آلاف الطلبة يستعدون للولوج إلى الجامعة في موسم جامعي جديد

11150507_767836743335966_413392686488229732_n

مع آقتراب الدخول الجامعي يستعد الألاف من الطلبة للولوج إلى الجامعة ومن مختلف التخصصات إذ أصبحت الجامعة المكان الوحيد الذي يفتح أبوابه لأبناء المغرب العميق الذي نال ما يكفي من لعنات التاريخ والمخزن، إذ تمثل الجامعة ما تبقى من التعليم العمومي والمجاني الذي أصبح يلفظ أنفاسه الأخيرة بفعل السياسات المخزنية التي تهدف إلى تكريس التفاوتات الإجتماعية ومنطق اللاعدالة ،وسيكون الطالب على موعد مع مكان جديد ومختلف عن المؤسسة التي أتى منها سوف يدخل إلى الحياة الجامعية التي يعتبرها الكثيرون من أفضل المراحل العمرية للإنسان إذا أحسن إستغلالها فيما هو مفيد له،لا يجادل عاقل في أن الجامعة اليوم أصبحت في فراش الموت البطيء نتيجة تهميشها والتعاطي معها بمنطق اللامبالات من قبل “الدولة” وتعاني من مشكل الإكتظاظ والفقر في عدد الأطر وغياب البنية التحتية …

لكن رغم ذلك تبقى المؤسسة الوحيدة التي مازالت تستقبل نسبة غير هينة من أبناء الشعب المغربي وتساهم في تخريج أطر تربوية وفكرية وعلمية ساهمت في نشر المعرفة والفكر على الصعيد الإجتماعي ،نعتقد أن الطالب الجديد عليه أن يستوعب جيدا مفهوم الجامعة وأدوارها على الصعيد المجتمعي والمتمثلة أساسا في إنتاج المعرفة النقدية عبر تكوين وعي غير مهادن ولا يهدأ عن السؤال ومحاولة الخروج عن وعي الجماعة والسلطة ونحن نرى أن الطالب الجديد وبغض النظر عن تخصصه في الجامعة فبالإضافة إلى أنه مطالب بأن يتأقلم مع الفضاء الجامعي وعدم الإستسلام أمام صعوبات التحصيل العلمي وأن ينكب على تخصصه من أجل النجاح وبلوغ الهدف المعرفي والشخصي الذي رسم لنفسه كما عليه أيضا أن يتجرأ على إستعمال فهمه الخاص على حد قول إيمانوييل كانط وعليه أن لا يعتبر أن الطالب هو الشهادة والتخصص فقط بل الطالب يتعدى كل ذلك بل عليه أن يكون كائن تواق إلى البحث والتساؤل عن كل شيء وأن يعيد كل مسلماته القديمة إلى طاولة النقاش والنقد وأن يحاول على الأقل أن تكون له عين النقد حول الدات والتاريخ والهوية والمجتمع والدين إلى غيرها من المفاهيم الكبرى التي أرهقت كل المثقفين والفلاسفة عبر التاريخ ، مع تذكيرنا للطالب الجديد بأن التفكير العميق واستعمال فهمه الخاص ينبغي أن يسبق الإنتماء أوالتعاطف مع أي مكون سياسي داخل الجامعة ليكون ذلك عن قناعة وحرية .

نشير كذلك إلى أن ماكتبناه ليس وصايا مطلقة بل فقط وجهات نظرنا الخاصة فقط ومفتوحة على إضافات أخرى لم نوردها في المنشور ، وفي الأخير أقول لكل طالب/ة جديد إقرأ ثم إقرأ ثم فكر بهدوء٠

عبدالله بخبيش

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

إغلاق