يوميات صيفية من تيزنيت (12): لمن و لماذا نكتب أصلا؟؟؟؟؟؟ بقلم ابراهيم الكابوس

IMG-20160805-WA0008

لا احد يجادل ان الحالة التي وصل اليها مجتمعنا من حيث نسبة استهلاك الكتاب و القراءة عموما قد وصل الى الحضيض. فالارقام المعلن عليها مخيفة و تدعونا الى الى اعادة النظر في سلوكاتنا اليومية و بالخصوص مع الهجمة الشرسة لوسائل التواصل الحديثة وخصيصا الهواتف النقالة.
فبخلاف المجتمعات الغربية المولوعة بحب القراءة، نجد ان العرب عامة و المغاربة خاصة لا يقرؤون إلا اخبار الإشاعة و النبش في حياة الاخرين و العناوين العريضة و المثيرة. على عكس المواطن الامريكي مثلا الذي تجده يقرأ ف طريقه الى العمل ، في القطار ، في الطائرة . بل حتى اثناء فترة الاستراحة من العمل ذون الحديث عن نسب القراءة داخل الجامعات و الثانويات. و قد يظهر ذلك جليا فقط من اعداد مبيعات الكتب كل شهر. وهنا لا تقتصر القراءة على النسخ الورقية بل ان الناشرين يوفرون نسخ إلكترونية يمكن تشغيلها على الوسائط الإلكترونية .
هنا في هذه الاوطان الجريحة ، حيث الثقافة هي آخر شيء يفكر فيه الكبير و الصغير. فكيف لشعب لا يقرأ ان يرتقي و يتقدم؟
كم من مكتبات في مدننا و قرانا؟ هل تتوفر مؤسساتنا التعليمية على خزانة مجهزة باخر الإصدارات ؟ ثم وان توفرت الخزانات هل هناك سياسات ثقافية لتحفيز الشباب و الكبار و الصغار على القراءة؟
شبابنا و شيبنا اليوم منهمك في مشاهدة الفيديوهات و الفايسبوك في البيوت والمقاهي. فنادرا ما تجد احدهم بالأحرى يتصفح واحدة من تلك الجرائد اليومية قبل ان يجدبه الهاتف مجددا. ثلامذتنا لا يقرؤون حتى مقرراتهم فبالاحرى المولفات المقررة لديهم، اساتذتنا لا يطالعون الا من رحم ربه. خزانات مدارسنا تراكمت على رفوفها اطنان من الغبار و اصفرت صفحات كتبها التي تع د للقرون الغابرة، مراكزنا الثقافية و خزاناتنا الجماعية لا يزورها الا موظفوها ،كتابنا افلسوا منذ زمن بعيد فلم يعد الشعب يقرأ لا الشعر ولا النثر، أطفالنا غزتهم التكنولوجيا البشعة من العاب عنيفة عوض قصص الاطفال الجميلة.
ان المدخل ، في نظري، إلى ترسيخ عادة القراءة في مجتمعنا يكمن في تشجيع الأطفال منذ سن الرابعة على حب الكتاب و القراءة عوض الالعاب الالكترونية ، اضافة الى ضرورة تركيز المناهج الدراسية على هذه المهارة التي بدأت في الانقراض اذا لم يتم انقاذها. مدارسنا لم تعد فضاءات للقراءة و المتعة كما كانت، لم تعد ذلك الفضاء الذي يوفر الجديد بل اصبحت متجاوزة على جل الاصعدة و منها مواكبة مستجدات الساحة الثقافية و الإبداعية.
فمن العيب و العار أن يستغرق الكاتب شهورا فكتابة قصة او رواية فلا يجد لها من يتصفحها ويتمعن في معانيها، من العيب ان ينظم الشاعر شعرا و لا يجد من يتذوق ابيات قصائده. من المحزن ان يكتب كاتب رأي مقالا حول احداث الحياة اليومية فلا يجد من يكترث له أصلا، حرام ان يصبح من يكتب في عداد المزعجين و حرام أن تصبح امة ” إقرأ ” لا تقرأ شيئا. حرام و حرام و حرام……..
مجرد قراءات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

إغلاق