تقرير مصور للصالون الثقافي الثالث لجمعية الشعلة للتربية والثقافة – فرع تيزنيت

FB_IMG_1470592495617
بعد الانفتاح على جنس الرواية من خلال استضافة الروائي عبد الله بيضا وروايته الجديدة Nom d’un chien في فعاليات الصالون الثقافي الأول . وجنس القصة القصيرة عبر الاحتفاء بتجربة القاصة المتألقة لطيفة باقا ومجموعتها القصصية الرائعة ” غرقة فيرجينيا وولف ” في الصالون الثاقفي الثاني ، عاد صالون الشعلة لينوع عرضه الثقافي من خلال الاحتفاء بتاريخ المغرب الراهن من خلال تقديم وتوقيع كتاب الصحفية الهولندية سيتسك دو بور ” سنوات الرصاص: تاريخ عائلة مغربية1913-1999″.
افتتحت أجواء الصالون المنظم في الخزانة الوسائطية محمد المختار السوسي مساء يوم السبت 6 غشت. بلحظة إنسانية حيث قرات الفاتحة ترحماً على أرواح شهداء الوطن من أعضاء المقاومة وجيش التحرير.
ثم قدمت جمعية الشعلة للتربية و الثقافة كلمتها الافتتاحية حيث عبر الأستاذ هشام بالله عن سعادة المكتب التنفيذي للجمعية باستضافة صالون ثقافي ذي خاصية مميز فهو حسب الأستاذ ” صالون خاص يسترجع بذكاء تاريخ المغرب الراهن من خلال تقديم كتاب يؤرخ للإنسان في سنوات الرصاص …
انه صالون بابعاد نضالية و إنسانية حين يحتفي بتاريخ اسرة عانت لعقود من التهميش والتضييق لانها تبحث عن الحقيقة لا غير … حقيقة اختطاف الحسين ” ولعل خاصية الصالون حسب الأستاذ تكمن في تكريم ثلة من نساء و رجال المقاومة بالمنطقة و الذين بذلوا الغالي و النفيس من اجل الاستقلال و المساهمة في بناء مغرب الحرية و الكرامة والحداثة و الديموقراطية – بقول الأستاذ ” وهي نفس القيم التي تعمل على نشرها وتعزيزها جمعيتنا ” بعد ذلك قدم الأستاذ أحمد عصيد قراة في الكتاب معتبرا إياه عملا سرديا متميزا يسعى الى تقديم تاريخ اسرة المانوزي ، ويسرد تاريخها النضالي الطويل منذ فترة الحماية والى اليوم… من الاب الحاج علي المانوزي زمن الاستعمار الى سنوات الرصاص التي شهدت انتكاسة جقيقية لحلم الاستقلال وبناء المغرب الديموقراطي … انه كتاب عائلات مغربية عانت في صمت من القهر و التهميش و الاستبداد …
بعد ذلك تناولت الكلمة صاحبة الكتاب الصحفية الهولندية سيتسك دو بور التي عبرت عن شكرها العميق لجمعية الشعلة للتربية و الثقافة – فرع تيزنيت التي تستضيف اللقاء معتبرة ان العمل الذي قامت به عمل اكاديمي متميز يسعى الى تسليط الضوء على تاريخ عائلة المانوزي من جهة ن وتاريخ المغرب الراهن من خلال استرجاع احداث سنوات الرصاص .
وجدير بالذكر ان ” سيتسك دو بور ” صحفية هولندية اشتغلت لسنوات طويلة في العمل الاجتماعي في أمستردام الى جانب الجالية المغربية المقيمة بهولندا حيث عملت على تعلم الدارجة المغربية ، لتقرر بعد ذلك الالتحاق بشعبة الدراسات العربية بجامعة أمستردام حيث نالت الاجازة في حقوق الانسان. عالجت حالة الاختفاء القسري من خلال حالة الحسين المانوزي .
اما كلمة الأستاذ أحمد الطالبي فتناولت الجانب الإنساني والنضالي لعلاقته بآل المانوزي ومجموعة من المناضلين سنوات الرصاص حيث كان الحلم مشروعا من اجل المساهمة في بناء المغرب الديموقراطي الذي امن به هؤلاء لكنه تحول الى كابوس تحت ضغط النظام الذي تخلى عن المشروع الديموفراطي لاقامة نطام القهر و الاستبداد.
اما كلمة الاسرة فقدمها الأستاذ صلاح الدين المانوزي باسم كافة أعضاء اسرة المختطف الحسين المانوزي الذ اكد عمق المعركة التي مازالت تخوضها الاسرة والوالدة وجميع أصدقاء الحسين. ففي ما يخص حالة الحسين، هناك معطيات ودلائل موجودة يمكنها ان تكشف لنا الحقيقة،الحقيقة التي لاتزال العائلة تبحث عنها منذ 44 سنة. ونحن لم نتوقف عن إبرازها والإدلاء بها كلما التقينا مختلف الرؤساء والمسؤولين الذين تعاقبوا على المجلس الوطني لحقوق الانسان، وكذلك مع السلطات المغربية.
واعتبر صلاح الدين المانوزي ان اختيار العدالة الانتقالية هو في حد ذاته قرار سياسي يقوم على أربعة أسس ضرورية: حق المعرفة، الحق في العدالة، الحق في جبر الضرر، الحق في عدم تكرار نفس الممارسات.
ومن أجل طي صفحة سنوات الرصاص، انخرطت عائلة المانوزي في مسلسل الإنصاف والمصالحة، على أمل أن عمل هذه اللجنة سوف يسهل معرفة الحقيقة. لكن للأسف لم تتمكن هذه الهيئة من بلوغ هذا الهدف، ذلك أن تحرياتها ظلت محدودة. كما أنها لم تجد ضروريا الانصات إلى الأشخاص الذين حددتهم العائلة والذين لهم علاقة مباشرة مع اختطاف واختفاء الحسين المانوزي. كما أنها لم تذهب بعيدا في توصياتها، خاصة طلب الحفاظ على أماكن الاعتقال.
وأمام عجز هيئة الإنصاف والمصالحة عن تمكيننا من معرفة الحقيقة كما وعدت بذلك. ونحن واعون – يقول صلاح الدين المانوزي – أن المعركة من أجل الحقيقة والعدالة هي طريق طويلة وهي جزء من المعركة من أجل الديمقراطية ودولة الحق و القانون بالمغرب. وقد كرس الوالد الحاج علي رحمة الله عليه جزءا من حياته لذلك، وشاركته الوالدة الحاجة خديجة الشاو أطال الله في عمرها كل هذه المراحل النضالية. فهي مازالت رغم سنها المتقدم وحالتها الصحية على نفس النهج الذي كان عليه والدي.
وفي ختام اللقاء قدمت الشاعرة الامازيغية المتميزة نزيهة اباكريم قراءات شعرية امازيغية نالت اعجاب الحضور الغفير الذي ملئ فضاء الخزانة الوسائطية .
وفي الأخير قامت الجمعية بتكريم ثلة من رجال و نساء المقاومة وجيش التحرير وعلى رأسهم الحاج عبد الله مصدق والحاجة خديجة الشاو والدة المختطف الحسين المانوزي ، بالإضافة الى ضيوف الشعلة خاصة الاستاذين احمد عصيد واحمد الطالبي والصحفية – صاحبة الكتاب “سيتسك دو بور” هدايا و تذكارات تحمل شعار الجمعية و إسم الصالون الثقافي الثالث. بعد ذلك قامت الكاتبة بتوقيع نسخ من مؤلفها للحضور.
FB_IMG_1470592463338 FB_IMG_1470592469366 FB_IMG_1470592476520 FB_IMG_1470592484992 FB_IMG_1470592490067 FB_IMG_1470592501339

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

إغلاق