عين على اللائحة الوطنية لحزب الاستقلال… بقلم : أمل مسعود

amal-masoud

على بعد ألاف الكيلومترات، سألني أحد الأصدقاء  القاطن بمدينة مونتريال بنوع من الفضول عما يحدث عندنا في حزب الاستقلال، مستطردا  بنوع من الدعابة  بأن مناضلي حزب الاستقلال احتلوا الفضاء الافتراضي و بأن أسرار الحزب و قياداته و مناضليه أضحت على كل لسان، يتداولها الخاص و العام، الصديق و الخصم، الغريب و أهل الدار.

أجبته مازحة بأن هذا يعني أن الحزب في صحة جيدة، و يعني أن المنافسة على قيادة اللوائح الوطنية و الجهوية للمرأة و الشباب في أوجها، و يعني أن مختلف المناضلين الشباب و النساء المناضلات يعتقدون بأنهم الأحق بتصدر اللوائح الجهوية، مما يجعلهم في بعض الأحيان يقودون حملات  فايسبوكية  شرسة يقصفون فيها الأخضر و اليابس غير مكترثين للأسف لسمعة و رصيد الحزب الانتخابي.

الإيجابي في الموضوع هو أن حزب الاستقلال برهن بالملموس بأنه حزب منفتح على كل المناضلين و المناضلات. و أنه استطاع أن يخلق من تصدر اللوائح الوطنية تمرينا  ديمقراطيا شارك فيه كل الاستقلاليون و الاستقلاليات من مختلف الجهات و الأقاليم سواء بالترشح أو بإدارة الحملة أو بتتبع مجريات الأمور.

من هذا المنطلق، حزب الاستقلال يبعث على التفاؤل، فهو بطريقة ما يؤمن بأنك منخرط في الحزب لأنه لك حلم و طموح سياسي. و بأنه كحزب فهو قادر على أن يمنحك الإطار لتحقيقه.  ففي هذه المرحلة، لا تهم كثيرا النتيجة. لا يهم من تصدر اللائحة و من انهزم بالضربة القاضية.

الأهم في نظري هو أن الحزب فتح أسواره للشباب و للنساء. فمنحهم فرصة  مقارعة أعيان الحزب أصحاب المال الذين يتحكمون في جزء مهم من القرار الحزبي. كما سمح لهم بإدارة الحملة للتعريف بأنفسهم و بالتالي التواصل مع مختلف أعضاء المجلس الوطني، كما مكنهم من التعرف على الأشخاص المؤثرين سياسيا و تنظيميا بالحزب و القادرين على إدارة أمور الحزب لكفتهم، كما مكنهم من الاحتكاك المباشر بالقوى المحافظة في الحزب و من تم استيعاب صعوبة التغيير و التجديد على أرض الواقع. فالحزب منح للشباب و للنساء درسا ميدانيا للمضي قدما نحو تحقيق حلمهم السياسي بالانخراط الفعلي و ليس فقط بالتمني و الأماني.

فلن يجادل إثنان في أن حزب الاستقلال، تفوق على مختلف الأحزاب المغربية في طريقة إدارته لترتيب اللوائح الوطنية الخاصة بالشباب و المرأة. و بأنه منح للمناضل الاستقلالي هامشا كبيرا من حرية التعبير و التواصل في إدارة حملته الانتخابية.

و بالمقابل، و للأسف، هذه التجربة أظهرت بأن بعض المناضلين الاستقلاليين لا يملكون الوعي السياسي اللازم و الغيرة على الحزب الذي يجمعهم. فاعتبروا أن حرية التعبير هي القذف و السب و الشتم. و هكذا و بمناسبة حملة الترشيح في اللائحة الوطنية للشباب و النساء، أصبحنا نرى الكثير من غسيل الحزب منشور على صفحات الفايسبوك متجاهلين بأن هذا الأخير دمر دولا. فهل سيعجز عن تدمير حزب؟

حزب الاستقلال يؤمن بالأخطاء لأنه يهتم بالمناضل الإنسان أكثر من التنظيم نفسه.  فهو يدرك بأن الانسان هو الثروة المتجددة و بأن الإنسان لن يتطور إلا عبر الحراك و التجربة و الحرية.

فحزب الاستقلال، كان بإمكانه توظيف و تجنيد كتائب إلكترونية متخصصة في الإعلام الفايسبوكي، و تبني منطق الشيخ و المريد و معاقبة كل مناضل يسيء للحزب بتدوينة أو تسريب أو تصريح. و لكنه حزب يثق في رجاحة عقل و حكمة  مناضليه و قدرتهم على الفهم و التطور، فالتجربة علمته بأنهم مهما أخطئوا سيتوبون.

أمل مسعود

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

إغلاق