدا، رغم تعدد أقنعته الحربائية، فهو صديق قديم تجمعني به علاقة ود واحترام ( على الأقل من جهتي) منذ بداية التسعينيات من القرن الماضي، لأننا “نشرك تيسنت” وتقاسمنا مسالك النضال في عدة تنظيمات منها بالخصوص تاماينوت بالدار البيضاء  و محمد خير الدين بتافراوت منذ عهد التأسيس سنة 1997، نضال من أجل حقوق الثقافة والإنسان الأمازيغيين، صديقنا هذا، الذي غاب عن الساحة الجمعوية لمدة ليست باليسيرة، عاد إليها مؤخرا بعد أن استعاد رئاسة جمعية محمد خير الدين و جلب معه صكوك النضال يوزعها على من يشأ كما كان يوزع رجال الدين الكاثوليك في أوروبا العصور الوسطى صكوك الغفران على العباد لتغفر خطاياهم ويسقط العقاب عنهم، صديقنا هذا المتشبع بنظريات المؤامرة و التخوين، والمسلح بكل مكانيزمات التمييز بين الجمعيات الصالحة و الطالحة وفق مرجعية ” النضال الأمازيغي الديموقراطي المستقل”، سحب عنا صفة النضال وصنفنا ضمن الممخزنين الخائنين، وحرمنا من صكوك غفرانه التي ستدخلنا “جنته الديموقراطية المستقلة” ويناضل من أجل مصادرة حق جمعيتنا “تيفاوين” في الممارسة الثقافية والسعي نحو استئصال أنشطتها وتبخيس وشيطنة كل ما تقوم به من مبادرات وأعمال ثقافية و اجتماعية.

وأنا أتحدث عن الفساد والمخزنة التي يصر صاحبنا على إلصاقها بأنموكار ن تيفاوين، تعود بي الذاكرة إلى ذلك اليوم من شهر غشت من سنة 1998، عندما كنا في مكتب جمعية محمد خير الدين نستعد لتنظيم أنموكار ن تمغارت ضمن فعاليات المهرجان السنوي الذي كانت تنظمه جمعية محمد خير الدين في بدايات مسار تأسيسها، حيث طرقنا أنا وهذا الزميل المسمى حقيقة رامي بلعيد أزواو والذي اختار لنفسه كل تلك التسميات المستعارة التي يختبئ وراء ستارها للرشق بالحجارة و الياجور، كل من لا تروقه طرق اشتغاله وعلى رأسها جمعيتنا تيفاوين،  طرقنا باب السيد رئيس دائرة تافراوت لنشرح له أهداف ومرامي تنظيم هذا الملتقى الأمازيغي الذي ستستضيف فيه الجمعية ندوة فكرية ونجوما غنائية ستحيي سهرة كبرى بساحة الملعب البلدي والذي تحول الآن إلى قاعة رياضية مغطاة، بعد أن وجدنا صعوبة في إقناع المجلس البلدي لتافراوت وباشا المدينة آنذاك للتعاون معنا، قال لنا سي احساين رئيس الدائرة بالحرف: “سنتعاون معكم..تشبثوا بنشاطكم ..نظموه بالحصائر والشموع إن اقتضى الحال” وقف معنا رئيس الدائرة وقفة الرجال واتصل على الفور بعمالة إقليم تزنيت ومنحنا الترخيص ويسر لنا تعاون القوات العمومية لحفظ الأمن، وفي حينه اتجهنا نحو جماعة أملن القروية وسألنا عن السيد الرئيس عبد الله غازي، وجدناه في يوم إحياء حفل زفافه، استقبلنا على الفور في منزله وقلنا له إننا نطلب تعاون الجماعة مع جمعية محمد خير الدين، لتيسير تنظيم مهرجانها السنوي، وعلى الفور رد علينا بالتوجه نحو مخزن الجماعة و أخد كل ما نحتاجه لتنظيم تظاهرتنا الفنية، وبالفعل استطعنا أن نحيي أنموكار ن تمغارت وسط مدينة تافراوت، أنموكار تابعه جمهور غفير من الصالح و الطالح، رقصنا خلاله ورقص معنا الجميع على إيقاعات الفن الأمازيغي تماما كما يجري الآن خلال تنظيم السهرات الفنية لأنموكار ن تيفاوين، وبعد اختتام فعاليات المهرجان استحقت منا السلطة المحلية وجماعة أملن رسائل التشكر التي توصلت بها باسم مكتب جمعية محمد خير الدين مباشرة بعد اختتام أنشطة الجمعية، رغم كل هذا فلم نكن نعتبر بتاتا أو يعتبر أي متتبع أن ملتقى جمعية محمد خير الدين مهرجان مخزني بمجرد تعاون السلطات المحلية معه، وحتى بالنسبة لسي الرامي “أغيلاس” فهو نشاط منزه عن المخزنية، والجمعية مستقلة وتنتمي إلى صف “الجمعيات الأمازيغية الديموقراطية المستقلة” وحتى المنحة المالية التي تخصصها الجماعة للجمعية المتواجدة بتافراوت منذ ذلك الحين ليس دعما مخزنيا، رغم أن الجمعية ليست في دائرة نفوذها الترابي، أضف إليها منحة بلدية تافراوت فيما بعد، ورغم توقف الجمعية عن تنظيم مهرجانها السنوي منذ ذلك الحين حتى السنة الماضية حيث دبت الروح مرة أخرى في مهرجان الجمعية.

 وعندما أسس مجموعة من شباب المنطقة جمعية تيفاوين سنة 2006 بأملن وشرعوا في تنظيم أنشطتهم الثقافية/الفنية والبحث عن متعاونين ومحتضنين وشركاء للحفاظ على سيرورة تنظيم أنموكار ن تيفاوين حيث استطاعت أن تعبأ العديد من المحتضنين والشركاء لتيسير تنظيم المهرجان بعد أن كبرت فعالياته وأصبح يحتل مكانته المتميزة ضمن خريطة المهرجانات الوطنية، كما استطاعت أن تنسج علاقات تعاون مع جماعة أملن و بلدية تافراوت و السلطات الإقليمية بعمالة تزنيت وكذلك العديد من الجمعيات المحلية بما فيها جمعية محمد خير الدين التي لازال غالبية أعضائها من المؤسسين  ومن المناضلين في صفوفها في تعاون دائم مع جمعيتنا تيفاوين وعلى رأسهم الرئيس المؤسس للجمعية دا ابراهيم أقديم، و فريد زلحوض، فاطمة أكناو، وخالد الخير، أمينة ابن الشيخ، خالد عقيلي، جمال أوشهيد، جالي المحفوظ، جمال رضوان، المحفوظ عبايد، ابراهيم النعماني، الدوش العربي، لشكر حماد أكيلال، واللائحة طويلة… قبل أن يشحن سي بلعيد أزواو بعضا ممن التحقوا فيما بعد، بنظرياته التآمرية التخوينية، وقبل أن تغادرها العديد من الأسماء التي أسست لنفسها إطارات أخرى بعد أن ضاقت بها ضبابية الأفق الإستراتيجي للجمعية، بعد كل هذا يأبى سي “أغيلاس-رامي بلعيد” إلا أن يبخس كل ما تقوم به جمعيتنا و يعتبره فقط إنتاجا مخزنيا فاسدا ويعتبر ما تنفقه جمعية تيفاوين على أنشطتها تبذيرا للمال العام بالرغم من أن الجمعية لا تتلقى ولو سنتيما واحدا من الجماعات المحلية ولو أن من حقها تلقي منح الدعم ككل الجمعيات المحلية النشيطة، لكن الجمعية ترفعت عن هذه الآلية واتجهت صوب آلية الإستشهار والشراكات مع المؤسسات العمومية لتأمين الفعل الثقافي بالمنطقة. وهنا أتساءل مع صديقنا، لماذا تحرمون على جمعية تيفاوين ما تحللونه لأنفسكم في جمعيتكم؟ لماذا هذا الوجه الحربائي في التعامل مع المهرجانات الفنية؟ ما هذا التناقض بين رئاستكم لجمعية ثقافية حقوقية و النضال من أجل مصادرة حقوق الآخرين في الممارسة الثقافية؟ هل تحولتم إلى داعية متأسلمة لتحرموا على ساكنة تامازيرت ممارسة حقوقها الثقافية بما فيه حق الفرجة و المتعة الفنية؟ لماذا تعتبرون كل هذا حلالا على جمعيتكم و حراما في خطابكم الحربائي ضد تيفاوين؟  لماذا تحملون جمعية تيفاوين وزر الأوراش التنموية الأخرى من بنيات تحتية وتعليم وصحة؟ لماذا تصرون على ربط كل المشاكل التي تعيشها تامازيرت من تحديد الملك الغابوي وانتشار الخنزير البري واستنزاف الثروات الطبيعية للمنطقة بمهرجان تيفاوين؟ تلك المشاكل التي نتفق جميعا على أنها تحتاج منا كمجتمع مدني محلي لتعميق ثقافة المرافعة الإحتجاجية وتكثيفها بعيدا عن أي استغلال سياسوي للمسألة، أوا ليس مكرا وسلوكا حربائيا أن تتهافتوا لوضع يدكم في يد تنظيمات رجعية لتتحالفوا جميعا من أجل استئصال تيفاوين ومن أجل مصادرة حق جمعية مدنية في الممارسة الثقافية المضمونة أمميا ووطنيا؟ لماذا لا تمتلكون الشجاعة الأدبية لتوقيع مواقفكم اتجاه جمعيتنا تيفاوين باسمكم الشخصي عوض تقمصكم شخصية الحيوان المفترس الذي يهوى الإنقضاض ويعشق الإستئصال؟ لماذا تقومون بتغليط الرأي العام المحلي وتركبون على القضايا المشروعة التي وضعتموها كعناوين كبرى لنضالكم المحلي، من قبيل الحق في الصحة والبيئة السليمة والعيش الكريم والقضاء على الفساد.. لأجل مصادرة حقنا في الممارسة الثقافية وفي تنظيم أنشطة جمعيتنا تيفاوين؟ وهل الإنتماء السياسي للأفراد جريمة تقتضي تجريدهم من حق الإنتماء الجمعوي؟ وهل لنا أن نحاسب الجمعية بناءا على الإنتماءات السياسية للأفراد التي قد تتعدد بتعدد أعضاء الجمعية؟ وهل كل من خالفكم في طريقة الإشتغال و في استراتيجية العمل الجمعوي يعد بوقا للفساد المحلي؟ بماذا سأشرح كل هذه الحربائية في السلوك والمواقف؟ لا انتظر منكم جوابا مقنعا، لأنكم بكل بساطة تجيدون سياسة “تايو” و ما يعرف كذلك بسياسة الديب حرام ؤمرقتو حلال التي تمتهنها “الجمعيات الأمازيغية الديموقراطية المستقلة”

                                                                                                                                    الحسين الإحسيني                      

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

إغلاق