حتفالا بعيد العرش المجيد وعلى هامش اليوم الختامي  لموسم سيدي مسعود بجماعة إثنين أملو سيدي إفني، وبعد توقف هذا الأخير لقرابة 6 سنوات، نظم مجلس جماعة إثنين أملو و بتنسيق مع جمعيات المجتمع المدني بالمنطقة ندوتان الأولى من تنشيط أستاذين باحثين من منطقة آيت باعمران حول تاريخ  المقاومة الباعمرانية.

و تطرق سالم بريك في مداخلته إلى حقيقة توثيق الوثيقة التاريخية بايت باعمران، كما عرج على معاهدة 57 في علاقتها مع المقاومة الباعمرانية، وفصل في جهود مقاومة آيت باعمران ومدى تحقيقها لأهدافها المنشودة، كما تخللت الندوة الأولى شهادات شفوية تاريخية لمسنين في الثمانينيات من العمر، عايشا الفترة الاستعمارية كل من الحاج محمد أدهمون والبشير العكيد، قدما شهادتان شهدان على البعد الثقافي والاجتماعي لتاريخ موسم سيدي مسعود أوزينة وشهرته عبر مناطق إدبراييم  والساحل والصحراء كما أكدا على شراسة وفراسة المقاومين الباعمرانيين  المنحدرين من المجموعة القبيلية آيت الخمس بقيادة الشيخ أمغار سعيد، ليعطي مسير الندوة الحبيب الطلاب الكلمة للباحث رشيد أزلف مداخلة حول وثائق تعرض لأول مرة حول  آيت بعمران متعلقة بالأرشيف الديبلوماسي الفرنسي 1913/  1936 حيث فصل الطالب الباحث في قرابة 3400 وثيقة تتحدث حول كل مايخص منطقة آيت بعمران مستقاة من الأرشيف الفرنسي بمدينة نانط الفرنسية، وكيف تدخل المستعمر الفرنسي إلى المنطقة وأهم الضباط والمخبرين الفرنسيين ومعاونيهم من بني جلدتنا الباعمرانيين ورفعهم لتقارير تفصيلية في ذلك، وكيف كانوا يتابعون تحركات المقاومين الباعمرانيين، ليفتح النقاش والإضافات والإفادات في موضوع مقاومة آيت باعمران للمستعمرين الفرنسي والإسباني  ليخرج المجتمعون بمجموعة من التوصيات المتعلقة بتاريخ المقاومة البعمرانية أهمها إنجاز أفلام قصيرة أو طويلة أو وثائقية حول تاريخ المقاومة الباعمرانية، إعداد خزانة خاصة بجماعة أملو حول تاريخ المنطقة لتجميع بحوث ودراسات الطلاب حول مقاومة آيت باعمران ووضع منهاج دراسي لمحتويات دراسية حول المقاومة الباعمرانية وذلك في إطار الجهوية الموسعة. أما الندوة الثانية والتي كان لساكنة وفاعلي المجتمع المدني موعد معها في الفترة المسائية فكانت من تأطير الأستاذ الباحث في سلك الدكتوراه الحسن بنعليات ابن آيت الخمس حول الإعداد الهيدروفلاحي في المناطق الجافة و الشبه الجافة آيت بعمران نموذجا،ً تحدث فيها عن السياق العام لقبيلة آيت بعمران والطرق التقليدية في إعداد المجال الفلاحي بمنطقة آيت بعمران،ليفصل في نبتة الصبار باعتبارها منتوج ذو أهمية اقتصادية واجتماعية وبيئية متنوعة مبرزا كيف استطاع الباعمرانيون مقاومة قساوة المناخ في المنطقة والتأقلم  مع الوضع لتلبية حاجياتهم الغذائية والمعيشية، مشدداً على بعض الصعوبات التي يصادفها أثناء إنجاز بحوثه العلمية من طرف مسؤولي الوزارة المعنية خاصة صورتان توضحان حال المجال الأولى لسنة 1987 والأخرى سنة 2011 حيث أكد المتحدث نفسه أنه دفع فيهما قرابة 4000 درهم ، وفصل المحاضر في مجالات استعمال الصبار والفاعلين ونسب مساهماتهم وأرباحهم داعيا في آخر مداخلته شباب ونساء المنطقة إلى التنظيم على شكل تعاونيات وجمعيات للاستفادة من القيمة المضافة للاركان والصبار مع استغلال المساحات الشاسعة التي تزخر بها آيت بعمران لغرس كميات كبيرة من الصبار بالمنطقة.

بعد ذلك فتح النقاش حول استراتيجية التنمية القروية بالمنطقة وسبل تفعيل واجرأة مشاريع تنموية بالمنطقة،وفي الختام تم توزيع شواهد وتذكارات تكريماً لبعض الفاعلين أهمهم الرئيس السابق لجماعة أملو المخضرم الحاج محمد أبو الحقوق لينتهي موسم سيدي مسعود بحفل ختامي بمشاركة عواد آيت بعمران برئاسة البشير جبراوي وبمشاركة صاحب الناي الشهير بايت أيوب المخضرم مسعود ، هذا وتم توزيع جوائز المسابقات الرياضية المنظمة طيلة أيام الموسم 1و2و3 غشت الجاري في كرة القدم والسباق على الطريق وجوائز المسابقة الثقافية بين المؤسسات التعليمية بتراب جماعة إثنين أملو، هكذا وأكدت تصريحات متطابقة لمجموعة ممن التقتهم إفني نيوز من ساكنة قبائل آيت الخمس المشكلة لجماعة إثنين أملو استحسانهم للمبادرة الطيبة لإعادة إحياء موسم سيدي مسعود بعد غياب طويل داعين إلى تكرارها وتنويعها في الدورات المقبلة مؤكدين استعدادهم وخاصة من أبناء الجالية المغربية الباعمرانية المقيمة بالخارج للدعم و المساعدة لإنجاح الدورات المقبلة.