ماذا بعد خطاب العرش الاخير؟

إدبلا

قراءة في خطاب جلالة الملك ليوم 30 يوليوز 2016–

اننا في هذه الايام نعيش على وقع أيام عيد العرش المجيد، والذي يذكرنا ككل سنة على تربع جلالة الملك على عرش اسلافه المنعمين.

وككل سنة دائما ننتظر بفارغ الصبر خطاب جلالة الملك، لا لشيء الا لأنه مرجع للسياسات العامة للدولة، وهو المرجع الوحيد الذي يبين ما وصل اليه مسلسل الاصلاح ببلادنا، مُقيّم للأداء الحكومي في تسييره، و كاشف للعيوب التي تتخبط فيها الدولة.

سنقتصر في حديثنا في هذا المقال ، على اهم ما جاء في الخطاب الأخير للملك و أهم ما تطرق اليه. وأول موضوع تناوله الملك في حديثه هو موضوع الفساد.

ان الفساد لازال يؤرق بال الملك ، حيث اننا لاحظنا في جل خطاباته الأخيرة انه يسترسل في حديثه عن الفساد في مختلف خطاباته الرسمية، بلغة واضحة، خالية من الكلمات المبهمة، وبلهجة قوية تتحرك لها العقول والهمم العالية.

هي رسالة واضحة المعالم ، يصوبها الملك نحو الفاسدين، وكذلك لأن الفساد أصبح يثقل كاهل الدولة وميزانيتها، فلذلك في كل مناسبة نراه يتحدث بحُرقة ومغص عن الفساد وأهله. لا سيما وانه لا تفصلنا إلا مدة يسيرة عن الاستحقاقات التشريعية المقبلة 2016 والتي ستكون محطة متميزة في تاريخ المغرب بعد مرور 5 سنوات على الربيع الديموقراطي.

هذه المحطة تحدث عنها الملك في خطابه الاخير بتفصيل وتدقيق، مُعطياً الأهمية للمواطن في اختيار ممثليه في مناصب المسؤولية، وبطبيعة الحال يُحَمله بالموازاة مع هذا،  القطع مع ايدي الفاسدين والضرب  من حديد على كل من يلجأ الى الرشوة من أجل امتصاص دم الشعب المغربي وصوته.

هذا بالإضافة الى كونه حمل مسؤولية الوقوف على الخروقات الانتخابية، الى وزارة الداخلية والعدل وكل المتدخلين في هذه العملية التي ستحدد مسار الحكومة المستقبلية ل 5سنوات أخرى، فلذلك يجب معرفة من يستحق الظّفر بالمسؤولية الجسيمة والقيام بها على أكمل الوجوه.

تحدث الملك كذلك عن المترشحين وعن اهمية معرفتهم، ومعرفة تكوينهم، ومدى صلاحيتهم لتمثيل الشعب في البرلمان، فكم من برلماني يستغل كراسي البرلمان للقيلولة. بالتالي فلا تكفي الصفة أو الاسم فقط.

الملك بنفسه صرح بعظمة لسانه أنه لا ينحاز لتيار أو حزب، وعبر بأن الحزب الوحيد الذي ينتمي اليه هو “المغرب” معتبرا أنه بشخصه مِلكٌ للمغاربة أجمع.

وما يستفاد عموما من هذا أن الملك يريد  القطع مع الفساد، لا سيما وأن الوجه الذي يظهر فيه الفساد باديا للعيان هو الانتخابات، فلذلك ربط في خطابه الأخير بين الانتخابات- باعتبارها الوسيلة الديمقراطية لاختيار من يمثل المواطن داخل قبة البرلمان- وبين الفساد بشكل عام.

اننا ننتظر من الاستحقاقات المقبلة مزيدا من الشفافية ، وكفى من الفساد فلقد بلغ السيل الزّبى كما يقال.فلا نريد ان يرجع الينا الملك في احدى خطاباته المقبلة ويعاتب على الفساد للمرة الألف، فإذا لم تستطع الانتخابات ان تحارب هذا الفساد فلا جدوى منها إذن؟

بقلم مصطفى إدبلا

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

إغلاق