يوميات صيفية من تيزنيت (11):قريبا في الاسواق!!!! بقلم ابراهيم الكابوس

IMG-20160803-WA0009

لم يعد يفصلنا عن انطلاق موسم الانتخابات الذي يزورنا كل خمس سنوات او كلما دعت الضرورة الى ذلك ، الا اسابيع قليلة. قبلها و خلالها وحتى بعدها ستظهر كائنات انتخابية غريبة و ممارسات انتهازية بشعة و استغلال همجي لمختلف الوسائل المتاحة من اجل نصرة هذا المرشح او ذاك.
بوادر هذه الممارسات بدأت منذ وقت ليس بالقصير سواءا على وسائل التواصل الاجتماعي او الجرائد الورقية و الالكترونية و بعض الاذاعات والقنوات. كل حزب يحاول تسجيل نقط هنا و هناك فيرد الحزب او الاحزاب المنافسة بأكثر من ذلك. محاولات النيل من حزب معين ، وللاسف الشديد، لا تتم عبر نقاش سياسي هادئ وبناء مبني على اساس البرنامج الانتخابي بل عن طريق النبش في الحياة الشخصية لشخص او أشخاص ينتمون الى الحزب. بل احيانا عن طريق النبش في تدوينات فايسبوكية قديمة أو تصريحات تعود لسنوات مضت. فهل يعني ذلك ان الشخص يمثل الحزب فكل حركاته و سكناته؟ فالانسان ليس معصوما من الخطأ و تتحكم ظروف متعددة في افعاله.
والغريب انه عوض الانكباب على اعداد البرامج الانتخابية ، التي غالبا تنجز بطريقة كوبي كولي، ينكب اتباع الاحزاب على تصيد الفرص لاقتناص صورة او تحرك من مسؤول حزبي لإثارة الرأي العام . لكن الذي لا يفهمه هؤلاء هو ان معظم حربهم الانتخابية يعتقدون انها ستحسم ف الفضاء الازرق متناسين بذلك الواقع المر الذي يعيشه شعب لا يلج الفيسبوك اصلا. فالمعارك تحسم في الميدان و ليس بالتدوينات و الفيديوهات و التعاليق الساخرة و بالنبش في اشياء لاعلاقة لها بالسياسة.
الوجوه ذاتها سنجدها تتجول بيننا طالبة للاصوات، نفس الوجوه التي تعودنا على صورهم في منشورات الحملة ستجد طريقها الى منازلكم و انتم نائمون، نفس الوعود الكاذبة ستجدونها في ملصقاتهم ، نفس الشباب سيتم استغلالهم في الكملة مقابل دريهمات قد لا يتمكن البعض من اخذها بعد ان يهرب المترشح، نفس المحلات و المكاتب ستفتح ابوبها لاسابيع بترخيص وبدونه.
قد يعدونكم هذه السنة بأشياء جديدة. لكن حبذا لو تسالونهم عن وعود السنوات الماضية. هل تحقق منها شيء ؟ اكيد لن يجيبوكم لانهم يعرفون في قرارة انفسهم انهم اخلفوا الموعد مجددا. أين الصحة ، التعليم، الماء الشروب، الكهرباء ، التجهيزات الاساسية، الشغل،العدل، استقلالية القضاء، الشفافية في الصفقات العمومية، محاربة الفساد. هلم جرا… كلها شياء ستجدونها في مايسمونه برامج انتخابية و سيزعجونكم بها ف وصلاتهم التلفزية المملة. انهم لا يكذبون عليكم أبدا انما يستحمرون عقولكم و عقول امثالكم. بالله عليك ماذا سيحقق لك مرشح لا يفكر الا في كرسي ف البرلمان و ما يرافقه من امتيازات التنقل و المبيت و الأكل و الصفقات المشبوهة و العلاقات. والفضيع مجددا انهم يجمعون في اغلب الحالات بين رئاسة الجماعة البرلمان و الوظيفة العمومية.
هناك من البرلمانيين من عاهدوا انفسهم و الساكنة الا يظهروا الا مرة كل خمس سنوات، يظهرون بربطات عنق و بذلات تحسبهم رجالا و ما هم برجال. حتى ان بعضهم لا يتقن اللغة العربية الفصحى فما بالك بالفرنسية و الانجليزية و يتجدهم يسافرون الى الخارج لتشجيع الدبلوماسية البرلمانية. و بماذا تتواصلون مع الأجانب ؟ لغة الاشارة مثلا. فقط قولوا لنا انكم في سياحة على حساب اموال دافع الضرائب. بعد خمس سنوت من الاختفاء يتود الينا بوكريشة لكن هذه المرة بتغيير واضح. تغيير الحزب الذي يترشح باسمه ونوع السيارة والهاتف و الملابس ليبدو اكثر اناقة ليحتال علينا من جديد.
اصحابنا البرلمانيين المحتالين علينا لا يقومون بالعملية لوحدهم، بل هناك من اللصوص المحليين العارفين بخبايا الازقة و الاحياء و طرق الاستمالة. خبراء في جذب الاغباء للتصويت على المحتالين و بطبيعة الحال بالمقابل. هؤلاء في الغالب تجدهم من الانتهازيين و الوصوليين الراغبين في الربح السريع. و يتحججون بمبررات من قبيل ” هذه هي الفرصة”. فتجدهم يسخرون سياراتهم و منازلهم و كافة ما يملكون اثناء موسم الانتخابات، بل يقومون في بعض الاحيان بإيصال الناخبين بسياراتهم الى مكاتب التصويت ضدا على القانون. هذه الفئة أيضا تتكلف بشراء الأصوات تمثل المرشحين في مكاتب التصويت. تجدها في مختلف مراحل العملية الانتخابية.
سيعقدون لكم تجمعات في الساحات العمومية وستحجون اليها ، سيسردون عليكم نفس الأكاذيب ، سيقصفون الاحزاب الاخرى لاستمالتكم. سيتقربون اليكم في كل الإدارات العمومية لقضاء حوائجكم هذه الأيام مقابل دفع الثمن لاحقا.
سياسيونا ومن يدور في فلكهم أخطر الكائنات في هذا الوطن الجريح. فهم لا يؤمنون بما يقولون ويقولون ما لايفعلون. يشرعون قوانين لايصوت عليها الا فئة قليلة منهم. يسنون قوانين لا يعرفون حتى محتواها. سياسيونا لا زالوا يلعبون لعب الالواح الالكترونية ، و يستنشقون النفحة و ينامون في البرلمان. سياسيونا يتعرون امام المغاربة في التلفيزيون، يسبون و يشتمون بعضهم البعض و يكثرون من “حشيان الهضرة ” امام المغاربة. برلماننا اصبح جزءا من جامع الفنا و اصبح المغاربة يتابعونه ف المقاهي للضحك فقط. اصبحنا ننتظر يوم الثلاثاء من كل شهر للاستمتاع بفرجة تنسينا حموضة برامج التلفزيون.
انتهت خمس سنوات من عمرنا و لا تغيير، نفس حالات الفساد و الرشوة وتزايد الهوة بين الفقراء و الأغنياء، فالفقير يزداد فقرا و الاغنياء يزدادون غنى. استمرار ظواهر الهدر المدرسي ، الأمية ، الفقر ، الهشاشة، افلاس قطاعات التعليم ، الصحة و الخدمات اضافة الى اثقال كاهل المواطنين وخاصة الموظفين بمزيد من الضرائب و الاقتطاعات. مرت خمس سنوات و ملفات الفساد تظهر الواحدة تلو الأخرى ولا من يحرك ساكنا. مرت خمس سنوات …….. وستمر خمس سنوات و نحن نكبر هموما و ألما في وطن قالوا عنه يوما أنه أجمل بلد في العالم.
مجرد هموم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

إغلاق